الفصل التاسع عشر

1.8K 65 0
                                    

ابتسمت "تياما" لاصدقائها وهم يجلسون في المطعم الذي اعتادوا على ارتياده قبل سفرها مع والدها وكانوا يتحدثون في كل شيء عندما لاحظ "ألبرت" شرود تياما فنظر اليها وهو يقول بهدوء

ماذا بك تياما؟ تبدين شاردة

تياما: لا شيء انا فقط استمع الي حديثكم فأنتم لا تعلمون كم اشتقت لسماع من يتحدث بلغتي الام

روز: كان قرار عودتك الى هنا قراراً صائباً فأنا لا اعتقد انكي كنتي ستتمكنين من التكيف مع عاداتهم

ماجي: بالعكس لقد كنتي تبدين في غاية الجمال وانتي ترتدين ذلك الثوب الذي رأيناك به هناك

تياما: حقيقة في البداية كنت ارتدي ما يخبروني بأرتداءه فقط لاتجنب الاحاديث الجانبية ولكن بعد عدة ايام شعرت وكأنني لا اشعر بالراحة سوى عندما ارتدي تلك الثياب

ألبرت: اذاً لماذا عدتي الى هنا؟ ولا تقولين انك اشتقتي لنا لان وجهك يبدوا عليه الحزن

صمتت "تياما" ولم تعلم بماذا تجيبهم فأبتسم "البرت" وهو يربت على كتفها برفق كما اعتاد ان يفعل وقال بهدوء

يبدوا انك عدتي الى هنا جسداً فقط بينما قلبك مازال معلقاً هناك مع ذلك الرجل الذي رأيناه معك، كان يدعى دياب اليس كذلك

تياما: لا تهذي ألبرت انه فقط ابن عمي

ماجي: لا اعتقد ذلك فلقد كانت عيناه لا تفارق وجهك وكأنه يقوم بحفظ ملامحك مرة بعد مرة، يبدوا انه واقعاً لك

روز: لقد لاحظت ذلك أيضاً ...... ثم اكملت ممازحة..... لن اكذب واقول انني لم اشعر بالغضب لانه لم يعلق ولو لمرة واحدة عن جمال وشم الفراشة الذي يحتل معظم كتفي فقد كان منشغلاً في مراقبة تعابير وجهك انتي

تياما: بخجل: الامر ليس كذلك، دياب من اكثر الاشخاص الذين قابلتهم احتراماً ولا يقوم بتفحص اجساد الفتيات اللذين يسيرون من حوله لقد لاحظت ذلك عندما كنا معاً

ألبرت: هذا ما نتحدث بشأنه هو لا ينظر الى اي فتاة غيرك وهذا له معنى واحد فقط انتي فقط لا تريدين الاعتراف به

صمتت "تياما" مرة اخرى ولكن تلك المرة كانت تفكر في حديثهم وفي ما وصلت اليهم منه فهل حقاً دياب يمتلك لها بداخله مشاعراً خاصة

******

كان "حمدان" ممدداً أرضاً بعد ان غاب عن الوعي بينما ينحني فوقه رجلاً يبدوا من ملابسه التي كانت تتكون من بنطال اسود وعباءة سوداء قصيرة تصل الى ركبتيه ورأسه ووجهه مغطيان بوشاح كبير يخفي ملامحه انه من قاطني الصحراء واخذ يتفحص وجه حمدان ثم قام بقلبه على ظهره ليتفحص جرحه ونظر حوله بفضول ثم وقف وتنهد ثم اتجه الى فرسه ليقوم بسحبه ليقربه من جسد "حمدان" وما ان فعل حتى حاول رفعه على جواده الواقف بثبات بعد ان امره بذلك وبعد محاولتين فاشلتين بسبب ثقل جسد حمدان تمكن في المحاولة الثالثة ان يقوم بوضعه فوق جواده لتصبح رأسه وذراعيه على جانب وساقيه على الجانب الاخر من الفرس ثم وقف قليلاً ليستجمع قوته مرة اخرى ثم قفز على جواده ليصبح "حمدان" امامه ثم تحرك الفرس مسرعاً بهم دون حاجة ليخبره سيده بوجهتهم

ليس للحب قانون  للكاتبة إنجي عصام الدينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن