🍁 الفصـل السـابع عشـر.

140 17 42
                                    


تم نشر هذا الفصل في السادس والعشرين من يناير لعام ألفين وثلاثة وعشرين.

َ

َ

َ

َ

َ

- خذي هذا إلى الطاولة ستة، وهذا إلى الطاولة أربعة.
أردف هنري بسرعة لي وأكمل إعداد بقية الطلبات، بينما أخذتُ الطلبين أمامي إلى طاولتهما. في ذلك الوقت دخل وافدون جدد فاستقبلتُهم بابتسامة آخُذ طلباتهم أيضًا لأُعيدها إلى هنري من جديد في عمليةٍ تكررتْ لساعات.

كان المقهى مُزدحمًا إذ أنها عُطلة عيد الميلاد، وبقينا هكذا لساعاتٍ طويلة.

حينما هدأتْ الأجواء جلستُ على إحدى الطاولات ألتقطُ أنفاسي بينما أستندُ برأسي على سطحها. أحضر لي هنري كوبًا من الماء ووضعه أمامي وقال: "اشربي."
أخذتُها وتجرَّعتُ نِصفها، وهو جلس بجواري يتنهَّد بتعبٍ.
- لقد عمِلنا بجدٍ اليوم.
= معك حق.

تذكرتُ أمر الرحلة فاعتدلتُ في جلستي وأخبرتُه: "هل يمكنني الحصول على يوميّ أجازة؟"
نظر إليَّ صامتًا لثوانٍ ثم نطق بعدها بهدوء: "إيڨلين عزيزتي! أليس من الوقاحةِ قليلًا أن تطلبي أجازة بينما لم تُكملين أسبوعًا في العمل؟!"

رفعتُ يدي أدافع عن نفسي بسرعةٍ: "الأمر وما فيه أنَّ الجامعة تنظِّم رحلةً كل عام، وأنا حقًا أريد أن أذهب."
أضمرتُ كوني سأذهب لأجل چاك فحسب، وعقَّبتُ: "إنها فرصةٌ مثاليةٌ للحصول على أصدقاء، ألا توافقني الرأي؟"

نظرتُ نحوه لثوانٍ أستعطفه، وهو أطرق يُفكِّر في شيءٍ لم أعلم ما هو قبل أن يقول: "تقولين رحلة سنوية؟ هممم تقصدين رحلة العُـزَّاب تلك! أما زالوا ينظمونها؟"
= رحلةُ العُـزَّاب؟
- نعم، كنا نسميها هكذا.
= ما هذا الاسم الغريب، كيف أتيتم به؟
- لأن العُـزَّاب فقط هم من يذهبون إليها.
أنهى حديثه بضحكةٍ، بينما لم أفهم جيدًا.

= وما سبب هذا الافتراض؟
- بربك أيُّ شخصٍ سيقضي عُطلة عيد الميلاد في رحلةٍ جامعيةٍ سوى أولائك الذين ليس لديهم من يخرجون معه.

أومأتُ برأسي وقد بدا كلامه مُقنعًا، لكن هناك أمر جعلني أبتسمُ داخليًا باتِّساع.
إن كان چاك سيذهب، فهذا يعني أنه لا يمتلكُ خليلةً، صحيح؟!



وكما قال هنري تمامًا، فلقد كان الحشد المُجتمع عند البوابةِ تقريبًا رُبع ما كان بمخيلتي، وهو عدد كافٍ لإطلاق عليه مجموعة من "العُـزَّاب".

أوراقُ الخريـفِ المُتساقِـطة. 🌿حيث تعيش القصص. اكتشف الآن