CHAPTER ONE

1K 42 22
                                    

أشرقت عروس النهار معلنة عن يوم جديد لا يعلم أحد خفاياه ، تحديدا في ذلك المنزل ...

تستيقظ تلك الجميلة صاحبة الشعر الكستنائي ، والشفاه الوردية ، إعتدلت في جلوسها ممسكة بطرف السرير ...

تبحث عن عصاها ، فهي لا شئ بدونها ،رغم إعاقتها إلا أنها تعتمد على نفسها في كل شئ ...

إنتقلت إلى بوسان ، لأجل إفتتاح متجر زهور ، لطالما راودها الحلم ، وسعت من أجله ، حتى جعلته حقيقة ...

أغلقت باب المنزل بعد ترتيبه ، فهي شخص منظم ، أمسكت عصاها وبدأت في أخذ خطواتها نحو متجرها الجديد ...

محل"فيونا" للأزهار ، يقع في وسط المدينة ، وليس ببعيد على منزل آنا ، يبعد شارعين ، على جانبه الأيمن مقهى لفتاة أجنبية ، وعلى الجانب الأيسر حلبة ملاكمة ...

وقفت آنا لتفتح باب المحل ، ليقاطعها صوت صديقتها هانا ، هما صديقتان من أيام الثانوية ...

"كان عليك إنتظاري! "

أردفت هانا بعبوس ، حاملة العدة عن صديقتها ، فهي أدرى بها ...

فتحت آنا الباب ، لتدخل كلا الفتاتين ، محل بسيط لكنه واسع من الداخل ، مع طلاء باللون الأبيض مع رسومات لمختلف أنواع الزهور ...

وضعت هانا العدة ، لتبدأ الصديقتان في تنظيم المحل ، استعدادا ليوم ضخم ...

~بعد ساعتين~

تقدمت آنا نحو لافتة المحل لتقلبها من ~مغلق~إلى ~مفتوح~ ، ماهي دقائق قليلة ، والمحل سينفجر بمحبي الأزهار و الورود ...

•بعد ساعتين•

"لم أتوقع هذه الإفتتاحية! "

نبست هانا بتعب ، جالسة على الكرسي ، بينما الأخرى تنظف الطاولات ، تتقاسمان العمل ...

"لا أحد يكره الأشياء الرومانسية ، و أيضا اليوم عطلة لذلك الجميع متفرغ"

أردفت الجميلة ، لتتجه نحو باقة الزهور ترتب بتلاتها ، لتناظرها الأخرى ...

~في الليل~

"انتبه لنفسك ، ولا تفتح الباب لأحد ، وإن حدث شئ إصرخ ، كان في ودي البقاء "

أردفت هانا بينما ترتدي معطفها ، الجو في الخارج ينذر بسقوط المطر ، وبالطبع لم تنس أن تنصح صديقتها ...

"حاضر أمي"

اختصرت الجالسة كلامها بقهقة صغيرة ، تعاملها كأنها طفلة في الروضة ...

خرجت هانا من المحل ، لتبدأ آنا في ترتيبه ، تأكدت من غلق الباب كحماية ، خلف الباب توجد عصا ، إذا أقترب متحرش وفتح الباب فالعصا ما تقابله ...

أغلقت باب المحل ، الشوارع خالية و مواء القطط يزيد الطين بلة...

تسير وحيدة، و ضربات العصا على برك الماء هي ما تسمع ، شعرت بخطوات تلحقها ، تسلل الخوف إلى قلبها ...

تزيد من وتيرة خطواتها ، في أمل من الهرب منها ، و الملاحق مازال يتبعها ...

أحست بتوقف خطواته ، لتتوقف هي ولكن هنا الخدعة ، شعرت بشخص يدفعها لتبلل ملابسها بالمياه ...

بدأت في البحث عن منقذتها ، لكنها بعيدة عنها ،  تبللت يدها دون جدوى ، إلا أن سمعت صوت المتحرش المقزز ...

" لستِ بحاجة إليهَا "

أردف الآخر كلامه ، لتسمع صوت تكسير ،لقد كسر عصاها ، لماذا يلاحقها ؟ ، ألم يرأف قلبه بحالها ...

نزل بجذعه العلوي ،مقربا وجهه منها ، أنفاسه الثملة المقززة  ، تجعلها ترغب في التقيؤ ...

دفعته بكل ما اؤتي لها من قوة ، لتنهض سريعا ، تسير بترنح على خط مستقيم ، و الآخر يتبعها ، ما هذا الموقف السئ الذي وضعت فيه ...

قبل أن تصل إلى مفترق الطرق ، إصطدمت بهيئة طويلة ، وضعت يديها أمامه ، ليميل رأسه بإستغراب ، ماذا تفعل فتاة هنا ؟ ...

لاحظ اقتراب المتحرش ، ليمسك يدها و يديرها خلف ظهره ، تشبثت بسترة الآخر ، لم يزل ناظريه عن الواقف أمامه ...

"لقد أظهرتِ وجهك الحقيقي"

تحدث الرجل ، مناظرا آنا من خلف الشاب الذي يقف بينهما ، ابتسم بسخرية ليتقدم ناحيتها ، مد يده ...

ثوان فقط ، تحولت ملامحه إلى ممتعصة بسبب الألم ، بينما الشاب الواقف لم يكلف عناء الإلتفاف والنظر إلى ملامحه ، إكتفى فقط بالضغط على يده ...

"تحرشت بها ككلب ضال طوال الطريق و لم تكتف ، كسرت عصاها و لم تكتف  ، حاولت تقبيلها ولم تكتف بعد ، لكن أن تقترب منها وأنا متواجد ، هذا شئ لا أسمح بحدوثه "

نبس بحدة ، جاعلا الآخر يرتجف من كلامه ،في كل جملة يتلوها تزيد قوة الضغط ، لدرجة أن ذراعه ستنخلع من مكانها ...

أنزل يده ، ليسدد ركلة على بطن الآخر جعلته يسقط من قوتها ، ناظره الواقف ببرود وأردف...

"إياك والعودة إلى هنا يا قذر "

نهض المتحرش بصعوبة ، يسير بترنح ، التفت الشاب الغريب ناحية الهيئة الصغيرة ...

"شكرا لك سيدي"

أردفت بابتسامة ،  مع انحناءة صغيرة ، لتقف أمامه ، فارق الطول واضح ...

"المكان خطر ، سأوصلك "

   To...be... Continued
 


كفيفة_بين_أحضان_ملاكم||KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن