لا أدري كيف أعيشك و تعيشينني، رغم بياضك و رغم سوادي، رغم ضوئك، و رغم عتمتي...
* رواية فلتغفري *
بعد ليلة طويلة قضاها فيتال و ماتيا في أحضان بعضهم، مستمتعين بالدفئ الذي يحيط بهم، و صوت المطر و رائحته المختلطة مع التراب التي تروقهم...
إستيقضوا بطاقة مشبعة، السعادة تغمرهم و هذا يتجلى على ملامحهم الهادئة...
من عادة ماتيا أن تستيقظ غالبا في مزاج معكر ، و تبقى صامتة لمدة طويلة...
و فيتال الذي لا يتكلم أصلا..." يا إلاهي هذا يُشعرتي بالحماس حقا... "
كانت ماتيا واقفة على نافذة الغرفة ، تتأمل قطرات المطر التي لم تتوقف منذ البارحة بوجه طفولي متحمس...
إبتسم فيتال لكلامها، ليتقدم نحوها بهدوء و بيده كوبي قهوة ساخنة...
أعطاها كوبها، لتمسكه بكلتا يداه، و ترتشف منه...
بينما فيتال أمسك كوبه بيد، و أحاط خصرها بيده الأخرى مقربا إياها له أكثر ، مقبلا رأسها رادفا..." حبك جنوني للمطر و الأجواء الغائمة، من يسمع هذا يستغرب... كيف لأنثى مثلك أن تحب الشيء و نقيضه...."
رفعت ماتيا حاجبها ملتفتة إليه...
" لماذا قد يستغرب ، أراه عادي جدا... "
تسائلت بنبرة يتخللها الغرور...
" قد يستغرب بسبب حبك للغموض رغم خوفك من الضلام في الوقت ذاته، يروقك المطر و الأجواء المتقلبة و لكن داخلك أنثى ربيعية.... تناقضك يستغربه الكثيرون... لكن هذا أكثر ما يروقني بك و يجعلك أنثى إستثنائية..."
إبتسمت ، و أمالت رأسها مقبلة فكه ، ليستحوذ هو على ثغرها، متذوقا نكهة شفاهها التي تتخللها نكهة القهوة...
يداه تتسلل على منحنيات جسدها الممشوق، يمر بيديه على إنحناءات خصرها، و عضام رقبتها...
تشعر بنفسه الساخن و قبلاته المتفرقة على طول نحرها...فصل صوت الهاتف شفاههم التي تخوض حربا ملحمية، لتبتعد أجسامهم عن بعضها بهدوء...
حمحم فيتال ، و أخذ هاتفه..." صباح الخير فيتال ، ألن تأتي إلى المعرض ، إعتدت على الراحة... هي أسرع الأعمال بانتظارك... "
كان هذا صوت راكان ، و الذي جائت كلماته دفعة واحدة، دون أن ينتظر حتى...
جعل هذا من فيتال يدلك جبينه باستسلام على صديقه... ليجبه بهدوءه و ثباته المعتاد..." صباح الخير راكان ، أنا قادم لن أتأخر... اه لا داعي بتذكيري بالأعمال... أعلم ما يجب القيام به أكثر منك... "
كان يريد فيتال إستفزاز راكان بكلماتكه... لكن الآخر لا يهمه شيء...
" أنت مع ماتيا الآن أليس كذلك... لماذا أسئل بحقك...
واضح جدا أنها معك، فلم تأتي هي كذلك... "
أنت تقرأ
لقاء الأقدار
Romanceهو : رجل يوصف بكلمة واحدة "غامض" من الغير ممكن توقع خطوته التالية يتسم بالحنكة و الدهاء ... رجل إدمانه العمل، لا يعرف للحب طريقا... هي: إمرأة قوية، مثقفة، تهوى القراءة ،ذكية...رغم محيطها المليء بالسواد إلا أنها لازالت تحب الناس و تسعى للخير دائما،...