عام جديد ... ( الجزء الثاني)

767 54 11
                                    

- هيا كفي عن الدراما ،هيا بنا لنتسوق مللت المكوث في البيت.

ميار...

انها تنتظر اتصالا مني ، لم يغمض لي جفن البارحة و انا افكّر في طريقة للخروج من هذه الورطة ، كنت اريد بشدّة رؤية سيلين، لكن ظهور مريم و تهديدها بعثر كل شيء، فكرت جيّدا أي شيء سيكون أسوء ، مضاجعتها و لن اعتبر ذلك خيانة لانني تحت التهديد و انا في قرارة نفسي أكرهها و لن تعلم سيلين بهذه القصة ابدا او ان يعرف مالك و ربما سأحرم من رؤيتها الى الابد، كم أنني لن أستطيع مواجهته و لن اجد له تبريرا و لا تفسيرا يشفي غليله عندها ستكون حربا طاحنة لا اعرف متى ستكون نهايتها و كم عدد ضحاياها ! كان يجب أن أختار أخف الاضرار ، و أخف الاضرار هو تمضية ليلة وحيدة مع تلك الشيطان، هي وعدتني بذلك ، ليلة و لن أراها بعدها أبدا ، الليلة التي كنت اتخيل أني سأمضيها مع أكثر انسان احبه ها انا سأقضيها مع من اكرهها و امقتها، لطالما فعلت الحياة معي ذلك، تجعلني أحلم لتأتي آخر لحظة و تفرض سطوتها علي.
اتصلت بها و أخبرتها أنني موافقة و اشترطت أن تنفذ وعدها بأن لا أراها بعد ليلة الغد أبدا، لم تخفي سعادتها و لم اخفي اشمئزازي و تمنيت لو أن ليلة الغد لا تأتي، لكنّها ستأتي غصبا عنّي مثل ما حدث كلّ هذا غصبا عنّي، ذنبي الوحيد أنني أحببت.
جاء الموعد سريعا و كأن الزمن تمّ اختزاله و كأن ساعات النهار أصبحت دقائق، قبل مجيئها أخفيت كلّ مظاهر السعادة التي كنت سأستقبل بها سيلين، أبقيت فقط على المشروب، وحده سيجعل هذه الليلة تمر، بحياتي كلّها لم تمضي علي ليلة رأس سنة كهذه، كنت دائما احب أن أستقبل العام الجديد بكلّ فرح، لكنها عادت لحياتي لتنغّصها كما فعلت سابقا!
رنّ الجرس، فتحت الباب و دون النظر إليها عدت لمكاني، أين تكدّست القوارير على الطاولة، خلعت معطفها ووضعته جانبا ليظهر تحته ثوب يظهر أكثر مما يخفي من جسدها

- يبدو أنك بدأت الاحتفال من دوني! قالت بضحكتها المستفزّة
- و يبدو انك تظنّين أنه بهذا الثوب ستغرينني؟ انت لا تعلمين حتى لو وقفت أمامي عارية ما عاد شيء من جسدك يثيرني
- المهم هو أن أستمتع انا
- كما فعلتِ دائما ،بحثت عن سعادتك فقط، لن أشك في أنك لم تحبيني يومًا، بل كنت تبحثين عن اشباع رغبااك و امتاع جسدك
جلست على الاريكة المقابلة لي واضعة ساقا على ساق حتى كدت أرى ملابسها الداخلية، أشحت بنظري عنها لاكمل ما بكأسي
- عندما تقربتي من سيلين اول مرة هل اعجبت بروحها؟ لم تريها الا ليلة الزفاف و لم تتحدثي معها قط ، أليس جسدها ما جعلك تفكّرين فيها، أليس إشباع شهواتك هو ما جعلك توقعينها في شباكك؟
- لا تقارني نفسك بها ، هي شخص نظيف و انت قذرة!
كنت احاول اثارة غضبها ربما تغادر و مع ذلك كنت اقصد كل كلمة قلتها
- هاهاها انا قذرة؟ لأنني تركتك و تزوّجت! أما هي صاحبة المبادئ ، واحدة من سيّدات المجتمع الراقي ذات الاخلاق العالية ... خانت زوجها مع اعز صديقاته! طبعا هناك فرق شاسع بيني و بينها. قالت مبتسمة و هي ترفع شعرها و كأنها شخص غير قابل للاستفزاز
- و انت ماذا تفعلين هنا؟ ألم تتركي زوجك في ليلة كهذه و أتيت لخيانته؟ قلت و انا أملأ كأسي من جديد
- لم آتي إلى هنا لمناقشتك ميار، هناك اتفاق بيننا، وان تراجعت عن ذلك كان يجب أن تتصلي بي قبل حضوري!
- لم تتركي لي الخيار مريم، وضعتني بين مطرقة و سندان و لن أسمح بأن تتأذى سيلين لأي سبب كان، لكن كما اتفقنا ستكون ليلة واحدة و بعدها لن أرى وجهك مجدّدا
- اتفقنا..
-و لن تحاولي اخبار سيلين مريم، و الا اقسم لن اتركك تهنئين بحياتك أبدا!
- اذا نلت مرادي لما اخبرها؟!

بعد ذلك الصمت بيننا شعرت بألم فالمعدة، أحسست أن ما حاولت تأخيره أصبح قريبا جدّا و لا مفرّ من فعله، بدأ مفعول الكحول يظهر على جسدي و حتى في عقلي، رأيتها تقف و تقترب مني ، جلست بجانبي حتى التصق كلّ جسدها بي ثم همست في اذني
- مازلت تذكرين كم احبّك و انت ثملة ؟
- لست ثملة! أجبت جاهدة اخفاء ذلك
- لا بأس احبّك في كلّ حالاتك، اتركي نفسك لي ميار، انها ليلة واحدة لن تضرّ أحدا، سأكون انا و انت فقط من يعرف هذا السرّ، لا تخافي!
مدّت يدها تحاول فك أزرار القميص، لم امانع لأن ما سيحدث بيننا يجب أن يحدث بسرعة و ينتهي، رفعت وجهي ليقابل وجهها، بضع صنتمترات تفصلنا حتى أن أنفاسها الساخنة لامست وجهي و اخذت في الاقتراب، كنت أظن أنه بكمية الخمر التي شربتها لن أشعر بشيء ، لكن عقلي هذه المرّة بقي مستيقظا، أردته أن يتخدر لكن عبثا فعلت، بدأت شفاهها تلتهم شفاهي و لم أستجب
- أرجوك لم أعد أستطيع تمالك نفسي أترجاك ميار لا تفعلي هذا بي!
همست بصوت خافت مثير وهي تقبلني، لكنّ جسدي موصد ابوابه و لا سبيل لأن تثيرني كلاماتها و لا حركاتها، لكن كان يجب أن أستجيب، بلحظة خلعت عني قميصي و لم أبقى سوى بحمالة صدر و بنطالي الذي فتحته و فجأة أصبحت تجلس فوقي ومسكت بيدي لتضعهم أسفل ظهرها، كان شيئا يشبه الاغتصاب، الخمر لم يؤثر في عقلي لكنه أثر تماما في جسدي فأصبحت كلعبة خشبية تحركها كيف ما شاءت، ثم أخذت إحدى يدي لتضعها فوق صدرها، طالت قبلتنا و لا أعرف كم مرّ من الوقت لكن ما من شيء تحرك داخلي وحدها كانت تستمتع بما تفعل!
فتحت سحّابة فستانها الجانبية لتنزل أطرافه ليظهر صدرها أمامي، تعمدت أن لا ترتدي شيئا تحته لكي لا نمر بمراحل كثيرة! فجأة رنّ جرس الباب و كأن كهرباء صعقتها
- هل تنتظرين أحدا ما؟
- لا، لا أنتظر أحدا، ربّما حارس البناية فهو يأتي لينزل الفضلات، إنه شخص لطيف. قلت ذلك بلسان ثقيل و لا أعرف لما قلت ذلك كلّه إنه تأثير المشروب
- حسنا سأرتدي ثوبي و أفتح له
ذهبت نحو الباب و فتحته، ليحدث ما يشبه دقيقة صمت غير أنه كان أطول ثمّ سمعت صوتا يقول
- م... مريم ! ماذا تفعلين هنا؟

ذلك الصوت الذي أعرفه معرفة جيّدة، محفور في عقلي ووجداني، لم تنبس مريم ببنت شفة، و في ذلك الوقت الفارق بين وضعي للكأس و رفع رأسي نحو الباب تمنيت ألف مرّة أن لا يكون ما سمعته صحيحا! أن لا يكون صوتها و لا تكون هي! غير أن خيباتي المتتالية لم يكنّ ليذهبن هكذا ببساطة، كان لزاما أن تكون الخاتمة أشد وطأة و عنفا و غرابة، نعم عنف، شعرت بضربة في قلبي كادت تودي به عندما رأيتها واقفة هناك ، قرب الباب بجانب مريم ، تنظر لي نظرة لا يمكن لعقلي الذي عجز فجأة أن يفسرها ، بل يعجز أي شخص عن تفسيرها، كلّ ما تمنيته أن تنشق الارض تحتي و تبتلعني و أحيل أنا و كلّ حياتي الى سراب!

إنها بداية سنة جديدة...

لقاء ... ( متوقفة ... الى إشعار آخر )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن