الفصل الأول

6.7K 136 2
                                    

••• قـــريــة چيــچو •••

أمطار غزيرة تتساقط من السماء المُظلمة يضأها أنوار البرق وأصوات الرعد ترعب جميع من فى القرية، كانت تركض بأقدام حافية بجوار حافة النهر لتستطيع الهروب من هذا الشبح الذى يتابعها لم ترى وجهه أبدًا ولا تعلم هو رجل أم مرأة لكنه يهاجمها، فتاة فى بداية العمر ترتدى فستان قطني أبيض بكم مقطع أكثر من معظم الأطراف، وأقدامها العاريتين مليئة بالجروح مثل يديها وعنقها، خرجت صرخة قوية منها حين ظهر أمامها من العدم كالشبح فهى لم تخطأ حين قالت عنه شبح، زحفت قدميها للخلف بخوف أمتلاكها وهى ترى أمامها بنية لجسد ذكورى طويل القامة لم تتعرف على لونزبشرته أو ملامحه فهو مُلثم جدًا ويضع على رأسه زعبوط البلطو الأسود الذى يرتديه لينزل إلى عينيه ويخفيهم عنها، حاولت الهرب منه ولم يستطيع فعل شيء سوى أخراج صرخة أقوى حين مسكها من الخلف وغرز أنيابه بعنقها لتسقط على الأرض معه جثة هامدة بعد أن أمتص دماءها لينظر للقمر بالأعلى وتظهر عيناه الحمراء كالجمرة النارية ..........

صبــــاحـــًا

وقف أهالى القرية بخوف حول النهر ينظروا على جُثمان هذه الفتاة وفستانها المُمزق وبعض الجروح الموضوع على قدميها، كانت بحالة ترثى بها، أعتاد اهالى القرية على رؤية جثمان كهذا كثيرًا فى الأوان الأخيرة ولا يعلموا سببها فقط دب القلق والرعب قلوبهما مما جعلهم يغلقوا أبواب بيوتهم مع غروب الشمس لتصبح القرية ليلًا تشبه القرية المهجورة من المستحيل رؤية طفل أو إنسان خارج بيته وأمام جميع البيوت باب حديدية وهكذا النوافذ لحمايتهم وحماية أطفالهم، أفصاح الجميع الطريقة إلى "أوليفيا" فهى الأبنة الكبرى لملك القرية الذى توفى فحادث مثل هذه منذ سنوات، كانت كما اعتاد الجميع على رؤيتها ترتدي بدلة سوداء جلدية وحذاء أسود بشعر قصير يصل إلى عنقها وعيون زرقاء ببشرة حليبة وجسد نحيف جدًا وعلى أكتافها ترتدي بلطو أسود صنع من الجلد الخالص يصل إلى قدميها، جثوت على ركبتيها بجوار الجثة وحركت رأسها للجهة الأخرى حيث العضة وأثر أنياب هذا الوحش، وكما أعتادت على أنهاء هذا الحدث أخذت الجثمان فى سيارتها قديمة الطراز وذهبت إلى المنزل لتجد أختها الصغرى هناك تجلس على الدرجات أمام باب المنزل حزينة ومُرتدية جيبة زرقاء صنعت من القماش واسعة وفضفاض وتيشرت أبيض بنصف كم وشعرها البني مرفوع للاعلى على هيئة ذيل حصان وتملك زوج من العيون العسليتين كأختها، فور رؤيتها لسيارة "أوليفيا" تتوقف أمام المنزل وقفت هى الأخرى من مكانها مُسرعة نحو أختها وقالت :

- أوليفيا، ماذا حدث مُجددًا ؟!

وضعت يديها على رأس أختها بحنان وقالت بهدوء لتهدأ من روعتها وخوفها :

- أهدى يا ألسا، لا شيء

نظرت إلى السيارة فى الخلف وقالت بعفوية :-

حرب مصاص الدماء -  نورا عبد العزيز (نور زيزو)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن