البارت (٦)

515 28 3
                                    

لم يعد المعنى الوحيد للموت هو الرحيل عن هذه الحياة، فهناك من يمارس الموت بطرق مختلفة، ويعيش كل تفاصيل وتضاريس الموت، وهو ما زال على قيد الحياة.

فى شقة حمزة
-استيقظ حمزة ......ليهمس فى نفسه..
حمزة
لا بقى كدا كتير انا زهقت لازم انزل كفاية كدا قال اقعد اسبوع قال ...دا أنا اتجنن على كدا .أنا أقوم اشوف المصيبة اللى جوا وانزل اخلص شغلى ...

-ليدخل حمزة على رقية ولكن عينيه تبرق عندما وجد رقية .فقد وجدها وجهها شاحب ومزرق .. ليجرى عليها ليضع يده على جبينها ليحس ببرودة أطرافها ....

حمزة لنفسه
نهار اسود انت حصلك ايه .أنا سايبك كويسة .... طيب اعمل ايه وانتى فيكى ايه رقية ..رقية .

-ليهز فيها ولكن لا مجيب فهى فى دنيا أخرى ....
-ليسرع ويحضر بعض البرفان من غرفته ويضع فى يده ويقربه منها ....
حمزة بلهفة
رقية ....فوقى ،رقية ..
-لتبدا بفتح عينيها وتنظر له فى اعياء لا يعرف هو سببه ......
حمزة بابتسامة خفيفة
رقية مالك.
رقية بتوهان
خديجة .....
حمزة
خديجة .مالها خديجة ؟
رقية
خديجة بتموت ......

-لتغلق عينيها وكأن روحها هى التى انسحبت .... لينفزع هو من منظرها .....ليتركها ويتصل بصاحب الورشة ...
هم محمد
اهلا اهلا بالعريس.
حمزة
عريس أية وزفت ايه الحقنى ياعم محمد؟
عم محمد بلهفة
فى ايه ياحمزة ياولدى .
حمزة
مش عارف .مش عارف شكلها كدا بتموت .
عم محمد
يخربيتك عملت فيها ايه .
حمزة بغضب
معملتش ..أنا صحيت لقيتها كدا.
عم محمد
طيب استنى هشوف دكتورة من المستوصف اللى جمبينا واجيلكم على طول ،خليك جمبيها .
حمزة
حاضر بس بسرعة .
عم محمد بضحك
ايه خايف عليها ؟
حمزة بغضب
ودا وقتوا ياعم محمد ياله بسرعة ..خايف ايه بس ؟
عم محمد
حاضر حاضر .

فى بيت مالك
- أخذ مالك يصعد كل درجتين فى درجة وكذلك صعد وراءه مروان ومكة ....ليدخلوا ليجدوا ناهد بجوار خديجة .....

-لتفزع اعيونهم فخديحة شاحبة الوجه وجسمها ازرق .ليبلع مالك ريقه بصعوبه وينزل على ركبتيه بجوارها ليمسك يدها ليجدها باردة كالثلج ...لينتفض جسمه .لم تصيب البرودة يده فقط وانما قلبه أيضا ....

-لتنزل مكة بجوارهم وتصرخ بهستريا ...
مكة
ارتحتوا كدا أهه ماتت علشان ترتاحوا ماتت..كدا انتم مبسوطين.ارتحت يامالك دلوقت ..
-لتنظر ناهد إليها بغضب .فهى تشاهد ابنها غير واعي لما يقال من حوله  ...
ناهد
مروان بسرعة شوفلى دكتورة من المستشفى اللى جمبينا بسرعة يابنى ..
مروان
حاضر .حاضر أنا رايح اهو..

-لينزل بسرعة مروان ...كان مالك فى عالم اخر يراها أمامه لا تتنفس ....ليقترب هو منها ويضع يدها أمام أنفها ...لتنزل دموعه ......
مالك
مش بتتنفس ....مفيش .مفيش نفس داخل ولا خارج..... لينظر إلى أمه بوجع ....هى اكيد بتمثل صح ،هى بتعمل كدا علشان اللى بعمله معاها ...طيب خلاص خليها تقوم وانا مش هعمل فيها كدا تانى .. قوليلها ياماما ....

 ألا أونا ألا دو ألا ترى بنات للبيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن