كان كل شيء جاهزا بطريقة مرتبة و جميلة في حديقة بيت مالك فيزن بارع في تنظيم الحفلات ، اضواء معلقة في كل مكان ، الوان مبهجة ، بوفيه وضعت عليه انواع كثيرة من الموالح و الحلويات و كل انواع المشروبات بعض الطاولات و الكراسي المتناثرة ، نسيم عليل مع غروب شمس ساحر و موسيقى chill house تزيده سحرا. كنت متأكدة أني سأجد الجميع هنا بما فيهم مريم و رؤيتها لم تعد تعنيني في شيء او تحرك اي مشاعر داخلي، حتى ذلك الغضب زال منذ أن أهنتها على فراشي.
تعالت الضحكات و كانت السعادة تملأ المكان ، بين من اختار الوقوف و من كان يجلس كنت اتنقل بين الاصدقاء و نتجاذب اطراف حديث فيه ماكان ممتعا و فيه ما يخص الاعمال و أخبار البلاد . لكن عيني لم تحد عن آلهة الجمال التي تجلس هناك مع فتاتين كانت سيدتهما ، في المرات القليلة التي رأيتها فيها لم تكن بهذا المزاج الجميل ، السعادة تليق بها ، كنت استرق النظر إليها و افكر انها خلقت لتضحك رغم ما في غضبها من إثارة . ربما لم تنتبه لي او انها تتجاهلني او تمارس طقوس كرهها لي كالعادة ، بتّ استمتع ،على نحو ما، بقسوتها ، احيانا نقع إعجابا في من يعذبنا الاكثر ، تلك الظاهرة النفسية ، متلازمة ستوكهولم ، التي تجعلنا نستمتع بعذاباتنا و إساءة من خطفنا من انفسنا ..
كانت تلبس ثوبا قصيرا مليئا بالورود غلب عليه اللون الوردي و الابيض ضيق من جهة الصدر مما جعل ذلك الخط بين ثدييها، و الذي بت اعشق النظر اليه، بارزا بشكل مثير ثم يتسع من الاسفل ، شعرها الاشقر الناعم تربع على كتفيها تداعبه احيانا نسمات خفيفة و كنت اغار من مداعبته لخدها فتسعدني بأن ترفعه عن وجهها حتى تبرز تلك الرقبة الممشوقة البيضاء التي بتّ اتمنى ان احشر فيها انفي و استنشقها .
- شرودكِ يعني أن هناك قصة ما؟
افزعني صوت يزن ليوقظني من شرودي و افزعني اكثر انه ربما لاحظ نظري اليها
- لا أبدا لقد شردت قليلا فقط
- اعلم تلك النظرة جيدا و لا يمكن ان تخفيها عني، هيا بسرعة تكلمي، من تكون؟ قال مقهقا
- حقّا لا يوجد شيء مما تفكر فيه انا غير قابلة للوقوع فالحب حاليا انت تعلم
- انا لا اعلم ، قال باستهزاء، كل ما اعلمه انك تجذبين اليك كل النساء و بحضورك لا يبقى لنا فرصة ايتها اللعينة
- انت تبالغ يا صبي، بل المشكل يكمن فيك انت مازلت صغيرا و لا تعرف كيف تجذبهنّ اليك، قلت مقهقة
-تبا لك مغرورة لعينة
قاطعتنا رفيف التي اتت مباشرة لترفع يدي قليلا و تضع يدها على خصري و رأسها على كتفي نظرا لقصر قامتها مما زاد في حنق يزن ما جعلني اضحك على تصرفاته الطفولية
- ماذا هناك؟ قالت رفيف مبتسمة
- لقد لمستِ الوتر الحساس فيه، قلت ضاحكة ، كان يتذمر من انجذاب النساء الي حتى في حضوره
- اها انت امرأة مغرية بهذا الجسد الجميل طبعا كل النساء تُعجب بك. قالت بإطراء.
إلا واحدة قلت في نفسي و قد ادركت تنهيدة قبل خروجها و فضحي امامهم
- حسنا هذا يكفي انتن تبالغن ، ليس كل النساء مثليات حتى يقعن لها ، قال يزن بصوت متعال
- بل كل النساء في حضورها يصبحن مثليات. قالت رفيف مبتسمة وهي تحاول استفزازه اكثر و كانت يدها تضغط قليلا على خصري لاشاركها مزاحها
- انتما الاثنين كفى الان كفى مزاحا، قلت بجدية مصطنعة بعد ان رأيت وجه يزن يتحول للون الاحمر ، فهو رغم خفة روحه سريع الغضب و ينطلي عليه المزاح تماما كالاطفال .
أنت تقرأ
لقاء ... ( متوقفة ... الى إشعار آخر )
Romanceثمّة نساء يلامسن لواعج الروح، يعبرن حياتك كجملة موسيقيّة جميلة، يظلّ القلب يدندنها لسنوات بعد فراقهن. وأخريات بدون قفلة، لا تدري وهنّ يغادرن، هل كان من تتمّة لتلك السوناتا. وهناك من لا تملك منهن إلّا ومضة ذكرى، كنقرة وحيدة على مفتاح البيانو يتركنك م...