كابوس ...

1.2K 58 21
                                    

شكرا لانك فكرت في حل سنجيبك قريبا تصبح على خير
- عمتن مساءا
ذهب و أدرت رأسي للنافذة بجانبي المطلة على المدينة
- إذا؟ قالت سيلين وهي تعود للجلوس في مكانها
- ذوقك سيء جدّا!! قلتُ بعد أن إلتفتّ إليها
- و هل هذا يشملك؟ قالت بمزاح باد على ملامحها وهي تلف يدها حول ساعدي
- هل تقارنينني الان بذلك الوغد؟
- طبعا لا! أنت حبيبة قلبي و أجمل شخص عرفته في حياتي لا أحد يشبهك و لا أحد يمكن مقارنته بك.
قالت بإبتسامتها الساحرة التي سلبت بها فؤادي، مما جعلني أنسى كل الهراء الذي قيل أمامي و كل الغضب الذي في داخلي
- هل أستطيع تقبيلك أمام الجميع؟
- إن أردتِ أن نكون غدا في كل وسائل الاخبار و يضع والدي كل ثروته مقابل رأسينا، فهيّا إفعلي ذلك
- إذا ستعودين معي إلى البيت و لن أسمع أعذارا! أشتهيك الان و حالا
- لديّ فكرة شقية..
إقتربت حتى كادت شفاهها تقبل اذني و التصق صدرها بساعدي
- ما رأيك لو تشبعين شهوتك هذه في السيارة؟
انفاسها الحارة التي لامست اذني و رقبتي، كلماتها ، اسلوبها اللعوب ، شقاوتها جعلوا حمى تسري في جسدي فإنتفض كله ملبّيا
- قومي بسرعة!

أمسكت يدها و ذهبت لأدفع الفاتورة إلا أنني وجدت ذلك الوغد دفعها، لم ابالي و لا وقت لي للغضب الان، ساُحاسبه لاحقا ، في هذه اللحظة هناك امور اهم يجب أن اقوم بها..
- إركبي من الخلف
قلت لها و فَعَلتْ، لم أنتظر حتى نذهب لمكان آخر، كان موقف المطعم الخلفي مظلم بطبعه و هادئ و حتى لو هناك نسبة مائة بالمائة أن يرانا أحد، فهذا لا يهمني الان ، كل ما في عقلي في هذه اللحظة هو أن ألتهمها و أن اُشبعها حبّا!
مارسنا الحب أكثر من مرّة هنا! في السيارة! لا أستطيع تفسير لهفتي ، عشقي لها و لجسدها، لا أشبع منها و لا تشبع حواسي الخمس من النظر إليها، لمسها، رائحتها، تذوقها و قول ما لذّ و طاب من كلمات الحبّ و التغزّل بها، أحيانا أتسائل هل خلقت مثلنا من طين، لا يمكن للطين أن يكون بهذه اللذّة، أم خلقت من شيء آخر لا تعرف عنه البشرية شيئا! أحببتها حدّ التعب، إستلقيت و كانت مستلقية بين ساقي، ساندة ظهرها على صدري ، امرر اصابعي بين خصلات شعرها الذهبي الناعم ، فيفوح منه عبير أدمنته، انا معها في غاية السعادة و لا أطلب من هذه الحياة سوى أن أبقى على هذا الوضع ، أن تبقى في حضني حتى لو كانت الوضعية في خلفية السيارة غير مريحة إلا أنني يمكن أن أتحمل أي شيء مقابل أن تبقى بين يدي!

- ميار ..
- قلب ميار ..
- هل فكرتي في ما قاله راغب؟

كنت أعرف أن هذا الموضوع سيطرح مرارا و تكرارا، لكن اردت ان اتناسى طرحه ، أيّ وضع هذا يجعلك تقبل أن تسلّم من تحبّ بيديك لرجل ليتزوج بها! أتفهم مخاوفها خاصة و أن والدها يقبع جاثما على قلبينا ! أتفهم أنه من الصعب جدّا أن تترك كلّ شيء و ترحل معي بلا عودة لهذا المكان ، أتفهم أن والدها رجل نافذ سيدركنا أين ما ذهبنا، لكن قلبي لا يستطيع! إفتككتها يوما ما من شخص كان الاقرب الى قلبي! فكيف ساُسلمها بنفسي لشخص آخر! لكن لا أستصيغ هذا القلق الذي تعيشه ، هذا الصراع داخلها و الخوف من والدها و المجتمع من جهة و حبّها لي من جهة اخرى ، قبل اليوم لم تكن سيلين مع إمرأة أبدا، هذه تجربة تختبرها للمرة الاولى فوقعت فيها بملئ قلبها و جسدها ! الحبّ لا يترك لك فرصة الاختيار، يجتاحك فجأة مهما كانت الفوارق و الموانع و العادات و معتقدات المجتمع ، يأخذك لمكان لم تكن تتوقع أنك تطأه بقدميك! مثلي انا لما أحببت اول فتاة في حياتي كنت مشوشة ، لا اعرف لماذا و كيف لكنه حدث، كنت اتسائل لماذا بنات جنسي يحببن الذكور و انا احب الاناث، عشت ذلك الصراع الذي نتعرض له جميعا ، ديني و دنيوي ، عندما اكتشفت ذلك لم أترك رأيا دينيا الا و سمعته و حاولت ان اقنع نفسي أن ما أفعله خطأ، كما بحثت في رأي العادات و التقاليد و الطبيعة و كلّ هذا الكون ، لكنّ قلبي لم يمل يوما الا للنساء ، قررت عندها أنه ما من داع لاُصارع نفسي و أتعبها ، سأحب من يميل له قلبي ، ساقاوم ، ليس رغباتي، بل معتقداتهم، اما عن الدين فكلنا سنقابل خالقنا مثقلين بذنوبنا المختلفة و له ان يعاقب او يصفح ! لا احد منا يعلم هل سيطأ الجنة بقدميه ام النار ، لكن انا اخترت أن اعيش جنّة حياتي رغم كل العراقيل و اترك الخاتمة لمن يعلمها اكثر مني !

لقاء ... ( متوقفة ... الى إشعار آخر )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن