Veintinueve《el fin》

156 25 27
                                    

الحياة رحلة طويلة مليئة بالمواقف والأحداث، وفي كل موقف نجد صراع.. بين النور والظلام، بين الخير والشر، وبين الفرح والشقاء، وعندما نعجز عن الإختيار نظن أنها النهاية..
مع كل عقبة نفكر بالاستسلام، فهو الأسهل من المحاربة والقتال، البعض يفعل والبعض يفضل القتال حتى بدون رغبة..
والحقيقة أن نتيجة هذا القتال ليست بالمهمة ابدًا، سواء انتصر الظلام أو النور، فهذا لن يُحدث فرقًا لن تكون آخر هزيمة، ولن يكون آخر نصر، لأن الحياة مستمرة بتقلباتها.
في تلك اللحظة التي تنظر فيها خلفك، تراجع ما مررت به، تتسائل كيف فعلت ذلك؟ كيف صمدت وأنت من ظننتها النهاية؟! ثم ما تلبُّث أن تدير ظهرك للماضي وتكمل سيرك وأنت على أتم اليقين أن طريقك ليس ممهدًا ولا منبسطًا وإنما متعرج ومتقلب، لكن ما بين كل منحدر والآخر، أرض مستوية تسمح لك بالراحة
لذا مهما اشتدت تقلبات حياتك ومهما اشتد صراعك الخاص، رجاءًا أكمل الطريق حتى النهاية، لا تتوقف عن القتال، حتى لا يكون هناك مكان للندم عندما تراجع ما مررت به.

'آل ريسينديز' تعمها الفوضى، الكثير من الناس يركضون في كل مكان، لم يبقى سوى سويعات على بدأ الحدث المنشود، ولا أحد منهم يرغب في أن يكون هناك أخطاء، جميع من يعمل هناك متحمس، إنه الحدث الأول الذي يقيموه منذ ما حدث مع المدير، ولكن بعودته الآن قد عاد شغفهم، كما أن الشخصية الرئيسية في الحدث هي حبيبته كما سمعوا

وفي غرفة الإستعداد كان أندروس وبلانكو، أندروس يلهو على الهاتف رفقة دونوڤان الذي اختفى فجأة، ويتحدث بطريقة مثيرة للشكوك بالنسبة لبلانكو

رفع عينيه من على هاتفه ليجد بلانكو يناظره بطريقة غريبة، تلك النظرة التى يعرفها أندروس جيدًا، بلانكو يظن أن أندروس ودونوڤان عادا لإخفاء الأسرار عنه، وبالطبع ظنه ليس في موضعه لكنه في وقته!

"ألن تستعد؟" سأل بلانكو وأعاد رأسه للأمام، يسمح لمصفف الشعر أن يكمل عمله، وربما يتهرب من أفكاره بشأن ما يخفيه صديقاه

"سأبدل ملابسي" تحدث أندروس قبل أن يستقيم متهربًا من تأنيب بلانكو الصامت، ولو أنه بفعلته يؤكد لبلانكو شكوكه، إلا أن هذا هو خياره الوحيد الآن.. قليلًا فقط ويعلم بلانكو ما يخفيانه!

فتح بلانكو هاتفه وقد أصدر إشعارًا، كان من ماريانجيل..
لقد نشرت للتو صورة على حسابها الذي يراقبه بلانكو، كانت صورة لها تحمل الكاميرا الخاصة بها وتضعها أمام وجهها، أخفت بها عينيها لكنها لم تخفي ضحكتها التي زينت ثغرها، جسدها مائل للجانب فينحدر الثوب هو الآخر وتظهر ساقها من فتحته التي تصل لأعلى ركبتيها، شعرها الذهبي مسدول ويميل هو الآخر معها وقد طال ليتعدى خصرها، مظهر لم يعتده من ماريانجيل فتاة الريف، لكنها مازالت تبعثره، تجعل صدره يضيق كلما ناظرها، التحسر والندم يعانقانه ويشتد خناقهما عليه ليصبح بالكاد يتنفس..
كان بائسًا أشد البؤس في حبها.. هو وحده ربما، فلا يخفي عليه الصورة المنعكسة في الزجاج خلفها، لذلك الشاب الذي يراه دائمًا برفقتها، ومن ما بدى فهو سبب ضحكتها الآن
تأملها رغم أنه لم يعجبه أن غيره يفعل الآن، تأملها لكن عيناه قد خانته عندما دفعت بتلك الطبقة الرقيقة من المياه.. إنها دموعه المعتادة التى تخرج دون أذنه دومًا كلما لمح طيفها أو ذُكر اسمها، وكم مرة أخبر نفسه أن سيتخطى.. سيتخلى عن هذا الحب!
لكن الحب كان مقدوره، الحزن كان مقدوره أيضًا ربما.

كوتار :Illusionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن