٢- مَلاذ

1.4K 57 44
                                    


- إستمتعوا 3>

------------------------


أناخَ على كُرسيِّ مِنضدةِ الزينةِ بيدٍ يَحُكُّ المِنشفةَ بشعرِهِ ناشلاً منه قطراتِ الماءِ التي نشبت به..

بسطَ ذراعَهُ إلى مستحضراتِ العناية ليضعها واحدةً تلوَ الأُخرى حتى نفَذ..

فتَّشَ المكان يعينيه باحثاً عن هاتِفِهِ ليجدهُ مُلقاً على السرير بعشوائية..

إلتقطَ سيجارتهُ إلكترونيةَ يتجرَّعُ دخانها حُلوَ المذاقِ بينما يتفقَّدُ هاتِفَه..

صريرُ قبضَتِ البابِ لفتَ نَظرَ القابعِ بمُنتَصَفِ الغُرفةِ لتقعَ عيناهُ على كيانِ من نهبَهُ فُؤادَه و سكنَ فِكرَه بتعابيرَ يدريها حقَّ دِراية..

أحَلَّ ما بيديهِ جانِباً لمُدَّ ذراعيه، "تعالَ إلى هنا" نبسَ وما كان للأكبر إلا أن يسرعَ إلى كنَفِه..

وكأنَّ وِزراً ثقيلاً حطَّ على صدرِه، شعورُ الضيقِ لازمَه طوال طريقهِ لهنا، شعرَ بأنه إن لم يبكي سيقومُ بفعلِ ما قد يندَمُ عليهِ لاحقاً..

رفعَ قدمي من يضُمُّهُ مجهشاً بالبكاءِ ليجلسَ على السرير خلفَهُ يُطَبطِبُ على ظهره، هو لم ولن يطلبَ منه الكفَّ عن البكاءِ مهما حصل، مهما آلمَهُ قلبُه على هذا، هو يعلمُ أن هذا نهجُ ونوو الوحيد للتخلُّصِ من السلبيةِ بداخِلِه..

لطالما سمِعَ مينقيو بقيَّةَ الأعضاءِ يتحدَّثونَ عن نِدرةِ مشاهدتِهِم لونوو يبكي ولكن ليس هو، منذ مشاركتِهِم الغرفةَ وهو يرى أعيُنَ الأكبَرِ المُدمِعة بشكلٍ دائبٍ مما يجرحُهُ كثيراً ويَسُرُّه نُتفَةً؛ لشعورِهِ بأنَّهُ مميزٌ قليلاً..

أنامِلٌ طويلةٌ تخلخلَت بينَ خُصلاتِهِ الحالِكةِ تنسابُ خلالها بدماثةٍ جاعِلةً فقيدَ نحيبِهِ يقشعرُّ من لمساتِ الأصغَر..

دقائِقُ طويلةٌ مرَّت قبلَ أن تهدأ أنفاسُهُ ويبعِدَ ذاتَهُ عن الكتفِ الذي أفرَغَ ما بجعبَتِهِ عليها رافعاً نظرَه..

عينيه التي تعلَّقَتِ الدُموعُ برمشِها الأسودِ الطويل، أنفُهُ النحيلُ المُحمرُّ، وجنتاهُ التي استعرتِ الزُهرةُ بها، شفاهٌ مُفرَّقٌ لامِعةٌ كرزيَّة، صورةٌ آسرةٌ أولِعَ بها الفتى المُبتَسِمُ بحِنِيَّةٍ له..

حمَلَ نفسَهُ خارِجَ حِجرِ الأصغَرِ حين أدركَ وضعَهُ ليجلسَ بجانِبِه على الفِراش "شكراً قيو" بعثرَ مُختَصَرُ اسمِهِ ما بداخِلِه مسبباً فوضى عارمةً بقلبِه..

Along With You || MW°حيث تعيش القصص. اكتشف الآن