quince

113 21 20
                                    

الأحلام... شياطين المرء، تدفعك لفعل المُحال لتحققها، والشياطين أبدًا لا ترضى، فتظل تطلب المزيد، ويُوَلَّى الزمان وتفقد نفسك في خدمتها.
وعندها تنظر لما انقضى، تبصر ذاتك المُنقضية، تبصر مَنْ تخليت عنهم، تغرق في محاولة اقناع نفسك أنك أفضل هكذا، وفي قرارة نفسك، تعلم أنك أبعد ما يكون عن الأفضلية.
تلك اللحظة حين تتآكل روحك من الندم، فتصبح تائهًا بين ما تطلبه شياطينك، وبين همسات ذاتك القديمة.
لذلك قبل أن تقود أحلامك تعلم كيفية الضغط على مكابحها أولاً، فلا تخسر.

أمام غرفة الفريق يقف أليخاندرو منتظرًا، لقد عانى حتي يصل لِهنا؛ رغبةً بحديث مع إتزل، ولولا أحد معارف إتزل مَنْ كان على علم بأليخاندرو لمَ استطاع أن يدخل.
شارد الذهن وبصره قد علق على الباب أمامه، وما أفاقه سوى صوت صهبائه تناديه

"أليخاندرو!" نبرتها قد حملت الدهشة فماذا يفعل هو هنا دون علمها بقدومه

وأليخاندرو حرك بصره عليها، وقد أخذ من الوقت يطالع سيماها، فما بال صهبائه قد انطفئت، وما باله اليابس في عينيها قد جف، فويلٌ لك أليخاندرو إن كنت سببًا بهذا.

"دعينا نتحدث لطفًا" هادئ النبرة قد طلب، وإتزل هزت رأسها قبل أن تتحرك لمكان بعيد كما طلب

"مبارك لكِ" تحدث أليخاندرو وإتزل فقط همهمت له، تنتظر أن يخرج ما بجوفه، مؤكد أن أليخاندرو لم يجن ليقطع تلك المسافة فقط ليبارك لها

"قل ما تود قوله أليخاندرو فأنا لم أعهدك متزعزعًا"
إتزل حدثته تناظر ساعة رسغها، فقط القليل وتخرج لتُكرم بجانب فريقها.

"إتزل حديثي السابق، آسف لكِ إن كنت به فكرت بنفسي، لم أرغب أن أكون رجلًا يهدم أحلامكِ، فقط وددت قربكِ، وددت أن أضمنكِ لي، لكني في الوقت نفسه لست آسف ولو أنه جعلك تشعرين ولو قليلًا بأنانيتكِ، لأنكِ حبي دومًا ما تنسين وجودي لأجل نفسكِ، أنا لست آسف حتى لو شعرتي بالظلم، فهذا ما شعرته بوجود من ينافسني فيكِ، وكم تمنيت لو كان بشرًا، فأشفي غضبي به، فأنا رجل الثلاثين تواتيني أفكار أتمني فيها لو لم يتواجد الركض أبدًا، فاستطعت أنا أبقيك بقربي دومًا، آسف لكِ إتزل فأنا لم أُوفي بوعدي وأدعمكِ حتى النهاية، ولست آسف فانتظاركِ أصبح مهلكًا لي، وآسف لنفسي لأني مازلت أرغب بهلاكي" كانت المرة الأولي التي يفصح فيها أليخاندرو عن ما بداخله، ومع تناقض  حديثه قد بقى يناظر عينيها

وإتزل قد رغبت بالحديث قد تدافع عن نفسها وقد تعتذر، لم ترغب أن ينتهي حديثهم هكذا، ولكن نداء مدربها قد قاطعها، فاستدارت تلحق الباقيين ركضًا

"كعادتكِ إتزل أوروزكو تركضين، وأبقى أنا خلفك" سخر أليخاندرو من نفسه والتفت راجعًا لمقعده.

*************

'آل ريسينديز' على حالها فارغة إلا من اثنان على حالهما منذ وقت ليس بالقليل
أندروس قد أفرغ ما به، وغفى، وسالينان لم تتحرك فبقيا على وضعهما.

كوتار :Illusionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن