البارت الثامن | مفاجئة

2.8K 119 10
                                    

أنا فيك مقيد... شعور و قلب و بال و تفكير...

كانت صامتة منذ وصولها إلى المكتب.
تكمل أعمالها في الحاسوب، و ترتشف قهوتها...
كانت في حصة مغلقة مع عقلها...
تفكر مليا...

أما عنه... فكان يتأملها... ينظر تارة إلى سواد شعرها و تارة أخرى إلى شامات فكها... غارقا في تفاصيلها الصغيرة...

خرجت من صمتها و هي تسأله و لا تزال عيناها مركزة على الحاسوب...

"أنت متفرغ غدا فيتال؟"

أجابها بهدوءه المعتاد...

"غدا عطلة نهاية الأسبوع، لا أنوي العمل.... لما؟"

إرتشفت من كوبها، و رفعت نظرها مبتسمة....

"لدي خطة جميلة لكلانا... لا أود البوح عنها الآن ستكون مفاجأة... هل تستطيع القدوم؟"

هاهي أنثى المفاجأت تخرج أشياء جديدة من جعبتها...
مالمفاجئة التي تدور في بالها...

"مفاجئة إذن... لا بأس لا أمانع..."

إبتسمت بهدوء لتقول...

"سأتصل بك لاحقا لأعطيك الوقت الذي تمر فيه علي لكي نذهب..."

أومئ لها ،و أدار جسده نحو المكتب ليكمل أعماله...

إنتهى يومهم سريعا، لم يكن هناك عمل كثير لاسيما و أنهم كانوا يساعدون بعضهم في كل شئ...
و لن يرهقوا أبدا بسبب مداخلات راكان اللطيفة...
راكان أحب ماتيا و إستلطفها كثيرا...

بدأ المعرض يخلو من الزائرين و الموظفين ، و بدأت ماتيا بتوضيب أغراضها لتذهب إلى منزلها...

"أنا سأغادر الآن... إبقي هاتفك بجانبك سأتصل بك حتما..."

منذ متى أصبح يسمح لشخص ما و أي كانت صفة قرابته بإلقاء الأوامر عليه...
منذ أن دخلت هي حياته... خرقت جميع القواعد...
لتعيد هي تشريع القوانين على قلبه... و حسب رغبتها هي...

"شيئ آخر سيدتي...؟"

سألها بأسلوب هازئ و إبتسامة شقية... لتبتسم هي و تدرك أنها كانت تتكلم بنبرة آمرة...

"لا شيء يا سيدي... طاب مساؤك..."

غادرت المعرض بطاقة كبيرة متحمسة جدا لتحظر المفاجأة...

وصلت إلى المنزل...
رمت بجسدها على الأريكة... إستلقت قليلا، و أخذت تعبث بهاتفها...

بعد مدة وجيزة غيرت ملابسها ،و دلفت إلى المطبخ لتحظر عشائها... منتظرة حلول الغد بفارغ الصبر...

بعدما خرجت ماتيا من المعرض بقي كل من فيتال و راكان ليكملوا الأعمال المتبقية....

"مالجديد.... أنافي الإستماع..."

صوت راكان الممازح جعل فيتال يلتفت إليه و يسأل بعينيه عن سبب الكلام...

"لا داعي لتزييف نظراتك فيتال، تكلم و الا لن تخرج من المكتب سالما..."

لقاء الأقدار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن