الزواج ...

1.9K 64 4
                                    


اليوم هو يوم زواجه كنت أنتظر بشوق وقع المفاجئة عليه هو و بعض من أصدقائنا و قد أخبرهم مالك أني غير قادرة على الحضور، ليلة البارحة لم انم جيدا كان رأسي مليئا بالافكار ، كنت أشعر بإرتباك و شيء من الخوف الذي لا اريد أن يتملكني ، ربما مقابلتي لأشخاص لم أراهم منذ زمن طويل تشعرني بعدم الارتياح، ربما حضورها هي و زوجها سيوقظ عواصف بداخلي ظننت أنها هدأت، آخر ما اتمناه من عودتي لهذا المكان هو أن أراها ، ما أشعر به إتجاهها يفوق مشاعر الكراهية. الخذلان ممن أحببته و عشقته و بنيت معه احلاما يعادل في ألمه أن تتلقى ضربة قوية على رأسك كل يوم في نفس المكان ، الخذلان شعور مؤلم لا ينتهي مفعوله مع الزمن، إنما يلازمك ما حييت ، يغيرك يجعلك تكبر بسنوات عن عمرك الحقيقي، يجعلك تغير نظرتك للبشر و تصبح قاسي القلب مثلهم ، تتخلى عن ما بقي من برائتك و ثقتك في كل من تحبهم. بعد ذلك الشعور ستراجع نفسك و ستتوجس خيفة من فكرة أن تقيم علاقة اخرى و تحب مرّة اخرى ستصبح خاوي الفؤاد و تفقد الشغف.

كل هذه المشاعر المضطربة عشتها بعد أن تخلت عني أكثر إنسانة عشقتها في حياتي، وهبتها كل ما أملك قلبي ووقتي و مالي و حتى صحتي بعد أن قابلتني بوجهها الاخر الذي لا أعرفه.
بعد خمس سنوات من عشقي و هيامي بها إكتشفت أني أعيش كذبة أتقنت مريم تمثيلها لتخبرني أخيرا أن هذا الطريق الذي سلكناه آخره مغلق ، نفق ليس في نهايته نور، و أنها لم تعد تستطيع مقاومة إصرار أهلها على تزويجها من رجل نعتوه ب" فرصة العمر" فهو سيسعدها و يدللها و ينفّذ لها كل طلباتها فقط يطلب رضاها. قالت في وجهي هذا الكلام، أنا التي لم اترك سبيلا لإسعادها إلا و عبرته ، كنت أسألها منذ بداية علاقتنا إن كانت متأكدة من مشاعرها اتجاهي و إن كانت نادمة لدخولها في علاقة مثلية خاصة و أني أول إمرأة في حياتها ،فهي مغايرة ، فكانت تجيب بأني أملك كل ما كانت تبحث عنه في رجل لكن الحياة أهدته لها في جسد إمرأة ، كانت تجيد الاقناع و المراوغة فغمرتني حتى رأسي بالاوهام ثم فجرت قنبلة بوجهي. نحن نكذب و نوهم أنفسنا بأننا نستطيع أن نمضي العمر معا وسط مجتمع تملؤه العقد و تقوده العادات و التقاليد، نحن في نظرها مُقيدون منذ أن خُلقنا بالموروث و الدين و ليس لنا مساحة كبيرة من الحرية نستطيع أن نتحرك داخلها.

- أين كانت كل هذه الافكار السوداوية عندما كنت تأتين إليا مثقلة بشوقك لتمضي كامل اليوم في حضني؟
- على الانسان أن يقوم بمراجاعات في حياته ليتأكد أن الطريق الذي سلكه هو الطريق الصحيح
- الطريق الصحيح عبارة هلامية و فكرة نسبية ، من منا يحدد ما هو الصحيح و ماهو الخطأ ؟
- لكل منا ظروفه و على حسبها يمكن أن يحدد ما يُمكن أن يكون سَبيلهُ الصحيح
- اها، لكن تلك الظروف لم تكن وليدة اليوم، هي نفسها منذ عرفتك ، لماذا يجب عليك اليوم مراعاتها و التصرف حسب ما تمليه عليكِ؟
- ميار أنا لست أنتِ، لا أنتمي لعائلة مثقفة غنية تدللني و تبحث عن كل ما يسعدني لتأتيني به على طبق من ذهب، عائلتي ترا أن نهاية المرأة بيت زوج تراعيه و تخدمه و يجود عليها بالقليل لكنه كثير في نظرهم
- و اين أذهب بكل هذا الحب الذي في قلبي لكِ و كل تلك الذكريات و التفاصيل ؟ كيف يمكن أن أعيش بدون عينيك و حضنك و بدون رائحتك التي هي بمثابة الاكسيجين الذي احيا به، هل فكّرتي في كل هذا، هل فكرتي في احلامي و مستقبلي الذي بنيته و انت فيه ، هل فكرتي كيف سيكون حالي من بعدك؟
- الحياة لا تقف على شخص ميار، انت فتاة جميلة ذكية ناجحة ... نقاءك يجعل اجمل النساء يقعن في حبك. اعلم أن الامر لن يمر بسهولة حتى بالنسبة لي ، لكنك قوية و ستجتازين هذا كما اجتزت الكثير من الصعاب...

لقاء ... ( متوقفة ... الى إشعار آخر )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن