في الصباح خالي جا داخل مسكني من يدي و طلعني برا ، أمي و أخواتي كانوا ماشين ورانا لغاية ما وصلنا الشارع ، أبوي عاين لـ وليد و قال ليهو يلا سوقها من هني ، وليد حاول يتكلم معاهو بس ما أدوهو فرصه ، أبوي قال ليهو مش براك قلت بتتحمل المسؤوليه؟ ارجل و أبقى قدر كلامك ، في الزمن داك ما كنت عارفه الحاصل شنو ، جريت مسكت في أمي و قعدت أبكي ، أبوي جا جراني منها و وداني على وليد ، أمي قالت ليهو موديها معاهو وين ؟ أشر ليها عشان تسكت و بعد نقاش طويل و عقيم بين وليد و أبوي ، وليد و أيمن ساقوني معاهم و أنا بصرخ بأعلى حس عندي و دموعي ديل عشره عشره ، أول ما ركبوني معاهم جات عمتي و جابت معاها شنطه فيها ملابسي ختتها لي في العربيه و مشت من دون ما تتكلم معاي لأنو أبوي مانعهم
الحصل يخوانا إنو أبوي عقد لي على وليد من غير علمي ، أبوي و المعاهو بعد ما ضربوا وليد و أيمن قال ليهم جيبوها لي عشان أضبحها و طوالي طلع سكينو و بالجد كان حيقتلني ، مع إنو وليد ما عندو علاقه بي بس قرر ينقذني ، قال لأبوي دامكم مفتكرين انها غلطت و شوهت ليكم سمعتكم فأنا مستعد أتزوجها و أستر عرضكم و دا طبعاً حسب عقليتكم مع انو ما حصل شي من الفي بالكم و لو نحنا بالجد غلطنا مع بتكم دي ما كانت هسي حتكون معاكم و ما كان نحنا حنجي لحد عندكم...
أهلي و أنا عارفاهم ناس أنانيين و بحبو يستغلوا الفرص زي الفرصه دي ، عشان كدا خلوهم يبيتوا معانا، وليد و أيمن كان واضح عليهم إنهم ناس متعلمين و مرطبين و من المدينه عشان كدا أهلي استغلوا الحاجه دي ، للأسف يا جماعه أهلي بتاجروا بـ بناتهم ، أبوي عارف إنو لو ناسب زول زي وليد حـ يغنى ، و سبحان الله مع إنو نحنا عندنا البهائم و الإبل و الأبقار غيرها و مع ذلك أهلي طماعين و بفتشوا للزياده بأي طريقه ...ايوه صح أهلي سمعتهم بتهمهم شديد و عشانها مستعدين يقتلوا بناتهم ، بس دا ما بمنعهم انهم يستغلوا الفرص و يضربوا عصفورين بحجر واحد.....
ساقوني معاهم و هم مغصوبين و أيمن طول الطريق كان بجوط في وليد و بقول ليهو ما كنت تتهور و تورط نفسك و تتحمل مسؤوليه انت ما بتقدر عليها ، عاين لي و قال لي دا كلو بسببك إنتِ يا عارض ياريتنا خليناك مرميه في مكانك و ما اشتغلنا بيك كان هسي نحنا في مكان و إنتِ في مكان تاني و ما كان اتختينا في الموقف دا و انضربنا الضرب دا كلو ، من كترة الضرب لمن بقينا زي السلطة بالدكوه ، حسبي الله فيك ، هسي عضامي كلها واجعاني بسببك و بسبب أهلك شكيتكم لـ الله ، ما رديت عليهو كنت ببكي ساي لحد ما وصلنا حته كدا عجيبه و بعد مسافه وقفنا جنب مبنى كبير و فخم كدا أول مره أشوف زيو!! شويه كدا البوابه إنفتحت و دخلنا جوه بالعربيه! و انا دموعي خلاص وقفت و بقيت مصدومه بالحاجات الأول مره أشوفها دي!!
وليد نزل زهجان و قفل الباب بقوه ، شال شنطتي و قال لي بزهج ألحقيني ، دخل جوه و أنا ماشه وراهو ، فجأه كدا جات مره نازله من السلم و قالت ليهو my love ، أخيراً جيت ، حمدلله على سلامتك ، ما رد عليها ، نزلت و جاتو قريب و قالت ليهو وليد! يا ولدي مالك في شنو؟ ليه وشك دا عامل كدا و دي شنو العلامات الفي جسمك دي؟ الضربك منو؟
طبعاً في البدايه ما كانت شايفاني لأني صغيره و كنت واقفه وراهو بس لمن إنتبهت لي بقت تعاين لي بإستغراب من فوق لتحت ، رجعت عاينت لـ وليد و قالت ليهو الشافعه دي منو و جبتها معاك من وين؟ ....في شنو ياخ؟
أيمن جا داخل و قال ليها ما حـ تصدقي الحصل معانا ، ولدك طلع منك عزابي و جاك راجع و هو معرس لا و كمان معرس ليهو شافعه من أهل الباديه! !
أمو ختت يدينها على خشمها و قالت ليهو What? ?
عاينت لـ وليد و قالت ليهو دا بقول في شنو؟ وليد سكت و ما رد عليها بقت تصرخ و تجوط و تقول ليهو كيف تعمل كدا جنيت إنت ولا شنو و و و ، شويه كدا جا راجل نازل و قال ليها بس مشتهي يعدي يوم من دون ما تجوطي و تزعجي ناس البيت بصوتك الزي البرق دا! في شنو ياخ يا ناديه بتجوطي مالك؟
قالت ليهو تعال! تعال شوف ولدك المصون مشى عمل شنو! الراجل جا نازل و قال ليهو ها يا "وليّ" عملت شنو زعلت الزوله دي و خليت البركان الجواها ينفجر! لمن عاين ليهو كويس، قال ليهو انت اتضاربت مع زول ولا شنو ...برضو وليد سكت و ما رد عليهو ، إتلفت علي لقاني خايفه و عيوني مليانه دموع ، قال لي تعالي ، مسكني من يدي و مشى بي و أمو ورانا بتجوط ساي و بتقول ليهو موديها وين ؟دي منو الجايبها و مدخلها لينا في البيت ، ما عايزا أي بت شوارع في البيت دا و و و........، طلع بي السلم ، الزمن داك ما كنت عارفه اسمو شنو فـ كنت بقول ليهو أرض عاليه 😹
دخلني غرفه ، خت فيها شنطتي و قال لي خليك هنا برجع ليك بعد شويه ماشي؟ هزيت ليهو راسي بس ، طلع و قفل الباب ، شويه كدا سمعت صوت جوطه و كواريك و كميه من الأصوات ، في وسط الحاصل دا كلو حسيت نفسي نعسانه و فترانه ، رقدت على الأرض لقيتها سااااقطه زي قعر الزير ، بقيت أهبش في الأرض و انا ما مصدقه ، قلت ترابهم فرق من ترابنا ، بقيت أناضم كدا لحدي ما نمت ما صحيت إلا لمن حسيت بزول خاتي يدو على كتفي ، صحيت مخلوعه و أول ما شفت الراجل زحيت منو لـ ورا ، قال لي اطمني ما تخافي أنا أسامه ولد خالة وليد و طوالي مد لي يدو و قال لي إنتِ اسمك منو؟
بتردد مديت ليهو يدي و قلت ليهو: "آني دهبايه " إبتسم و قال لي لهجتك جميله شديد و فعلاً إنتِ دهبايه ، فجأه وليد جا داخل ، أسامه وقف على حيلو و قال ليهو ما قايلها صغيره كدا ، وليد أشر لـ وحده كدا عشان تدخل ، دخلت و هي شايله معاها صينيه ، ختتها لي و طلعت ، وراها طوالي طلع أسامه ، وليد قال لي أكلي و لو احتجتي حاجه أنا قريب ، طلع و قفل الباب ، عاينت للصينيه و ما عرفت الفيها دا شنو بس أكلتو ، طعمو كان سمح شديد و شربت عصير لونو أصفر كدا ما عارفه دا عصير شنو ، شدة ما الأكل كان طاعم و سمح لحست الصحاني عديل لمن شفت إنعكاس صورتي في الصحن ، المهم بعد ما أكلت كويس بقيت مبحلقه عيوني في الغرفه! بعاين للحاجات الغريبه و العجيبه دي! شويه كدا وليد جا داخل ، قال لي عارف إنو الحصل دا زي ما صعب علي صعب عليك ، يعني فجأه كدا تلقي نفسي في عصمة راجل غريب و إنتِ لسه ما عارفه الزواج دا شنو و المسؤوليات البتترتب عليهو ، يعني فجأه كدا لقيتب نفسك بعيده عن أمك و أهلك و عن المكان الإتربيتي فيهو و لقيتي نفسك قدام مواضيع و مشاكل كبيره إنتِ ما قدرها ، حاجه صعبه والله و ما ساهل الواحد يتقبلها خاصة و إنك في العمر دا! ما عارف هسي حـ اعمل شنو و ما قادر اخطط للمستقبل و ما عارف مصيرنا حيكون شنو بس طول ما إنتِ في بيتنا حـ نختك على العين و الراس لحد ما أشوف نهاية الموضوع دا شنو....
عدت الأيام و أم وليد و أخواتو دايماً بسمعوني فارغ ، عندو أختين ، علا و لين ، طبعاً ما كنت ببكي شديد لأني ما كنت فاهمه مطاعناتهم لي ، شدة ما كنت جاهله و غبيه و بريئه حتى لمن كانور يرموا لي الكلام عديل ما بفهموا ، بضحك بس و دا الكان واجعهم 😂 وليد تعاملو معاي ما اتغير بالعكس إهتمامو بي زاد و لمن يكون موجود أمو و أخواتو ما بقدروا يفتحوا خشومهم معاي ، ما هو بس حتى أسامه ولد خالتو كان مهتم بي و بشتري لي حلويات ، يوم حسيت بالجوع ، مشيت مطبخهم و قعدت أفتش في حاجه آكلها ، لمحت كيس في المصطبه مشيت عليهو و فتحتو ، بقيت أعاين للأكل الفيهو دا و ليه هو عالي كدا؟
كانت رغيفه فوقها حاجات كدا ما عرفتها و فوقهم عيشه تانيه ، قلت هسي دي بتنأكل كيف! أكل البندر دا غريب و ما معروف بنعمل من شنو لكن طعمو حلو ، ختيت يدي على العيشه و ضغطتها عشان تبقى صغيره و أقدر ادخلها جوه خشمي ، بس شكلي ضغطتها شديد لدرجة انو كل الحاجات الكانت فيها إتطايرت و وقعت ، و المصطبه إتوسخت قلت هسي المره الفقريه ديك حـ تجي و تجوط فيني ، بقيت لافه في المطبخ و بفتش على صابون أو قطعه امسح بيها العملتو دا ، كويس إني لقيت لي قطعه و مسحت بيها الأكل و أكلت الباقي ،و رجعت الغرفه البنوم فيها ، بعد مسافه سمعت صوت صريخ لمن إنخلعت ، كان صوت علا و هي بتقول شيريييين يا شيرييين ، روحي الطفوليه و المتطفله خلتني أفتح الباب و أنزل تحت عشان أتشمر ، لمن نزلت سمعت أم وليد بتقول لـ علا في شنو؟ بتصرخي مالك؟ قالت ليها شوفي فستاني يا ماما! منو العمل فيهو كدا والله ما أرحمو ، شيرييين يا شيرييين ، بقت تصرخ و تعلي في صوتها لحد ما شيرين الشغاله جاتها نازله و قالت ليها ايوه!.....طبعاً انا بلعت ريقي لمن شفت فستانها و اتذكرت إني مسحت بيهو الأكل! لمن شيرين وصلتها قالت ليها بنبره عاليه دا شنو العملتيهو لي في فستاني دا؟ !! شيرين قالت ليها والله ما أنا العملت فيهو كدا ، قالت ليها مش أنا سلمتك الفستان دا و قلت ليك غسليهو لي! قالت ليها ايي لكن مشيت بيهو المطبخ عشان أمك طلبت مني أجيب ليها قهوه في غرفتها ، ختيت الفستان في المصطبه و عملت القهوه لأمك و وديتها ليها بس المدام كلفتني بمهمه تانيه و لمن جيت راجعه ما لقيت الفستان لأنك شلتيهو ، علا قالت ليها افهم شنو أنا من كلامك دا! يعني الفستان براهو اتوسخ و اتبهدل البهدله دي كلها! شايفاني غبيه أنا ولا ريالتي سايله! .....سرعه لمي ملابسك و إتخارجي من البيت دا.........
بقيت أعاين ليهم و صراحه خفت من الطريقه الإتعاملت بيها علا مع شيريين ، نبرتها كانت عاليه و عيونها زي النار لمن خفت منها ، شيرين بقت تحنس في علا عشان ما تطردها من شغلها و علا مصره على قرارها و كانت لسه بتجوط فيها و ما سكتت إلا لمن أمها قالت ليها : شيرين قالت الحقيقه و ما هي البهدلت ليك فستانك ، علا قالت ليها يعني حيكون منو غيرها يا ماما! ؟
أمها طوالي عاينت لي لمن شهقت و أشرت علي و من هناك علا جاتني طايره طير لمن إنهجمت...
لمن خلاص قربت مني مخي وقف عن التفكير و الخوف سيطر علي و السلم بالنسبه لي كان بعيد ، عاينت يمين ، شمال ، لمحت وليد جاي داخل طوالي جريت عليهو و هي ساكاني و شغاله لي والله ما أخليك يا قرويه يا حيوانه يا متخلفه ، لمن وصلت وليد مسكت يدو و إتدسيت وراهو ، أختو جات و هي هايجه شديد و عايزا كيف تصلني عشان تكفتني ، بس وليد مسكها مني و قال ليها في شنو يا علا! مالك مع البت؟
علا مدت ليهو فستانها و قالت ليهو شوف المصيبه الجبتها لينا دي عملت فيهو شنو! عاينت لي و قالت لي عارفاني جبتو بكم؟ شفتي لو بعتك إنتِ و قبيلتك كلها ما بتجيبو لي حق الفستان دا ، وليد قال ليها أكيد هي ما قاصده و ما تنسي يا علا إنها شافعه ، قالت ليهو شافعه يعني نخليها تطلع فوق راسنا و تقلب لينا حياتنا و تعكر مزاجنا ؟! إتنهد و قال ليها مشكلة الفستان محلوله ، خلال يومين حـ يصلك فستان زيو ، عاين لي و قال لي تعالي ، أثناء ما نحنا ماشين كدا أمو قالت ليهو وليد! إتلفت عليها و قال ليها نعم يا أمي!
جاتو قريب و قالت ليهو في شنو؟ مالك إنت؟ قال ليها مالي؟ كويس أنا!
قالت ليهو ما تستهبل يعني ما شايف تصرفاتك دي و لا ما حاسي إنك مهتم بالبت دي أكتر من اللازم ، الراحه اللقتها في بيتنا في بيت أبوها ما لقتها و الإهتمام اللقتو منك من أمها ما لقتو ، اقعد دلع فيها كدا لحد ما تصدق نفسها و تطلع في راسنا و تعمل نفسها بت البيت و مننا و فينا ، قال ليها و هي كذلك ، قالت ليهو بنبره حاده لا ، أنا لحد اللحظه دي ما معترفه بيها و مستحيل أقبل بعرس تم بالطريقه دي و من وحده قرويه و أُميه! بس عايزا الطريقه التوصلني لأهلها عشان اتصرف معاهم و ارمي ليهم بتهم دي في وشهم ، مفتكرين نفسهم منو عشان يغصبوك تعرس بتهم؟لا و كمان ضربوك! ! هم ما عارفين إنت منو! إنت وليد السماني ولد ناديه عمران أشهر و أمهر خبيرة تجميل في السودان و أبوك أكبر رجل أعمال في السودان كلو ، فكيف كيييف بس ولدنا يتغصب على وحده قرويه ساي! انت لو عايز بتقدر تخلص نفسك من الناس ديل بسهوله و بتقدر تقاضيهم و تسجنهم ، بس ما فاهمه ليه ما ناوي تعمل كدا و تريحنا من البت دي! يعني اذا أهلها قنعوا منها و أدوك ليها بالسهوله دي إنت ماسكها عايز بيها شنو! و بعدين دي طفله ساي و ما حتستفيد منها في شي و ما حتقدر تقدم ليك شي ، قال ليها يا أمي نحنا اتكلمنا في الموضوع دا أكتر من مره ، هسي أنا مصدع فـ رجاءً ما تناقشيني في حاجه ، أمو زعلت و مشت ، كنت لسه ماسكه يدو و طلعت معاهو على السلالم ، من دون ما يحس علي إتلفت وراي و مديت لساني لـ علا ، قالت لي بصوت عالي لو وصلتك بقطع ليك لسانك دا و طوالي كرفست فستانها و فنتني بيهو ، وليد إتلفت و قال ليها علااااا دي طفله! اتأفأت و مشت من قدامنا و أنا اتبسم ساي بس لمن عاين لي مسحت إبتسامتي قال لي عيب ما تعملي ليها كدا تاني و بعدين هي ذاتا أكبر منك فـ إحترميها ماشي؟
قلت ليهو ماشي وين؟ ضحك و قال لي قصدي حاضر أو اتفقنا حاجه بالشكل دا ، ساقني دخلني غرفتي و مشى غرفتو ، طلعت شنطتي و شلت كرستالة الودك الختوها لي في شنطتي ، مسحت شعري كويس و ركبت فيهو الودع بس مشاطو بقى قديم ، حمره كانت دايماً بتجدد لي مشاطي و انا بجدد ليها مشاطها و كلنا بنسرح لبعض بس هسي ما بعرف أمشط لـ نفسي لأنو التمشيطه دي صعبه ، المهم بعد ما مسحت قشيت باقي الزيت في هدومي ، نزلت من السرير و رقدت على الأرض السااااقطه دي....