أشرقت عروس النهار معلنة عن يوم جديد لا يعلم أحد خفاياه ، تحديدا في ذلك المنزل ...
تستيقظ تلك الجميلة صاحبة الشعر الكستنائي ، والشفاه الوردية ، إعتدلت في جلوسها ممسكة بطرف السرير ...
تبحث عن عصاها ، فهي لا شئ بدونها ،رغم إعاقتها إلا أنها تعتمد على نفسها في كل شئ ...
إنتقلت إلى بوسان ، لأجل إفتتاح متجر زهور ، لطالما راودها الحلم ، وسعت من أجله ، حتى جعلته حقيقة ...
أغلقت باب المنزل بعد ترتيبه ، فهي شخص منظم ، أمسكت عصاها وبدأت في أخذ خطواتها نحو متجرها الجديد ...
محل"فيونا" للأزهار ، يقع في وسط المدينة ، وليس ببعيد على منزل آنا ، يبعد شارعين ، على جانبه الأيمن مقهى لفتاة أجنبية ، وعلى الجانب الأيسر حلبة ملاكمة ...
وقفت آنا لتفتح باب المحل ، ليقاطعها صوت صديقتها هانا ، هما صديقتان من أيام الثانوية ...
"كان عليك إنتظاري! "
أردفت هانا بعبوس ، حاملة العدة عن صديقتها ، فهي أدرى بها ...
فتحت آنا الباب ، لتدخل كلا الفتاتين ، محل بسيط لكنه واسع من الداخل ، مع طلاء باللون الأبيض مع رسومات لمختلف أنواع الزهور ...
وضعت هانا العدة ، لتبدأ الصديقتان في تنظيم المحل ، استعدادا ليوم ضخم ...
~بعد ساعتين~
تقدمت آنا نحو لافتة المحل لتقلبها من ~مغلق~إلى ~مفتوح~ ، ماهي دقائق قليلة ، والمحل سينفجر بمحبي الأزهار و الورود ...
•بعد ساعتين•
"لم أتوقع هذه الإفتتاحية! "
نبست هانا بتعب ، جالسة على الكرسي ، بينما الأخرى تنظف الطاولات ، تتقاسمان العمل ...
"لا أحد يكره الأشياء الرومانسية ، و أيضا اليوم عطلة لذلك الجميع متفرغ"
أردفت الجميلة ، لتتجه نحو باقة الزهور ترتب بتلاتها ، لتناظرها الأخرى ...
~في الليل~
"انتبه لنفسك ، ولا تفتح الباب لأحد ، وإن حدث شئ إصرخ ، كان في ودي البقاء "
أردفت هانا بينما ترتدي معطفها ، الجو في الخارج ينذر بسقوط المطر ، وبالطبع لم تنس أن تنصح صديقتها ...
"حاضر أمي"
اختصرت الجالسة كلامها بقهقة صغيرة ، تعاملها كأنها طفلة في الروضة ...
خرجت هانا من المحل ، لتبدأ آنا في ترتيبه ، تأكدت من غلق الباب كحماية ، خلف الباب توجد عصا ، إذا أقترب متحرش وفتح الباب فالعصا ما تقابله ...
أغلقت باب المحل ، الشوارع خالية و مواء القطط يزيد الطين بلة...
تسير وحيدة، و ضربات العصا على برك الماء هي ما تسمع ، شعرت بخطوات تلحقها ، تسلل الخوف إلى قلبها ...
تزيد من وتيرة خطواتها ، في أمل من الهرب منها ، و الملاحق مازال يتبعها ...
أحست بتوقف خطواته ، لتتوقف هي ولكن هنا الخدعة ، شعرت بشخص يدفعها لتبلل ملابسها بالمياه ...
بدأت في البحث عن منقذتها ، لكنها بعيدة عنها ، تبللت يدها دون جدوى ، إلا أن سمعت صوت المتحرش المقزز ...
" لستِ بحاجة إليهَا "
أردف الآخر كلامه ، لتسمع صوت تكسير ،لقد كسر عصاها ، لماذا يلاحقها ؟ ، ألم يرأف قلبه بحالها ...
نزل بجذعه العلوي ،مقربا وجهه منها ، أنفاسه الثملة المقززة ، تجعلها ترغب في التقيؤ ...
دفعته بكل ما اؤتي لها من قوة ، لتنهض سريعا ، تسير بترنح على خط مستقيم ، و الآخر يتبعها ، ما هذا الموقف السئ الذي وضعت فيه ...
قبل أن تصل إلى مفترق الطرق ، إصطدمت بهيئة طويلة ، وضعت يديها أمامه ، ليميل رأسه بإستغراب ، ماذا تفعل فتاة هنا ؟ ...
لاحظ اقتراب المتحرش ، ليمسك يدها و يديرها خلف ظهره ، تشبثت بسترة الآخر ، لم يزل ناظريه عن الواقف أمامه ...
"لقد أظهرتِ وجهك الحقيقي"
تحدث الرجل ، مناظرا آنا من خلف الشاب الذي يقف بينهما ، ابتسم بسخرية ليتقدم ناحيتها ، مد يده ...
ثوان فقط ، تحولت ملامحه إلى ممتعصة بسبب الألم ، بينما الشاب الواقف لم يكلف عناء الإلتفاف والنظر إلى ملامحه ، إكتفى فقط بالضغط على يده ...
"تحرشت بها ككلب ضال طوال الطريق و لم تكتف ، كسرت عصاها و لم تكتف ، حاولت تقبيلها ولم تكتف بعد ، لكن أن تقترب منها وأنا متواجد ، هذا شئ لا أسمح بحدوثه "
نبس بحدة ، جاعلا الآخر يرتجف من كلامه ،في كل جملة يتلوها تزيد قوة الضغط ، لدرجة أن ذراعه ستنخلع من مكانها ...
أنزل يده ، ليسدد ركلة على بطن الآخر جعلته يسقط من قوتها ، ناظره الواقف ببرود وأردف...
"إياك والعودة إلى هنا يا قذر "
نهض المتحرش بصعوبة ، يسير بترنح ، التفت الشاب الغريب ناحية الهيئة الصغيرة ...
"شكرا لك سيدي"
أردفت بابتسامة ، مع انحناءة صغيرة ، لتقف أمامه ، فارق الطول واضح ...
"المكان خطر ، سأوصلك "
To...be... Continued
أنت تقرأ
كفيفة_بين_أحضان_ملاكم||KTH
Romanceالحياة ... تحمل في طياتها العديد من التجارب ... حب من أول نظرة ... خذلان من صديق ... فقدان شخص عزيز ... كلها مواقف نمر بها لنكتسب القوة ، الشجاعة ، والإرادة الحديدية لوصول مبتغانا ... "أتدري متى يكون النمر خطيرا؟ ، عندما يجرح" "لقد اكتفيت منك ومن...