أوراقُ الخريـفِ المُتساقِـطة. 🌿

🍁 الفصـل الثَّـاني عشَـر.

تَـمَّ نشر هذا الفصل في الرابع والعشرين من يونيو لعام ألفيْن واثنيْن وعشرين.

َ
َ
َ
َ
َ
َ
َ
َ
َ
َ

كُنتُ جالسةً على طاولةِ العشاءِ مع والديَّ، نأكل بهدوءٍ شديدٍ. رفعتُ بصري ناظرةً نحو ساعةِ الحائطِ. عقاربها تُشيرُ إلى الثامنةِ وشارفَ اليوم أنْ ينتهي.

عدتُ ببصري إلى والديَّ الهادئين، وتنهَّـدتُ تنهيدةً طويلةً، ثُـمَّ استقمتُ. " لقد شَبِعتُ! " قلتُها بخفوتٍ ومن ثَـمَّ غادرتُ إلى غرفتي.

ارتميتُ على السريرِ أحـدِّقُ بالسَّقفِ، وقد شعرتُ بالوحدةِ الشديدةِ. لطالما شعرتُ بالوحدةِ في هذا اليوم.

نهضتُ بجذعي لأزيحَ عنِّي هذه الأفكار وقرَّرتُ مشاهدةَ فيلمٍ ما.
فتحتُ قائمة الأفلام في الحاسوب، وبعد دقائق من الحيرةِ أمامها اخترتُ فيلم you've got mail.
مَـنْ سوى توم هانكس وميج ريان يستطيع إنقاذ يومي على أيِّ حال.

كُنتُ أشاهدُ الفيلمَ بذهنٍ شاردٍ في كلِّ شيءٍ ولا شيء. لم يستطع أنْ يُؤنسني، وشعورُ الوحدةِ يتوغَّـلُ داخلي أكثر فأكثر.
الطَّقسُ بارد، وقلبي قد لاقى نصيبه من ثلوجه.

أغلقتُ الحاسوب وعدتُ أستلقي على السرير مَـرَّةً أخرى. لاحَ شبحُ چاك في سقف غرفتي الذي أحدِّق به فابتسمتُ. لم أحادثه مُنذُ بدأتْ العُطلة، وبطريقةٍ ما أشعُـر أنَّنِي أفتقده.

اعتدلتُ وفتحتُ هاتفي ودخلتُ إلى دردشتنا:
= مرحبًا! ^^
كيف حال العُطلَة؟ 

انتظرتُ قليلًا ولم يقرأها بعد.
ضممتُ الهاتفَ إلى صدري وأغلقتُ عينيَّ:
أرجوك... أرجوك قبلَ نهايةِ اليوم!

صدر صوتٌ من هاتفي، فتفقَّدتُـه بسرعةٍ.

_ فقط الاستلقاء في المنزل، ولا شيء آخر!
"تمَّتْ القراءة."
_ ماذا عنكِ؟
"تمَّتْ القراءة."

= الاستلقاءُ كذلك.
"تمَّتْ القراءة."
= في الحقيقة لديَّ عددٌ من الأفلام، لكنْ لا أحد هُنا ليُشاهدها معي!
"تمَّتْ القراءة."

تردَّدتُ قليلًا قبل إرسالِ الرسالةِ التَّالية، لكنَّنِي أخذتُ نفسًا وتشجَّعتُ:
_ هل تتبرَّع؟

ناظرتُها وشعرتُ بالإحراج. ماذا لو لم يرغبْ في ذلك!
كما أنَّها تبدو فكرةً سخيفةً، أنْ يُشاهِد كلانا فيلمًا من أماكنَ مختلفةٍ في الوقتِ ذاته.

_ هاتِ ما لديكِ!
"تمَّتْ القراءة."

ابتسمتُ ابتسامةً واسعةً وفتحتُ الحاسوبَ بسرعةٍ، ومن ثَـمَّ التقطتُ صورةً للأفلامِ، وأرسلتُها مُرفقةً مع رسالةٍ أخرى:
= لديَّ العديد من الأفلامِ المختلفةِ، وهناك أفلامُ أنمي كذلك، يمكنكَ الاختيار من هذه القائمة.
"تمَّتْ القراءة."