🍁 الفصـل الخامـس عشـر.

113 18 109
                                    

تم نشر هذا الفصل في التاسع عشر من أكتوبر، لعام ألفين واثنين وعشرين.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

مع بزوغ فجر يومٍ جديد، كُنتُ مستيقظة على غيرِ عادتي. كل يومٍ بالكادِ أصل إلى المُحاضراتِ في الوقتِ المناسب، لكنني الآن مُستيقظة قبل الشروق حتى!

فتحتُ شرفة غرفتي وراقبتُ السماء المُظلمة، واستمعتُ إلى صوتِ الصمتِ.
أغلقتُ عينيَّ جراء نسمةٍ خفيفةٍ داعبتْ وجهي وابتسمتُ على إثرها باتِّساع، قبل أنْ تشقَّ خيوطُ النهارِ طريقها إلى السماءِ ببطءٍ وتتابع.
راقبتُ الشمس وهي تخرج من مخبئها وترتفعُ شيئًا فشيئًا نحو أعالي السماء، إلى أنْ نثرتْ نورها في جميع الأفق، واستمعتُ إلى ترنيمةٍ من زقزقةِ عصافيرٍ قد استقرتْ فوق شجرةِ التوتِ المجاورة للمنزل، والتي أراها للمرةِ الأولى.

سحبتُ قدرًا من الهواء لرئتيَّ وزفرتُه ببطءٍ، قبل أن ألتفتَ مقررةً الهبوط إلى المطبخ.

أعددتُ بعضًا من الخبزِ المُحمَّص والمُربى والجبن وبعض الخضر، إبان هبوط والدتي ورؤيتها لي.
فغر فاهها تُناظرني بدهشةٍ لم تستطع أن تُخفيها، وقالتْ بحيرة: أنتِ مُستيقظةٌ بالفعل؟ هل كلُّ شيءٍ بخير؟

نظرتُ نحوها وأومأتُ باعتياديةٍ مُجيبة: كلُّ شخصٍ يستيقظُ يومًا مبكرًا في حياتِه على الأقل.
وضعتُ الطعام في الصندوق وتابعتُ: سأغادر!

صعدتُ إلى الأعلى لأرتدي ملابسي، وأنا أدندن بأغنيةٍ ما، وعندما انتهيتُ حملتُ حقيبتي وخرجتُ أمشي بتبختر.

كان الجيران يوجِّهون نحوي نظراتٍ مليئة بالغرابةِ، وأنا لا ألومهم على ذلك. فها أنا أسيرُ في الشارع بخطواتي الرَّاقصة، وابتسامتي كخيطٍ يصل الأذن بالأذن.

أشعُـر بشعورٍ مختلفٍ.
كما لو أنني خفيفةٌ كالريشةِ أسابق الرياح، تمامًا كالحلم من ذلك اليوم!

َ

َ

َ

َ

َ

َ

أوراقُ الخريـفِ المُتساقِـطة. 🌿حيث تعيش القصص. اكتشف الآن