أمضيت ساعتين في حضنها و قد أخذنا النوم ، لم اصدّق نفسي أنني نمت بتلك الراحة للمرة الاولى في حياتي ،في حضن إمرأة ! كنت أضن أنها ستمارس شبقها على جسدي ستستغل كل دقيقة اقضيها معها لتنهل من جسدي الذي إشتهته، كما لو كان الحال لو كنت مع رجل ، لكن عكس ذلك وجدت إمرأة في غاية الذكاء تستدرجني الى ما هو أكثر من جسدي ! انسحبت من بين ذراعيها بهدوء ، ارتديت حذائي أخذت حقيبتي و رحلت. كانت قد أخبرتني أنها يجب أن تكون في المطار على الساعة العاشرة و إتفقنا على أن نكون على اتصال و سأكون من سيتصل بها عند غياب مالك. قررت إذا مفاجئتها مرة اُخرى ، سأكون كل من يودّعها قبل المغادرة. عدت لأبيت في بيت أهلي كي لا أتعرض للمساءلة صباحا من مالك.
قمت مبكّرا على غير العادة و هذا ما أثار إستغراب امي فحاولت قدر المستطاع التملّص من أسئلتها و اختلاق حكايات كاذبة. مررت على مغازة العطور ، اخترت عطري المعتاد الذي احبه و الذي شعرت أن ميار سقطت في غرامه، سيكون هديتي لها. توجهت مباشرة نحو المطار اتصلت بها دون أن اخبرها أنني هناك أخبرتني أنها في المقهى بعد إكمال الاجراءات و بعد قليل ستصعد للطائرة ، ذهبت حيث هي ، وجدتها تجلس وحيدة مع قهوتها، كانت منغمسة في هاتفها لأقف امامها مباشرة، رفعت عينيها تنظر لي ويبدو أنها لم تصدق وجودي ، قامت و عانقتني، حضنها دافئ و رقيق ، غمرتها سعادة مفرطة لرؤيتي كانت ترتسم على تعابير وجهها ، جلسنا و قالت بإبتسامة واسعة
- مفاجئة رائعة، لم أكن لأتخيل ذلك!
- أنا سأكون مفاجئتك كلّ مرّة!
- أعشق المفاجئات خاصة لو كانت ممن اُحب
- أحضرت لكي هدية كي لا يتسنى لك الانشغال بغيري، قلت بقليل من المكر و اخرجت العلبة من حقيبتي
- ستكون أجمل هدية تلقيتها في حياتي! قالت بمزيد من السعادة و هي تفتح العلبة
- هذا عطري الذي تحبينه
- إنها رائحتك التي عشقتها، مُلأت في قارورة
- ستجعلك تشعرين أنني معك هناك
- بل ستزيد من شوقي
- إعتبريه إذا فخّا كي تعودي بسرعة
- رائحتك محفورة في وجداني ككلّ تفاصيلك ، لدي ذاكرة للرائحة مُلِأت بكِ و لم يبقى فيها غيرك !
- لا مكان لغيري في حياتك، أنا فقط ! قلت بغرور
- اعشق غرورك و دلالكاُحبّ لعبها بالكلمات ووصفها للأشياء ، إنه جمال البدايات التي أخاف أكثر شيء من نهايتها ، تعلمت من تجاربي السابقة أن السرعة المفرطة قاتلة، مع ميار كنت أظن أنها قصة عابرة لليلة ، لكنها جعلتني افكّر كيف سيكون المستقبل معها، كانت تمشي و كنت اهرول ، و أظن أن سرعتي هذه سترديني قتيلة! سرقت قبلة خفيفة من شفتي على حين غرّة، نحن في مطار عربي و لنا نحن العرب طباع معقّدة ، القبلة حرام الجهر بها حتى لو كانت من زوجك ، فما بالك لو كانت من حبيبين ، و ما بالك لو كان الحبيبين ،إمرأتين ،كنت في يوما ما اُفكّر هكذا و ها أني اُغيّر أفكاري لأجل إمرأة كانت بالامس عدّوة في نظري . لا يمكن أن تحكم على الاشياء حتى تعيشها و تنغمس فيها، حينها يكون حكمك عادل و تراها بنظرة مختلفة. ودّعتها كأنني اودّع روحي، تلك التي إستدرجتني ، أسقطتني ثمّ رفضت أن تروي جسدي متعلّلة بالوقت ، ستذهب اليوم و تتركني في فراغ ما كدت أملؤه حتى عاد فارغا كدلو مثقوب. تغيّرت بعدها و لم أعد لمالك و قد بدأ يشعر بذلك، مرّ اسبوع و إثنان و اكثر و أنا أتهرب من احضانه و قبله و فراشه و كل تلميحاته، بطريقة ما اصبح جسدي يصدّه ، ليس فيه أي رغبة إتجاهه ، لقد أمضينا سنتين قبل الزواج في علاقة كاملة و ما مرّ من الوقت بعد زواجنا، لم أكن يوما على هذه الحال ! مالك الذي كان أشد اختلافي معه بسببها ، اصبحتُ اليوم اشاركه تعلّقه بها ، بل و اصبحت اهجره بسببها ، كم أن ذلك الفاصل بين الكراهية و الحبّ رفيع ! اصبحت علاقتي به فجأة متوتّرة و باردة و كنت في بعض الاحيان استسلم له دون أي رغبة مني فقط كي لا أجعله يشكّ أكثر في فرضية وجود شخص ما غيره، علاقتي الجنسية معه لم تبقى كالسابق ، اصبحت مملّة بالنسبة لي و رتيبة ، و بتّ و انا معه أعد الوقت متى تنتهي كي انسحب مسرعة من حضنه و ادخل الحمام لاُنظف ما بقي منه على جسدي، ليس كأنّني أكرهه، بل جسدي تمرّد ، تمرّد حتى على نفسي ، و بات ينتظرها أكثر منّي و لم أعد استطيع التحكم فيه.
أنت تقرأ
لقاء ... ( متوقفة ... الى إشعار آخر )
Romanceثمّة نساء يلامسن لواعج الروح، يعبرن حياتك كجملة موسيقيّة جميلة، يظلّ القلب يدندنها لسنوات بعد فراقهن. وأخريات بدون قفلة، لا تدري وهنّ يغادرن، هل كان من تتمّة لتلك السوناتا. وهناك من لا تملك منهن إلّا ومضة ذكرى، كنقرة وحيدة على مفتاح البيانو يتركنك م...