أوراقُ الخريـفِ المُتساقِـطة. 🌿

🍁 الفصـل الحَـادِي عشَـر.

تَـمَّ نشر هذا الفصل في الواحد والعشرين من يونيو لعام ألفيْن واثنيْن وعشرين.

َ
َ
َ
َ
َ
َ
َ
َ
َ
َ

= واو، روَّاد ركن الكتبِ كثيرون حقًا! لم أتوقَّع ذلك!
قلتُ وأنا أنظُـر من مقعدي على البار، نحو ركن الكتبِ داخل المقهى، والذي قد افتُتِحَ البارحة.

_ من الصَّعبِ أنْ يجد المرء مقهى مُلحَقًا بمكانٍ للقراءةِ؛ لذا فالإقبالُ عليه شديد.
أردفَ چاك ينظُر إلى ذاتِ البُقعةِ التي أنظُـر إليها.

رفعتُ كتفيَّ، وارتشفتُ بعضًا من مشروبِ (فرابتشينو) الذي أمامي في صمتٍ.

في تلك الأثناءِ أحضر لنا هنري بعضًا من تحلية اللُّوتس، التي باتتْ الطبق الرئيسيَّ لي هنا.

- تفضَّلا.

نظرتُ إلى الطبقِ أمامي بأعينٍ لامعةٍ، مُستعدة لالتهامه في أيِّ لحظة.
رفعتُ رأسي لهنري بأسى وقلتُ: " أشعُـر بالسُّـوءِ حقًا؛ لأنَّنِي أحصلُ على هذه الحلوى والمشروب مجانًا. "
_ إنْ كُنتِ كذلك، فادفعي!
رمقتُ چاك المُتحدِّث بامتعاضٍ، واعتدلتُ في جلستي مقابلًا له: " أودُّ ذلك، لكنَّـه لنْ يدعني أفعل. على كلٍّ أنا أفضلُ من شخصٍ يجعل صديقه يوقِّع على وُصلاتِ أمانة! "

ضحكَ بسخريةٍ، ثُـمَّ قال وهو يأكل بعضًا من الحلوى أمامه: " حقًا؟ لا أرى الأمـرَ على هذا النحو. إنَّها مُجَـرَّد ورقة؛ لضمان أنْ تعود كتبي لي سالمةً. حتَّى مبلغ التَّعويضِ رمزيًّا للغايةِ، ومؤجَّل وغير مستقرّ كذلك، الفكرةُ هُنا في مَـنْ يحصُل على امتيازاتٍ مجانيَّـةٍ في الحال! "

لـمَ أصبح الجو حارًا؟
لساني معقود، لا أعلم بمَ أرد، وأشعُـر أنَّنِي أبدو حمقاء!

لحظة، لديَّ ردٌّ معقول!

_ إذن أتقول أنَّـكَ لم تحصلْ على هذا المشروب والحلوى بالمجَّـانِ؟!

تفحَّصتُ معالمَ وجهه، بدا وكأنَّ دماغه قد توقَّف عن العملِ لثوانٍ.

في تلك اللَّحظةِ صفَّق هنري بيديه بيننا؛ حتَّى ننتبه له، وأردفَ بعد نتهيدةٍ:
" كُـفَّا عن شجارِ الأطفالِ هذا! لا أظنني تذمَّرتُ من شيءٍ، وأنا صاحبُ الشأنِ هُنا. هذه التحلية على حساب المقهى؛ لأجل الافتتاح. استمتعا صديقيَّ! "
أنهى كلامه بتربيتةٍ على كتفينا، وغادر ليرى زبائنه.

نظر كلانا إلى الطريقِ من خلفِ الزُّجاجِ، دقائق حتَّى شقَّ چاك بنبرته الهادئة الصمتَ المُطبق بيننا:
" كيف استعداداتكِ للاختباراتِ؟ "