البارت الخامس عشر |لا أستطيع

2.4K 94 15
                                    

لا أدري كيف أعيشك و تعيشينني، رغم بياضك و رغم سوادي، رغم ضوئك، و رغم عتمتي...

* رواية فلتغفري *



بعد ليلة طويلة قضاها فيتال و ماتيا في أحضان بعضهم، مستمتعين بالدفئ الذي يحيط بهم، و صوت المطر و رائحته المختلطة مع التراب التي تروقهم...
إستيقضوا بطاقة مشبعة، السعادة تغمرهم و هذا يتجلى على ملامحهم الهادئة...
من عادة ماتيا أن تستيقظ غالبا في مزاج معكر ، و تبقى صامتة لمدة طويلة...
و فيتال الذي لا يتكلم أصلا...

" يا إلاهي هذا يُشعرتي بالحماس حقا... "

كانت ماتيا واقفة على نافذة الغرفة ، تتأمل قطرات المطر التي لم تتوقف منذ البارحة بوجه طفولي متحمس...
إبتسم فيتال لكلامها، ليتقدم نحوها بهدوء و بيده كوبي قهوة ساخنة...
أعطاها كوبها، لتمسكه بكلتا يداه، و ترتشف منه...
بينما فيتال أمسك كوبه بيد، و أحاط خصرها بيده الأخرى مقربا إياها له أكثر ، مقبلا رأسها رادفا...

" حبك جنوني للمطر و الأجواء الغائمة، من يسمع هذا يستغرب... كيف لأنثى مثلك أن تحب الشيء و نقيضه...."

رفعت ماتيا حاجبها ملتفتة إليه...

" لماذا قد يستغرب ، أراه عادي جدا... "

تسائلت بنبرة يتخللها الغرور...

" قد يستغرب بسبب حبك للغموض رغم خوفك من الضلام في الوقت ذاته، يروقك المطر و الأجواء المتقلبة و لكن داخلك أنثى ربيعية.... تناقضك يستغربه الكثيرون... لكن هذا أكثر ما يروقني بك و يجعلك أنثى إستثنائية..."

إبتسمت ، و أمالت رأسها مقبلة فكه ، ليستحوذ هو على ثغرها، متذوقا نكهة شفاهها التي تتخللها نكهة القهوة...
يداه تتسلل على منحنيات جسدها الممشوق، يمر بيديه على إنحناءات خصرها، و عضام رقبتها...
تشعر بنفسه الساخن و قبلاته المتفرقة على طول نحرها...

فصل صوت الهاتف شفاههم التي تخوض حربا ملحمية، لتبتعد أجسامهم عن بعضها بهدوء...
حمحم فيتال ، و أخذ هاتفه...

" صباح الخير فيتال ، ألن تأتي إلى المعرض ، إعتدت على الراحة... هي أسرع الأعمال بانتظارك... "

كان هذا صوت راكان ، و الذي جائت كلماته دفعة واحدة، دون أن ينتظر حتى...
جعل هذا من فيتال يدلك جبينه باستسلام على صديقه... ليجبه بهدوءه و ثباته المعتاد...

" صباح الخير راكان ، أنا قادم لن أتأخر... اه لا داعي بتذكيري بالأعمال... أعلم ما يجب القيام به أكثر منك... "

كان يريد فيتال إستفزاز راكان بكلماتكه... لكن الآخر لا يهمه شيء...

" أنت مع ماتيا الآن أليس كذلك... لماذا أسئل بحقك...
واضح جدا أنها معك، فلم تأتي هي كذلك... "

لقاء الأقدار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن