dieciséis

115 23 11
                                    

"سالينان، هل لي بكلمة؟" بِلباقة تحدث بلانكو، وسالينان قد أوقفت يديها من فتح الباب، تستفسر بملامحها عودة بلانكو من أمام بابه.

"سأكون قليلة ذوق إن لم أدعوك للداخل، فلتبارك شقتي بجمالك" سالينان مقدرة الجمال قد تختنق بحديثها إن لم تخرجه، وبلانكو قد ضحك بعلو على حالها، تلك المرأة تمتلك موهبة في تغيير الأجواء.

"لا داعي لذلك، فقط قد حدثني جوزيه عن حاجة أندروس لمعالج فيزيائي، قال أنكِ تعرفين واحدة" فرك بلانكو جبهته، كانت عادته عندما يتحدث أثناء تفكيره، وهو قد فكر أنه أثقل كاهل مرأة حديثة المعرفة بهم بأمورهم.

"ألم يقل أنها فترة استراحتها؟!" تعجبت سالي من عدم ذكر جوزيه للأمر رغم معرفته

"حقيقةٍ قد قال، لكنه أشاد بقدرتكِ على الإقناع" بلطف الكلمات قد منعها من الرفض

"فلتدع لي الأمر إذًا، أوافيك بالرد غدًا" وعدته سالينان فأبتسم شاكرًا، وعاد إلي شقته.

دفعت سالينان الباب خلفها، وعند سيرها للداخل قصدت سريرها، لكنها مرت بالمطبخ فتذكرت صدفةً أنها لم تتناول فطورًا كما البشر، واكتفت بقهوتها الغالية، فكرت لربما تصنع بعض الطعام فتحصل على وجبة لائقة منذ أن هذا لم يحدث منذ غادرت إتزل، وعلى ذكر إتزل فمن المفترض عودتها بالغد، وسالينان قد اعترفت أنها قصرت بعدم السؤال عن حالها ، لكنها تجاهلت الطعام وإتزل، مؤجلة ذلك إلى الليل ربما، سارت إلى حيث غرفتها، فتحت الباب ودلفت، إرتمت علي السرير، فأبصرت بإحدي زوايا الغرفة، لوح مغطى بالقماش الأبيض، حوله بعض العبوات، ولو رفعت الغطاء لأبصرت خلو الورقة البيضاء إلا من خط رفيع متعرج، رفعت يدها للأعلى تناظرها، لم تعد قادرة على إكمال لوحتها، ولو حاولت للطختها بالتعرجات لرعشة يدها، أخرجت تنهيدة، قبل أن تعطى ظهرها للوح تتجاهل أمره كَكل يوم.

"الكثير مما يلزم إصلاحه" تمتمت سالينان بصوت خفيض، وبعدها بلحظات قد سرقها النوم.

******************

في الشقة المجاورة، وبداخل إحدى الغرف، يجلس دونوڤان في شرفته، وعلى كتفه أسند 'ڤيونا الثانية'، حاملًا للعصى في يده الآخرى.

اقترب موعد تسليم لحنه الجديد، والذي لم يجده حتى الآن، يلقي فشله على الشغف، غافل أن السبب الحقيقي ما تحمله يداه- ڤيونا الثانية-
دقائق قد مرت عليه، أصابعه وعصاه على الأوتار، والأولى تأبى الاستجابة، عقله كثير التفكير كان صعب الترويد.
أنزل يديه وأسند 'ڤيونا الثانية' إلى جانبه، مقررًا الشرود في أفكاره كما يفعل مؤخرًا، لكن صوت هاتفه المهتز قد منعه من رغبته.

أبصر اسم المتصل فتزعزت ملامحه، وتردد أيجيب أم لا؟ لكنه سرعان ما ضغط على الهاتف مقربًا إياه من أذنه
"مرحبًا" صوت رقيق قد أتاه، وقد كان حسن الوقع على الآذان، إلا أنه كان ثقيلًا على مسامع دونوڤان كما قلبه، ورغم سهولة الكلمة وسهولة الرد، بدت كألف كلمة له فصمت.

كوتار :Illusionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن