Dieciocho

121 22 35
                                    

صباح جديد على مدينة المكسيك، السابعة صباحًا والشمس ساطعة، هناك من يستعد لعمله، وهناك من يستمتع بيومه، وهناك من نعرفهم يجتمعون معًا بإنتظار البقية ولم يكونوا غير جوزيه، وڤيونا وخليلها!

"اللعنة" تمتم دونوڤان يضغط على أسنانه، كان جالسًا فوق حقيبته ولم يهتم إذا تهشمت من وزنه، رأسه سينفجر لا محال إن استمر بالتفكير في القادم

وبلانكو لم يكن بأحسن حال، يقف وحيدًا، يعاهد نفسه ألا يهرب كما فعل دائمًا، لقد حدث الجميع بأنه تخطاها، لكن متى كان بلانكو صادقًا بشأن نفسه؟!
رفع يديه فوق رأسه ليحجب عنه الشمس، متظاهرًا أنها ما يزعجه.

أما أليخاندرو فقد انشغل بوضع أغراضه بسيارته، وإتزل تتبعه وكانت بكامل نشاطها لتناقشه في أحد المواضيع
"لهذا قلت أنني سامتنع عن استخدام مستحضرات التجميل حمايةً لكل أرانب العالم" بكل جدية قد صرحت إتزل

"عظيم يا حبي" تمتم جونغكوك ولم يبدو أنه يستمع حقًا

في الجانب كانت سالينان تجاور كرسي أندروس وتجلس أرضًا، يستند رأسها علي يديها، مغمضة العينين، ومن الهدوء السائد تعلم أنها نائمة، فقد انقضى بها الليل تفكر في ما عليها فعله لأجل رجل الموت!
بجوارها كان أندروس، هادئ يراقب برماديته نجوم صباحه، بدا راضيًا عندما طابق قميصه الأبيض الخفيف مع ثوب سالينان، فارتفعت شفتاه في ابتسامة، وسريعًا قد اخفاها، فلم يلحظها أحد، أو أن أحدهم فعل!

صوت سيارة أحدهم قطع عليه تأمله للنجوم، ولم يكن أندروس ليهتم، لكن الصوت المألوف قد جذبه، فإلتفت صوبه وهناك أبصر ما لم يكن يتمناه أبدًا، ڤيونا...
وجهها قد أعاد إليه ذكرى عن آخر حديث لها معه، وذكرى تبعتها ذكرى، وأندروس يحاول ألا يهزم لنفسه، والأصوات بعقله قد عادت تخبره 'ميتًا لا يصلح للحب.. أندروس جيمين لا يصلح للحب'
براكين غضبه قد إشتعلت فأضرمت النار في عينيه الخامدة، وتصلب جسده، يقبض بيديه على الكرسي ولو استمر لقسم الكرسي.

وعلى غرار الجلبة استيقظت سالينان، تناظر المحيط قبل أن تناظر أندروس، وعندها قد هبت واقفة تصرخ عليه بإسمه وقد أدركت أنها إحدى نوابته

"أندروس... عد إلى وعيك" صرخت سالينان بجاوره، ومدت يديها تحاول نزع يده عن الكرسي فلا يتضرر
بصراخ سالي قد ركض الجميع صوبها، ودونوڤان وبلانكو يحاولان تهدئته، فلم يسلم أيهما من لكماته، ثوران أندروس هكذا لم يحسبه أحدهما، وبمنع المخدر عنه لم يكن لهما ملجأ.
دونوڤان قد نهض خلف كرسيه، قصد احكام ذراعي أندروس خلفًا، وقد فعل فأندفع جسد أندروس للأمام ليحتضنه بلانكو
وما لبث أن بدأت حركته تخمد، وصراخه الذي عمّ الأرجاء تحول إلي آهات، عينيه الدامعة تناظر سالينان تقف خلف بلانكو... ساكنة.
فردد في عقله أن 'صدقت ڤيونا أندروس جيمين لا يصلح للحب' قبل أن يرتخي جسده ويغمض عينيه مستسلمًا.

كوتار :Illusionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن