حَلَقة مفرغة

33 3 2
                                    

الساعه الان تشير إلى الثالثه صباحاً.. تبقت ثلاث ساعات أخرى واواجه ذاك الجحيم مجددا.. مراراً وتكرارا المرة تلو الأخرى

فقط كلعنه تتجدد كل يوم مذ ولدت استيقظ في الخامسة هذا اذا نمت ليلاً بالطبع أعد نفسي كي اصل لمقر عملي المقيت قبل السادسه...

سيكون يومآ جيدآ إذا وصلت على الموعد ولم أتعرض للزحام المروري.. هه!

من امازح "الزحام " هو الاسم الأوسط للمدينه التي اقطنها.. المواصلات العامة هي ثاني أسوأ شئ في العالم

سيكون يوما جيداً إذا لم تسكب القهوه على أو يصرخ احد الأطفال الذين لا أعلم ما الذي يجعلهم يصعدون الباص في هذا الوقت الباكر أساساً .

لأصل لوكر الشيطان بنفسه! - رئيسي بالعمل - ليوبخني...سيكون يومآ جيدا إذا مضت ساعه فحسب على حديثه

لآخرج إلى مكتبي الاشبه بقطعه خشب غير مصقولة مليئة بالشوائب و الأشياء الضارة - يقصد أجهزته -

افتح حاسبي الشخصي لتقفز صورة ابنتي و تزيدني بؤسا فوق بؤسي..

لاعمل واعمل واعمل واعمل إلى الانهايه

اعمل لانسي اعمل لانتهي اعمل لاستعيد ما هو لي اعمل لكي لا ينتهي بي الأمر سكيرا في احد الحانات مشبع بالديون

فقط اعمل لأنه الشئ الوحيد الذي أجيده...

زملائي و رؤسائي هناك هم أناس ليسوا أقل بؤسا مني لكن الفرق هو أنهم يجيدون التمثيل وانا لا

ما الفائدة من التظاهر بأن كل شئ بخير و انك تسيطر على كل شئ؟

أعلم أن لكل منا جحيمه الخاص لكنه ليس مببرا للتصرف على تلك الشاكلة ما ذنبي اذا كانت لديك مشاكل مع زوجتك بالمنزل؟

ما ذنبي اذا كان راتبك أقل من راتبي؟

ما ذنبي اذا حصلتُ على الوظيفه التي تَحلم بها؟

ما ذنبي اذا خسرتَ شيئا عزيزاً عليك؟

فقط بحق الجحيم ما الذنب الذي اقترفته لتصبوا جام خذلانكم و غضبكم على!

لتنتهي تلك الجزئية الكارثيه المرهقة نفسياً و المستفذه للاعصاب من يومي وأعود ادراجي

سيكون يومآ جيدا إذا استطعت إيجاد الحافلة المناسبه قبل العاشرة بالرغم من أن دوامي ينتهي عند السادسه...

لارمي بنفسي على فراشي الذي يستوطن غرفتي حيث عالمي الصغير أوراقي متناثرة هنا وهناك، العديد من أكواب القهوه و مشروبات الطاقه أسفل السرير، على المكتب، وعلى الكومودينة بقربي..

القى نظرة على صندوق البريد الخاص بي ولاشئ سوى اصالات الاجار، دعاوى قضائية، وأخرى اُسَب فيها..

جدران يطغى عليها اللون الاسود الذي يزين أيامي.. ثم وفي محاولة بائسة احاول اغماض عيني.. عسى ولعل الا استيقظ مجدداً

سيكون يوما جيداً إذا نمت قبل الخامسة دون تلك اللعنه المسماة بالتفكير المستمر التفكير فيما حدث وفيما يحدث و فيما سيحدث وفيما ماذا سيحدث إذا حدث ما لم يحدث.. بصورة مستنزفه ومهلكة اناجي الإله وانا في أضعف حالاتي.. ليس ليغفر لي.. بل ليأخذني اليه!

لقد تعبت.. تعبت بشدة من هذا العالم
تعبت لدرجة لا أقوى على جحيم آخر في هذه السلسلة المفرغة فقط كل ما أريده هو الهرب

من الواقع من العالم من الحياة أن اتحول لحيوان ما نبات ما.. فقط اي شئ عدا البشر.

اللعنه انها الخامسة... مجدداً

Black haert ¶حيث تعيش القصص. اكتشف الآن