*صرخت شجن تبكي وطبيب المشفى الحكومي يخبرها بأن أخيها الصغير قد أصيب بنزيف بالمخ إثر وقوعه فوق جمجمة رأسه وأنه يحتاج إلى إجراء جراحة لينقلوه بعدها إلى غرفة العناية المركزة....هتفت شجن ببكاء مرير:
"لو سمحت يا دكتور أنقذ أخويا دة طفل ومش هيستحمل أرجوك"
*أجاب الطبيب بنبرة عملية بحتة:
"اسمعي يابنتي لو أخوكي هيفضل في القسم المجاني يبقى العملية مش هتتعمل غير بعد أسبوع عالأقل،ولو القسم الخاص يبقى العملية تتعمل بكرا شوفي ظروفك إيه"*هتفت شجن بقلق شديد:
"لأ يا دكتور القسم الخاص أنا معايا فلوس الحمد لله هي العملية بتكلف كام؟"
*نظر الطبيب في إحدى تقارير المرضى ليقول بلامبالاة:
"حوالي ألفين جنيه وروحي تأكدي من الحسابات"*شهقت شجن بصدمة وهي متسعة العينين:
"إيه ألفين جنيه ؟دة كتير أوي يا دكتور مفيش حل تاني "
*أجاب الطبيب وهو يمشي بممر المشفى الطويل بسرعة حتى يمر على باقي الحالات وشجن تهرول خلفه ببكاء:
"أنتي فاكرة كام يعني؟ أقل مستشفى خاصة هتقولك ضعف المبلغ أربع مرات اتصرفي بسرعة أخوكي في حالة خطيرة ممكن يصاب بشلل"*جلست شجن على أرضية المشفى الباردة تبكي وتلعن مجدي الحقير الذي فعل ذلك وهي تحمل هم السنين وقلبها يرتجف من الخوف على أخيها الصغير الذي حاول أن يحميها من بطش ذلك الحيوان زوجها.....ضربت فوق رأسها وهي تغمغم بمرارة:
"أعمل إيه يارب!....أروح فين وآجي منين أخويا هيروح مني يارب ساعدني يارب"*جلس والد شجن الكفيف بجانب فراش ابنه بإحدى عنابر المشفى العام يملس فوق كف الصغير الراقد مثل الجثة الهامدة لا يتحرك فقط نفس ضعيف يخرج منه ليطمئن قلبه أنه مايزال على قيد الحياة....ربتت الجارة أم سعيد فوق كتفه وهي تمسح دموعها:
"متقلقش يا حاج مصطفى إن شاء الله علي هيقوم بالسلامة ويبقى زي الفل بس أنت قول يارب"*ردد الأب المغلوب على أمره بسبب عجزه وقلة حيلته:
"يارب أنت الشافي المعافي... يارب هو سندي وسند أخته الغلبان حتى لو كان عيل صغير يارب أنت عالم بالحال وغني عن السؤال...فين شجن يامو سعيد شوفيتها فين وعملت إيه؟"*تمتمت شجن بصوتها المبحوح من شده البكاء وهي تقف خلف والدها المسكين وتتظاهر بالقوة:
"أنا هنا يا بابا متخفش عليه هيتنقل بكرا للقسم الخاص والعملية هتتعمل بأمر الله"*غمغم الاب بتسأل وهو يضرب الارضيه الصلبه بعصاه الخشبية:
"قسم خاص إيه ده يابنتي دة أكيد بيكلف فلوس كتير...هنجيب منين؟ انتي غلبانه وشقيانه ولا حول ولا قوه"
*ربتت شجن فوق كتفه تقبل رأسه المنحنية وهي تنظر إلى جارتها العجوز بحيرة:
أنت تقرأ
لن أستسلم
Romanceنوفيلا / مكتملة... ضمن سلسلة / حكايات وبنعيشها... "سوف تمر العاصفة وابقي استمع....ابكي... ابتسم... ثم اتجاهل لن ايأس أبدا....لن اخذل قلبي واحتقر جسدي... قد يؤلمني العالم أجمع وينفرني ولكن سأظل متمسكه بحياتي فانا لها..." ...