Enjoy
Writer
هُو ذلك الرجُل المُعَقّد، المُقَيّد بالبَادِيَة، التّائِهُ فِي صَحرَاء ذاتِه، دُون عنَاء البَحث عَن ظِل.
هُو غامِضٌ كالمعَانِي فِي بُطُون الشّعرَاء، العَميقُ كمُفردةٍ عَربيّة، الصَعبُ مِثل قَصيدةٍ جاهِلِية.
ينتَشِرُ بِداخلهُ اكتئابٌ، يركُلُ كُل أجزائَه، يُمزّقُ شَرَايينَه ويَطردُ الرّاحة.
تشانيُول فرّقَ بين جفنَيه ببُطء، يحَاولُ الاعتيَادَ على النّور المُسّلّط بالمَكان.
لمحَ زوجَتُه تجلسُ على طرفِ السّرير وأخاهُ الأكبَرُ يقفُ خلفَها وقد اكتسحَ القلقُ والاضطِرابُ نظراتُهمَا.
لقَد نُقلَ للمشفَى بعدَ أن فقدَ وعيهُ داخلَ المِصعِد، تمّ فتحُ بابِ المصعِد بصُعُوبَة لأجل إخراجِه.
"الحمدُ لله على سلامَتِك يُول."
زوجتُه ذاتُ الشعر الاسودِ القصِير نَطقَت بذلِك بينمَا تضعُ كفّهُ العريضَ بينَ يديهَا وابتسَامَةٌ حلوَة عانقَت شفتيهَا حينَ رأتهُ بحالٍ جيدٍ أمامها."لافتَة بكُبر الجدَار أمامَ عينَيك بأن المِصعدَ معطّل! لا تقُل أنّه أصابَك العمَى ! كلّ ما أنتَ جيّد فيه هُو اخافتِي عليك!."
بزَقَ سوهُو حرُوفهُ بعتَابٍ لأخيه الأصغَر الذِي يحدّقُ بالعَدم ليتنهّد براحَة حينَ رآه بخير واطمئَنّ عليه واسترسَل.
"لترتَاحَ اليوم، سأقُومُ أنَا بأعمالِك، لا تأتِي للشركَة."
جرّ خُطاهُ بعيدًا بعدَ أن أعطَى الأصغرَ نظرَة حادّة.شعرَ تشانيُول بعدَها بأنامِلِ زوجتِه الرقِيقَة والدّافِئة تَمسَحُ على ظاهِر كفّه ليرفعَ بصرَهُ نحوَ باب الغرفَة يرَى فتاةً بمُقتبَلِ العُمر تَدخُل غُرفَتهُ لتَنحنِي وقد استدَارَت لهَا ليسَا.
"سيدَة بارِك، هناكَ بعضُ الأمورِ الحَديثَة التِي يجِبُ أن تعرفِيها."
نَطقَت الفتَاة، وتبدُو مُوظّفَة لدَى صَاحبَة الشّعر القصِير بالشّركَة."حسنًا، أنا قادِمة."
تمتمَت ليسَا لتغادِر الموظّفَة وأعادَت بصرَها لتشانيُول الذِي نظرَ إليهَا بهدُوء بعدَ أن كانَ يصبّ بصرَهُ على الموظّفة ليسأل زوجَتُه.
"من هذهِ؟.""إنهَا مساعدَتِي!"
ردّت عليه بنبرةٍ لينَة وبَصرُها سريعًا قد أخفَضَتهُ لأيادِيها المتشابكَة مع كَفّه الثّخين."هل غيّرتِ مساعِدَتكِ مرّة أخرى؟."
سأل مجدّدًا وعلامَاتُ الاستغرَابِ والاستِفهَام طاغيَة على ملامِح وجْهه."يُول؟."
عقدَت الصفَوَ بينَ حاجبيهَا بانكَار وراحَت تتحسّسُ جبينَه وخدَيه، تتفقّد حرارتُه لتَسترسِل بدفء:
"أنا لَم أغيّر مُساعدَتي، إنهّا ذاتهَا مساعدَتِي القدِيمَة.
هل أنتَ بخير؟ يُول حالتُك لا تعجبنِي هذه الفترَة!"كانَ يحدّق فيهَا بنظرَات باردَة لوهلَة، تعكِسُ صلابَتَه ومَتانَتهُ دونَ أن يَنبسَ بحَرف.
.
"الحُبُوب المَطلُوبة جاهِزة، ستصِلُ إلينَا بأقرَبِ وَقت."
تمتمَت الموظّفة مساعدَة ليسَا بذلِك بابتسَامَة بينمَا تجلسُ قربَها على أحدِ المقاعِد في حديقَة المشفَى."هُو بالفِعل، بدَأ يهلوِس، ويفعَل أمورًا غيرُ مُحتسبَة.. أنا سأجعلُه يفقِد عقلُه وشُعُورَهُ بالوَاقِع، وبالتّدريجِ سأسلِب مِنه كُل أموالِه."
باستهزَاءً نطقَت ليسَا وقد اعتلَت ابتسامَة جانبيّة شدَقهَا، تعكِسُ تَفكيرَ صاحبتهَا الشّرِسِ والفَظِّ."سيدَتِي، أنا متأَكّدَة أن هذِه الحُبُوب سَتعمَلُ على إصابَتِه حتمِيًا بالهلوَسَة شديدَة، في كُـلّ جرعَة يأخذهَا سَتَنتَابُه الجُنُون وسيقُوم بأمُورٍ مفاجِئَة وأفعَال غيرَ مألُوفَة لم يقُم بهَا من قبل، ولم يكُن يفكّر أبدًا بالقيَام بها !."
حدّثتهَا المُوظّفة حولَ تأثِير الأقرَاص التِي طَلبتهَا ثمّ أسترسَلت.
"أي يمكِنُه أن يكتُبَ أملاكُه باسمِكِ بيومٍ ما سيدَتي من كُثرِ الهلوَسة."استمَرّتَا كلتاهُما بالحَديثِ حولَ ذلِك غيرُ مُدركِين لوقُوفِ شخصٍ ثالثٍ قربَهُما يسجّل حديثَهمَا بهاتفِه دونَ ملاحظَتهمَا.
لقد كانَت جيسُو التِي أتَت لزيارَة والدِها في ذاتِ المشفَى والذِي كانَ في غيبُوبَةٍ طويلَة ويحتَاجُ إلى عمليّة، لكنّها لا تملِكُ المبلَغ اللّازم من أجلِه.
تعرّفَت على زوجَة تشانيُول فصُورُها تملأ مواقِع التوَاصُل الاجتمَاعِي هي الأخرَى.. ولَم تتوَقَع أنّها بهَذا الجَمَالِ والجَاذبيّة عن قُرب.
بدَت أجمَل من الصّور بالنّسبَة لجيسُو.
لكِن لَم تَكُن تعلمُ أن زوجتَهُ بهذا الخُبثِ وتريدُ أموالَ زوجهَا فقط.
هَل تركَ شيئًا ينقُصُها حتّى تفعلَ ذلِك؟
حديثُهما قد حفظَتهُ بهاتفهَا بالفعل، وقَرّرت أن تتذَاكَى وتحتفظَ بنُسخٍ أخرى مِنه في مَكانٍ آخر حتّى لا يضِيع.
فهِي تحتَاجُ المَال بشدّة لأجلِ ديونِ والدهَا وعمليّتِه، وزَوجتَهُ وقَعَت بينَ يديهَا الآن!
نهايَة الجُزء.
أرائكم وانطباعكم ضعُوه بالتعليقَات بينَ الفقرات.
أنت تقرأ
جُرعَةُ هَلْوَسَة || PCY
Fanficلا تأخُذ جُرعة كبيرة من الثِقَة، أُترُك مكاناً لِلخيبة ومَكاناً واسِعًا بداخِلكَ لإستِيعابها أيضًا. -مكتملَة- Park Chanyeol Kim Jisoo Lisa ...