الفصل السادس عشر

1.8K 76 0
                                    

جلس "عثمان" في مجلس الرجال مع والده وشقيقيه و "دياب" يخبرهم عن ما قالته له "تياما" بالامس وما توصل اليه من قرار وما ان انتهى من حديثه حتى نظر له والده بعدم تصديق وهو يقول

ايه الحديت اللي بتجوله ديه يا عثمان، كيف هتسيبها تعاود بلدها؟

عثمان: للاسف هو ديه شرطها يا بوي ومجداميش حاجه تانيه اعملها

مصطفى: شرط ايه وهباب ايه، مال حديتك بجى ماسخ وني اكده يا عثمان هي العيشه مع الخواجات بردت دمك

هارون: براحه يا مصطفى، عثمان برديك مجداموش حل تاني

منصور: وانت ايه رأيك يا دياب، ناضرك جاعد ساكت وكن الحديت مش عن خطيبتك

دياب: هجول ايه يا جدي اني مجدرش اتحكم فيها او اجول ان ليا كلمه عليها طول ما ابوها موجود وانت جولت خطيبتي مش مرتي

عثمان: اني عارف ان الحديت مش على هواكم بس اني مجداميش حل تاني، اني لا يمكن اسيب بدري يموت وانت بنفسكم سمعتم الدكتور وهو بيجول ان تياما هي المتبرع الانسب لبدري

صمت "عثمان" ووضع رأسه بين كفيه ونظر ارضاً وهو يعلم ان حديثه لا يقنع اي منهم ولكن ماذا سيفعل؟، هل يترك بدري بدون متبرع؟، ام يوافق على ما تريده تياما وينقذ بدري ويودع ابنته للابد، رفع رأسه مسرعاً وكأنه وجد الحل المناسب لمعضلته وابتسم وهو يقول

اني لجيت الحل المناسب للموضوع ده

منصور: وايه هو الحل ديه يا عثمان

عثمان: هجولكم بس لابد لول تسمعوني للاخر

هارون: جول يا خوي كلنا سامعينك

ابتسم "عثمان" وهو يقص عليهم ما فكر به للتو ولاحظ علامة الرضا على وجوههم مما قاله فأبتسم بأنتصار متجاهلاً نظرات "دياب" الحائرة مما سمع للتو

******

دلفت "تياما" الى داخل المنزل بحثاً عن "فاطمة" فهي تشعر بالجوع الشديد ولم تتناول افطارها بعد فقد كانت قد اعتادت على تناوله مع "سماح" و "حبيبه" ولكن الاولى اصبحت مقيمة في المشفى اما الثانية فقد ذهبت مع شقيقها، لم تستطع ايجاد "فاطمه" في غرفتها فعلمت انها مع زوجات اعمامها في المطبخ فهبطت اليهم وهي تفكر في قرار والدها الذي لم يخبرها به بعد وفي تلك اللحظة دلفت الى داخل المطبخ ووجدتهم بالداخل فأبتسمت لها "عزيزة" وهي تحدثها فهزت "تياما" رأسها بأبتسامة رغم عدم فهمها لما قالته الاخرى وابتسمت لها وهي تقول الجملة الوحيدة التي تعرفها

انا جعانه ايزه اكل

عزيزه: يا جلبي يابتي تعالى اجعدي لجل ما تأكلي

كانت "عزيزه" تتحدث وهي تشير بيدها التي كانت تربت بها على كتف "تياما" برقة الى المقعد المجاور لطاولة الطعام الصغيرة التي تتوسط المطبخ فجلست "تياما" وهي تبتسم لها وانتظرت بهدوء بينما ترى "عزيزة" تتحدث مع الخادمات بما لم تفهمه وتجاهلت نظرات الخادمات اليها ففي كل مرة تدلف الى المطبخ ينظرون اليها كأنها كائن فضائي ما ويتحدثون بينهم وبين بعضهم البعض بما لا تستطيع فهمه، ابتسمت وهي ترى "عزيزه" تضع امامها عدة اطباق تمكنت من معرفة معظمها فقد تناولته سابقاً مع الفتيات ولم تعرف الباقي فأبتسمت وهي تقوم بتناول الطعام الذي تعرفه وهي تراقب تحركات "عزيزه" بداخل المطبخ ولاحظت نظرات "نجيه" الدافئة اليها فأبتسمت لها وهي تتذكر والدتها فقد كانت تنظر اليها دائماً بتلك النظرة المليئة بالحب وفكرت في حياتها لو استقرت هنا وتزوجت "دياب" هل ستتمكن من التكيف معهم وتعلم لغتهم ام ستظل دائماً الفتاة الاجنبية ابنة المرأة التي اختطفت "عثمان" بعيداً عنهم ولا تتحدث لغتهم ولا تفهم ما يقولونه، حركت رأسها على الجانبين وهي تحاول التوقف عن التفكير بتلك الطريقة فهي سترحل ما ان تتبرع لشقيقها بما يحتاجه من انسجة

ليس للحب قانون  للكاتبة إنجي عصام الدينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن