الغيرة ...

1.5K 65 22
                                    

اعتذر لقراء قصتي عن تأخيري المتواصل ، أبدو لكم كاتبة كسولة و أنا فعلا كذلك 😋
أرجو أن يعجبكم البارت ❤

____________________________

- الو
- اهلا سيلين كيف حالك؟
- انا لا اصدق ما فعلته بي! هل كانت هذه خطتك لنيل مني؟!
- عمّا تتحدثين؟
- لما قبلت راغب؟ لما قبلت و انت تعلم جيّدا أنني احب شخصا آخر و أن قلبي ملكها تماما ؟ أهذا جزائي لأنني اخبرتك بكل ما أشعر به..
- دعيني اوضّح لك ما حدث و ما فكرت فيه! انا فقط ... اريد مساعدتك
- هههه مساعدتي؟! تساعدني بالزواج منّي؟!!!
- نعم ساساعدك و لو تعطينني فرصة .. طبعا ليس عبر الهاتف ساوضح كلّ ما خطر ببالي عندما اتصل بي والدك!
- لن اصبر راغب ، لن اصبر تكلم الان و الا سأفعل بنفسي ما لا تتوقعه لا انت و لا هو
- سيلين ارجوك إهدئي! لست ذلك الشخص السيء الذي تتخيلينه! خاصة بعد كل ما اخبرتني به، لن افرض نفسي على امرأة تحب شخصا آخر... حسنا لمّا اتصل بي والدك و اخبرني ،حسب ما اعتَقَد، أن علاقة ما تربطنا كنت سانكر ذلك، لكن في آخر لحظة فكرت أن اساعدك ، لا اعرف لماذا، لما احشر نفسي في شيء كهذا لكن فكرت لو تزوجتي بشخص راض عنه والدك ربما تصبح حياتك أسهل مما عليه الان، لن اطالبك بشيء و انت على ذمتي سيلين، ستكونين حرّة تماما ، تقابلين حبيبتك متى أردت ، سيكون زواجا على ورق فقط، و ستستمر علاقتك بميار كما تريدين و بنفس الوقت ستتخلصين من قيوده و مراقبته لك !
- لابدّ أنك تمزح أليس كذلك؟ هذا فخ ترسماه معا! ماذا ستستفيد أنت ان تزوجتني و مضيت في علاقتي بها ؟
- صدقيني لا شيء! لا أعرف لما ، لكن اريد أن اساعدك اريد لحبكن أن يستمر و لا ينغصه شيء ،هذا كل ما خطر ببالي عندها! أعرف والدك جيّدا اعرف مدى رغبته في السيطرة على كل ما يملكه! بالنسبة له هذه صفقة ستكون مربحة ، حسنا لا انكر أنها ستكون مربحة لعائلتنا كذلك و لاسمها وسط هذا العالم المهووس بالمال ، زواجنا سيكون بمثابة الرجّة لهم سيتحدث الجميع عنه سيخدم مصالح عائلتينا... لكن بيني و بينك سيكون هناك سر لا يعلمه احد.. ستكونين حرّة تماما!
- .... لا اصدّق أنك فكرت في كل هذا ! و لا اصدق أنك ستقبل بوضع كهذا! ثم هناك طرف آخر لا اعرف ان كانت ستقبل بهذا الوضع!
- هذه مهمتك سيلين ، انت ستجعلينها تتقبل وضعا مريحا اكثر مما كنتم عليه ، صدقيني لن الزمك بشيء ، ستعيشين معها بدون خوف، شرط أن لا يكون ذلك في أماكن عامّة حتى لا يفضح أمرنا !

فكرت قليلا في ما قال .. و أجبته فعلا ، أنني سأفكر بذلك، رغم عدم إرتياحي لكل ما تفوه به! أنهيت المكالمة دون تعليق آخر، عقلي كاد ينفجر من هذا الحدث الطارئ فجأة، الوضع الذي كنت فيه ليس مريحا ابدا و الغريب أن حلاّ ، حسب رأي طارحه، زاد الطين بلّة في عقلي ، جعلني بطريقة ما اعود لنقطة الصفر، بالنسبة لي ، بعد وفاة مالك و رغم ألمي الشديد لما حدث، لكنه كان نهاية لقلق كنت اعيشه، هاهو يبدأ من جديد ! كيف يمكن أن أتزوج من شخص لم أعرفه سوى لفترة قصيرة و أضع كل الثقة التي في الكون فيه، ليتقبل وضعا كهذا ! ثم ميّار ! ماذا سيكون رأيها كيف ستتقبل قصة كهذه وهي لا تعرفه أبدا ؟ كيف ستتقبل أنني سأتزوج مرّة اخرى وهي التي اختطفت قلبي من زواج كان بمحض إرادتي ! كيف ستتقبل رجلا آخر في حياتي اتقاسم معه نفس المكان و سأتقمص دور زوجته أمام الجميع ؟ كيف لغيرتها الحارقة تلك و لحبّها الكبير لي أن يرضى بوضع جديد كهذا ! أحيانا نفكر ، رغم المنا الشديد، أن الحال الذي انتقلنا إليه سيكون أحسن، لكننا نجد أنفسنا في إختبار أكثر شدّة ، أقوى منّا و مما كنّا نظن أنه خلاصنا الاخير .. كيف سأخبرها بذلك لو وافقتُ أصلا على شيء كهذا ! الموافقة ليست مصطلحا يمكن أن أستخدمه الان أمام ارادة والدي ! لما يفكرون دائما أن أبنائهم ملكية خاصة يتصرفون فيها حسب رغباتهم و أهوائهم و حسب ما رسموه في مخيلتهم، نحن بشر مثلهم تماما ، نريد أن نحيا بحرية مثلما كانوا عليه ، نريد أن نحب مثلما ما أحبوا و أن نذوق حلاوة الحياة مثلما ذاقوها، لمَا أجد نفسي مسؤولة أمام طموحات والدي و أحلامه و يجب أن اُحقّق ما لم يقدر على تحقيقه ، رغم أن طموحاته لا تنتهي و أن ما أنجزه في هذه الحياة ليس سوى حلما لغيره ! فكرت طويلا كيف سأخبرها بذلك حتى أتى إتصالها، الذي كنت أنتظره قبل هذه اللحظة، فأصبح فجأة محل تردد ، هل اجيبها ؟! هل اخبرها بما حصل في ذلك الوقت القليل منذ مغادرتي لبيتها ، كل ذلك الكم من الاحداث و الاخبار التي انهالت عليّا ، شيئا بعد آخر، كيف سأخبرها بها دفعة واحدة، هي التي ضنت في لحظة سعادة أن العراقيل انتهت !
أخذت هاتفي أنظر لإسمها و صورتها و انا افكر في بداية تليق بهذا الوضع الجديد، كيف ستكون ردّة فعلها و ماذا سيكون رأيها، ألم في معدتي انتشر نحو جسدي كلّه، ليس أصعب من التردّد في خبر، سيغير حياتك و حياة من تحب! انتهى اتصالها و لم ارد، أنا أضعف من أن اخبرها أنني و هي ، نتعرض لخدعة جديدة من هذه الحياة الضالمة، لأمر مستجد يجب أن نتحايل عليه لنواصل حياتنا سويّة ... لم يهدأ الهاتف قليلا حتى عاد للرنين! هل شعرت يا ترى بما حدث، هي عاشقة و لا بدّ أنها تشعر أن خطبا ما حدث ، لن أقدر على تجاهلها أكثر ، أجبتها
- حبيبتي ! كلمة واحدة جعلت قلبي يسارع دقاته
- سيلين ، أين كنت؟ لما لا تجيبين ؟
كنت اريد أن أقول لها حبيبتي أنا هنا اجيب كلّما إتصلت ، كلّما إشتقت لي ، كلّما أردت سماع صوتي ، لكن العبرات غالبتني، غصّ صوتي ، لم أجد الكلمات المناسبة حتى اخبرها بخبث الحياة ، نظن دائما أننا الاذكى ، لكنها الاذكى رغم محاولاتنا ... كيف سأجعلها تفهم أنه القدر لست أنا ، من يقفز أمامنا ليكشف ضعفنا أمام من نحب ليكشف هزيمتنا أمام سطوته و جبروته
- ...... ميار ......
- هل أنت بخير؟ لما صوتك ...؟
- ما به صوتي ؟ ...
- صوتك متغير ! هل أنت بخير؟ ...
- انا متعبة فقط لا أكثر..
- ... هل انت متأكدة؟ صوتك ليس كما العادة !
- أنا بخير ... إشتقت إليك ..
- و أنا كذلك حبيبتي ... إشتقت ...
- ميار ... يجب أن أراك بأسرع وقت ممكن .. أشتاق لحضنك ... أشتاق لحبك و أنفاسك ..
- صدقيني أنا أكثر ، متى أردت أنا هنا سيلين ، أنا كلي لكِ ، كل هذه الحياة لا تسوى شيئا بدونك! متى تكونين لي، وحدي في كل وقت أردتِه و اريدُه ، متى تكونين دائما في حضني في أي لحظة أريدك ، في وقت مضى كنت أنا، أما الان فكلّي أنتِ...
من أين تأتِ بهذه الكلمات ! كانت تتحدث و قلبي يعتصر ألما ، كلّ ما تشعر به هو شعوري أنا فالمقابل، كل ما تتخيله أتخيله انا كذلك ، تخيلت حياة لنا وحدنا في بيتنا أنا وهي ، لكن يبدو أن ذلك البيت لن يجمعنا أبدا، ليس سلبية منّي لكنّه شعور قوّي ، تولّد فجأة ، لن تكون لي و لن أكون لها! الحياة أبشع من أن تجمعني بها في مكان و زمن واحد!
- سآتي إليك غدا.. كلام في قلبي اريد أن اخبرك به ، شعور يأكل داخلي يجب أن تعرفيه... ميار مهما حدث أنا لكِ ، أنا ملككِ انت وحدكِ، لست لأحد سواكِ
- سيلين .. أنت تخيفينني ماذا هناك ؟! ...

لقاء ... ( متوقفة ... الى إشعار آخر )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن