diecinueve

114 23 13
                                    

تتوالي الأيام على حياتنا، محملة بِخبايا القدر، فلا تثق أن ما بين يديك اليوم غادٍ معك، فطالما كان القدر غاشمًا، ناهبًا، يُلقي بألاعيبه إلى حياتك، ويسير متضاحكًا ساخرًا، فأنت من وثقت بالأيام أولًا ولم تكن هي غير شريكة للقدر.
وإن قضيت باقي حياتك تبكي على اللبن المسكوب، فلن يعود أبدًا للكوب!

أسبوعًا قد مر على أندروس، يلازم فيه غرفته، شاردًا في ما يحدث معه، ومفكرًا فيما سيحدث معه، عقله يأبى ألا يفكر، وتفكيره في حاضره ومستقبله أفضل من ماضيه،!
طرق على غرفته قد أيقظه من شروده المعتاد، ولم يشغل عقله كثيرًا بمن الطارق، فلم يكن يتردد على غرفته غير صديقيه، وجوزيه مين والمعالجة، وأما سالينان فكانت الغائبة عنه منذ خروجهم سويًا!

أذن للطارق بالدخول والذي كان دونوڤان بصحبة أموريس المعالجة، وأندروس كان على علم بموعد جلسته صحبة المعالجة، وما كان جديد عليها أن تصطحب دونوڤان معها!

"أحضرت صديقك رفقتي للمساعدة، أرجو ألا يكون هناك ما يزعجك" خاطبت أموريس أندروس تعلمه، وكانت هادئة تخرج كلامها بحكمة، فتحرص ألا تنطق بالعبث.

"عفوًا منك يا آنسة، فيما سيزعجه تواجد صديقه المقرب؟!" وبالطبع دونوڤان لم يكن ليصمت فإعترض سريعًا
وأموريس التي لا تضيع وقتها بما لا يفيد، قد ضغطت على أسنانها كابحة لسانها عن النطق بما دونوڤان اللامفيد!

"لا تتدخل حتى أطلب منك" شرزته بعينيها الحادة، فضحك هو مستنكرًا، من تظن هذة المرأة نفسها لتحدثه هكذا!

"لا يوجد ما اعترض بشأنه، رجاءًا لنبدأ" تدخل أندروس قبل أن ينطق دونوڤان، وكم كان كارهًا للصخب جواره، سابقًا لم تكن تتحدث المعالجة بالكثير، غير أن تملي عليه ما يفعله، وكان ممتنًا أنها ليست من محبي الصخب، ولم تعتد عليه ليدور بينهما أي حوار، أما الآن وقد أحضرت معها دونوڤان سريع الاشتعال، مع كل كلمة سيفتعل شجار!

أموريس قد بدأت عملها، فرفعت جزء الكرسي الذي تستند عليه قدما أندروس، لِتدلي قدماه ارضًا، وبمطرقة العظام قد بدأت بالدق عليها

"ألا تشعر بألم يا أندروس؟" سألت أموريس وقد أزالت الألقاب الرسمية فيكون سهل عليها مخاطبته
وأندروس نفى برأسه، فلم يكن يشعر بقدماه من الأساس

"تذكر أنك لست مشلولًا ولا يوجد خطب بقدماك، عقلك من يصور لك تلك الأوهام، وأنت قادر على هزيمتها صحيح؟" استفسرت نهاية جملتها، ولم يكن كلامها بالجديد عليه، فاليوم كامل استمع أندروس لجوزيه يردد عليه نفس الجملة كل دقيقة ربما، حتى سأم الجملة وجوزيه كليهما!

أموريس قد استقامت أمامه، وبدأت تملي عليه بعض التمرينات، وكان هدفها الأول أن يدرك أندروس الشعور بقدمه أولًا، حتي يستطيع تحريكهما.

كوتار :Illusionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن