رواية"ظلال الزيتون"
الندبات التي في قلبي لم تعُد تؤلمني ولكن كلما تذكرتها تشتعل نيران الحسرة والإنتقام بعيناي وهذا خارجٌ عن إرادتي.
*************
تسللت بخفة فوق السور المرتفع وهبطت داخل حدود المنزل الكبير وما أن وصلت إلى الباب الخلفي وكادت تفتحه حتى شعرت بيد أحدهم تُكممها من الخلف فحاولت المقاومة بعنف حتى أسقطت المُمسك بها بقوة على الأرض والتفتت لتراه وما أن وقعت عيناه عليه حتى ترقرقت الدموع بعينيها وجثت على ركبتيها جواره وهي تهمس ببكاء خافت:أنور!
اعتدل الشاب وهو يبتسم لها بحنان شديد فعانقته بقوة وهي تعتذر وتعتذر عما فعلت به وأنها لم تكُن تقصد فعل هذا به فربت أنور على خصلاتها بتفهم فوقفت هيَّ ووقف هو أيضًا ونظر لها قائلًا: بتعملي إيه؟.. هربتِ إزاي أصلًا؟.. ولما هربتِ ممشيتيش ليه؟
همست سُكر بخفوت: اششش!.. بالراحة يا أنور أنا هربت من شوية بس يدوب جبت شوية حاجات وجيت، بعمل إيه هنا جاية آخد حقي ومش هتنازل فـ متحاولش ومتقلقش همشي بس عايزاك تخرج الكُل من هنا بسرعة.
نظر لها أنور بتمعن ثم اقترب منها معانقًا إياها وذهب لتنفيذ ما طلبته منه بسرعة بينما تحركت هي بخفة وبدأت بإلقاء البنزين بكل أركان المنزل من الخارج ثم صعدت للأعلى حتى وصلت لغرفة كبيرة للغاية فابتسمت بسخرية ودخلت بهدوء بعد تأكدها بأن المنزل أصبح فارغًا واقتربت من الفراش الذي كان ينام عليه أكثر من تكرهه في هذا العالم وبدأت تسكب فوقه البنزين بكراهية حتى فتح عينيه بفزع ومد يده ليُضيء الغرفة فوجدها تنظر له نظرة لم تنظر إليه بها قط ولكنه ابتسم بسخرية وقال: خرجتِ إزاي؟
تحدثت سُكر وهي تبتسم بخبث وسخرية توازي سخريته: خرجت زي الناس الطبيعية ولا لا أوعى تكون شايفني مش طبيعية ولا حاجة!
فتح فمه ناويًا الرد فإخرجت القداحة من سترتها وهي تقاطعه قائلة بمزاح مزيف: عندك حق أنا مش طبيعية هه.
ثم قامت بفتح القداحة التي اشتعلت مُباشرة عقب فتحها وهبطت قليلًا وقامت بتقريبها من الفراش الغارق بالبنزين ثم قالت براحة: كدا كله هيبقى جميل ومتنساش تسلم على داليدا هانم يا كرم.
امسكت النيران بالفراش بسرعة شديدة ثم بـ كرم الذي حاول الهروب ولكن لا مفر فملابسه وجسده بالكامل ممتلئين بالبنزين، ركضت سُكر مسرعة تجاه النافذة ثم حاولت الهبوط مسرعة فسطقت وتأذى ذراعها ولكنها لم تبالي وركضت مسرعة للخارج فلم تجد أنور ولم تجد أي أحد ابتعدت عن المنزل قليلًا ثم سرعان ما أضاء المنزل الكبير بالنيران أمام عينيها دون أن يرف لها جفن تنهدت براحة ثم التفتت مُمسكة بورقة بهت لونها وحركت عينيها تقرأ العنوان المُدون فوقها وبدأت رحلتها.************
وصلت سيارة يزن إلى بناية موسى ليأخذ شقيقته ولكنه علم بأنهم ذهبوا جميعًا لمنزل خالته فذهب هو الآخر بينما ظلت وجدان تتابع سيارته وهي تبتعد ثم التفتت إلى ميرا التي تجلس وتعمل بهمة وقالت: هو إنتِ تعرفي موسى واخواته دول؟
رفعت ميرا انظارها لها ثم قالت بجدية: لا.. ليه؟
وجدان بتعجب: أصلك هتساعديهم في موضوع الولد ده اللي ضايق قريبتهم ففكرتك تعرفيهم.
ميرا بلطف: مش لازم اقدم المساعدة للي أعرفهم بس، كل شخص محتاج المساعدة يستحق يحصل عليها.
وجدان: إنتِ جميلة اوي بجد.
ميرا بجدية مصطنعة: طب اتفضلي عشان تساعديني يلا حالًا.
ركضت وجدان تجلس جوارها بسرعة وهي تصطنع الخوف بينما دوت ضحكات ميرا في أرجاء المنزل.
أنت تقرأ
ظلال الزيتون
Hành động"كلما حاولت الإنتقال والتأقلم لتجد من يتفهم آلامك لن تجد سوى نظراتٍ خالية مِمَن حولك وكأنك لا تُرى، ولكنك ماذا إذا سقطت فجأة بين ذراعي من يتفهمك ويستمع إليك ويحتوي آلامك دون شكوى!؟.. سيتحول كل شيء من الموت للحياة دون أن ترى لكنك ستشعر حتى وإن تجاهلت...