الجُزءُ الثّامِن.

89 9 43
                                    




حينَ التفَتَت ليسَا، وجَدَت عيُونُ زوجِها مُثَبَّتَةً تَحديدًا عليهَا وذُهلَت حينَ لَمَحَت ذلِك المُسدّسَ بينَ أنامِل كفّهِ السليمَة.

و يُمكُنهَا لمحُ عُقدَةٍ قد تشَكّلت بينَ حاجبَيه والشّرارُ يتَطايَرُ من عينَيه.

لكِن، هُنَاكَ خطأٌ مَا يَحدُثُ، هُو لا يقصدُهَا بكلامِه، لا يمكِنُ أن تكُونَ المَعنِيّة!

أمّا جيسُو كانَت تَنظُر لمَا يجرِي بصَمت.

"لمَاذَا ؟ هَل قَصّرتُ معَكِ بشيء؟ هل كلّ ما أقدّمهُ لكِ لا ينَالُ رضَاكِ؟ ما زِلت توَدِين المَزيدَ؟ ألَا تشبعِين؟"
صوتَهُ بدَا حادًا وليسَا لم ترَه غاضبًا لهذَا الحَدّ من قَبل، وأدركَت الآن، أنّه يعنيهَا هي.

"ماذَا تقُول يُول؟ هَل تهلوِسُ مجدّدًا؟ هذِه الفتَاة التِي خُنتَنِي معهَا إذًا؟ هذِه الفتَاة التِي جعلَتكَ تخُونُني؟ إنّهَا تريدُ أملَاككَ الآن!"
صاحبَة الشّعرِ القصِير تَمتمَت تدَافِعُ عَن نَفسِها بينمَا ترفعُ العقدَ بيدهَا أمامَ زوجِها الذِي شخَر بسُخريَة ثمّ ابتَسمَ بتكَلّفٍ.

"مَن تَقِفُ خلفَكِ تَعامَلت معِي وليسَ معَكِ، كُلّ ما حدَثَ مُجرّد خُدعَة تؤُول للجَميع أنّي أصبتُ بالهلوَسَة، كانَ مجرّد تمثِيل ويَبدُو أنّي بارِعٌ بذلِك جعلتُ الجمِيع يصدّق هذَا الهُراءَ ولكِنِي بخَير ألَا تلاحِظِين؟"
العِملَاق تكَلّم باستهزَاء نهايَة كلامِه بينمَا يُحدّقُ في زوجَتِه بنظراتٍ مميتَة، لَم ينظُر إليهَا هكذَا من قبلُ أبدًا.. كانَ يشبعُهَا بنظَراتِ الحُب، أو القلقِ عليها، أو الاهتمَام.

اترتعَشت جفُونُ ليسا، ترمِش عدّة مرَات، قطَعت التواصِل البصرِي مع زوجِها، لا يمكِنُها حتى استِيعَابُ ما يجرِي.

"أجَل ليسَا، أنَا لستُ مُصَابًا بالهلْوَسة، إنّي سليمٌ تمامًا ولم أفقِد عقلِي ولم أعِش أي خيَال، تِلكَ الصُور كانَت حِيلَة لخِداعِك، أو بالأحرَى لم أقُم بخيانَتِك وانطلَت عليكِ الخدعَة واعتقدتِ بالفعل أنّي مجنُون.. وأصبحتِ تطمعِينَ بثروَتِي؟"

ليسَا وجّهت بَصرَها نَحو صاحبَة المظهَر الصّبيانِي التِي صَنعَت معهَا تواصُلًا بصريًا في ثبَاتٍ ورزَانة وكفَيهَا محتجزينِ داخَل جيُوبِ بنطَالهَا.

تزامَنَ ذلِكَ مع دخُول سوهُو شقيقُ تشانيُول الأكبر للمنزِل الذِي بدَا مُتوتّرًا وهُو يشَاهِد المسدّس الذِي يمسِكُه باحْكَامٍ بقبضَةِ يدِه مصوّبًا إياهُ لزوَجَتِه.

ومسَاعِدُ تشانيُول أتى ليقِفَ خلفَ سوهُو مخفضًا بصَرهُ للأسفَل باحترامٍ.

جُرعَةُ هَلْوَسَة || PCYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن