*جلس نضال بغرفة مكتبه فوق اريكته المستطيلة يفكر بعقل مشوش يسأل نفسه بحيرة على ما فعله ولماذا فعل هذا أهو انتقام من نفسه أم من الفتاة بعينها ؟زفر أنفاسه الحانقة بشدة يردد:
"إيه إلا أنا عملته ده...وليه أنا بانتقم من مين من نفسي ولا منها؟ والبنت ديه ليه ظهرت في الوقت دة مش عارف!"
*أفاق من دوامة تفكيره على صوت كريمة الغاضب وهي تقول:
"نضال يابني...أنت ليه وافقت أن البنت ديه تشتغل هنا أنا مش محتاجة حد معايا وأنت عارف كده وكمان تشتغل على طول!"*جلست أمامه وهي تناظره بتساؤل والحيرة فوق ملامحها:
"اسمع يا حبيبي أنا عارفاك كويس وعارفة أن قلبك طيب وبتحب تساعد الناس كلها وتعطف عليهم بس... بس"
*صمتت كريمة لوهلة حتى رفع رأسه ينظر لها بعينين حزينتين يكمن بداخلهما ألم الماضي:
"كملي يا داده بس إيه؟"*تجهم وجه كريمة بالإستياء تقل بخفوت:
"بس مينفعش تكون هنا يا نضال المتكلم مجنون والمستمع عاقل يابني...البنت تشبه الست إسراء الله يرحمها فوله لولا عيونها كنت قولت هي استغفر الله العظيم.... ووجودها وسطنا هيقلب عليك المواجع"*اتسعت ابتسامته الحزين و 9قف أمام النافذة ليرمقها تقف بجوار السيدة العجوز جارتها تتحدث معها بانفعال واضح على تقسيمات وجهها....فهدر بملامح متقززة وهيو يضغط على فكه :
"إيه يا داده أنتي خايفه لأحسن أحبها وافتكرها إسراء ولا إيه؟ متقلقيش كده"*همست كريمة بتردد ومنحته نظرة بائسة:
"أيوه خايفه أنت عارف أنا بخاف عليك ازاي من يوم المرحومة أمك ماوصتني عليك وأنا باحسك ابني...أنت مشوفتش نظراتك ليها يا نضال كانت ازاي انت كنت هتاكلها بعينك ياحبيبي"
*كلمات كريمة المسمومة والتي رشقت قلبه كخناجر أصابته في مقتل و شلت تفكيره... يعلم أنها محقة بكل شيء ولكن تلك الرغبة بالانتقام في من لا ذنب لها امتلكت إحساسه و أرضت غروره لهث بأنفاس متقطعة وصوته الصارم يردد دون تفكير:
" أنا أخدت القرار خلاص وقولت هتشتغل هنا خادمة تساعدك في أمور البيت أنا عارف أنك بتتعبي كتير"*دمدمت كريمة معترضة:
"بس أنا مش تعبانة وبخير وأقدر....."
*صاح من بين أسنانه المطبقة وهو مازال متصلب بجوار الشرفه يرلقبها:
"خلاص يا داده وياريت تروحي تشغليها بدل ماهي واقفة تتكلم كده الضيوف على وصول"*خرجت كريمة من مكتبه مختنقة تحمل نفسها ذنب ما حدث بالكامل فلولا طلبها من أم سعيد بالبحث عن فتاة ما كانت أحضرت تلك المصيبة لتحل فوق رأس نضال"
*****************
"إيه إلا أنتي عملتيه ده يا خالتي اشتغل هنا ازاي طيب والمصنع وهقول لبابا إيه بس! ده موقف تحطيني فيه"
*عقدت أم سعيد حاجبيها بارتياب تغمغم:
"مصنع إيه بلا نيله عليكي....بقا تسيبي العز ده وتروحي تشتغلي في المصنع عند المفتري أبو عيون زايغة وتندب فيهم رصاصه يابنتي أرضي بالقسمه ربنا محديش عارف الخير فين"
"ده كفاية المرتب إلا قال عليه البيه ده أنتي تسدي منه فلوس سلطان ويفيض"

أنت تقرأ
لن أستسلم (كاملة)
Romanceنوفيلا / مكتملة... ضمن سلسلة / حكايات وبنعيشها... "سوف تمر العاصفة وابقي استمع....ابكي... ابتسم... ثم اتجاهل لن ايأس أبدا....لن اخذل قلبي واحتقر جسدي... قد يؤلمني العالم أجمع وينفرني ولكن سأظل متمسكه بحياتي فانا لها..." ...