🍁 الفصـل الخامـس.

189 45 87
                                    

الفصل بمناسبة عيد ميلاد صديقتي العزيزة رايڨ. 🦋✨

تَـمَّ نشره في العاشر من مايو، لعام ألفيْن واثنيْن وعشرين.

َ
َ
َ
َ
َ

َ

أقفُ أمام قاعة المُحاضراتِ بتردُّد.
لم أجهِّـز مشروعَ الثُنائيَّاتِ، على الـرَّغم من مرورِ ما يُقارب الأسبوع.

لقد أرسلتُ إلى مجموعةِ الدَّردشةِ الخاصَّـة بفرقتنا رسالة، مفادها أنَّنِي لم أجد شريكًا بعد، لكنَّ أحدًا لم يُجِب لساعاتٍ؛ لذا أنا فقط حذفتُ الـرِّسالة، وقـرَّرتُ عدم فعل شيء.

لكنْ الآن... عليَّ أنْ أدخُـل المُحاضَرة.
وعندما أفعل، فيجبُ أنْ أقـدِّم شيئًا لا أعرفه!

تراجعتُ خطوتين للوراء أُناظِر الباب بتردُّد، قبل أنْ أتَّخذ قراري وأغادر المبنى كاملًا.

رغبتُ في بعضِ الهدوءِ هذه المَـرَّة، فاتَّجهـتُ نحو مكتبة الجامِعَـة.
جلستُ في زاويةٍ بعيدةٍ، أتأمَّـل من رحمِ الصمتِ، الحياةَ الحافلة بالصَّخب في الخارج.

إنَّـه التَّاريخ يُعيدُ نفسه!
هكذا بدأتْ حياتي الجامعيَّـة في قسمي السَّابق أيضًا، بذاتِ الـرَّتابة والتَّشتُّتِ... والوحدةِ الشَّديدة.
لم يقـل تردُّدي ولو قليلًا...
وما زلتُ أخطو على الأزماتِ بالهَـرَبِ بعيدًا.

رفعـتُ يديَّ أصفعُ وجهي بهما، أستفيقُ من هذه الأفكار عديمـة الفائـدة.
أخذتُ كميَّـة كبيرة من الهواء لصدري وزفرتها ببطءٍ، قبل أنْ أُخْـرِج كتبي ودفاتري من حقيبتي.

يجبُ أنْ أفعل شيئًا.
إنْ لم تكُن مُحادَثَـة، فلا بأس بعرضٍ تقديميٍّ فرديّ.

أخذتُ أبحثُ في الكتب عن أساليبِ التَّـرحيب، وأجمعُ أسئلةَ التَّـعريف بالنَّـفسِ وإجاباتها؛ ثُـمَّ قمتُ بتدوينِ كل ذلك في الدَّفتر.
بدأتُ أضعُ نسختي الخاصَّـة: اسمي، سنِّي، قِسمي، عائلتي، هواياتي، والعديد من الأشياءِ الأُخرى.

وضعتُ الجُمَـل على القاموس؛ حتَّى أتمكَّـن من نُطقِها بشكلٍ صحيح، وأخذتُ أُردِّد خلفَ المُجيب حتَّى تمكَّـنتُ منها.

َ
َ
َ
َ

= hallo! Ich heiße Eveline. Ich komme.... aus Frankreich und...
(مرحبًا! اسمي إيڨلين. أتيتُ... من فرنسا، و... )

لقد نسيتُ!
زفرتُ بضيقٍ أجلسُ على الكرسيَّ ثانيـةً.
إنَّـها المُحاوَلَـة الخامسة تقريبًا، وأقـفُ في منتصفِ الحديث لا أذكُر شيئًا.
تنهَّدتُ ببطء علَّني أهدأ، ثُـمَّ همستُ لذاتي: " لا بأس إيڨلين، لنعِد الكَـرَّة. سننجحُ هذه المَـرَّة بالتَّـأكيد. "

أوراقُ الخريـفِ المُتساقِـطة. 🌿حيث تعيش القصص. اكتشف الآن