٦- زلَّة

1.1K 46 38
                                    

- إستمتعوا 3>

-----------------------

11:19 pm

إستلقى الأصغرُ على الفِراش وما نفِكَت أحداثُ الظهيرةِ تراوِدُه، كيف لم ينتبه سابِقاً لكونِ فاتِنِه يتعرَّضُ للتحرُّش..

رفعت أنامِلُهُ سيجارتهُ مالِئاً رِئتيهِ بدُخانِها بكدر، هو حقاً بغضَ الأمر..

بالجانِبِ الآخر، وقف ونوو يحدِّقُ به بنظراتِ القِطِ خاصتِهِ أملاً بجذبِ انتباهِهِ وقد نجح، فقد رفع الأصغرُ نظرهُ ليفهمَ ما بناشِدُ بهِ الآخرُ ويربِّتَ بجانِبِه "تعال" ليزحف ونوو لذراعِ مينقيو حاشراً نفسه به..

بقيَّ يُمسِّدُ رأس الأكبَرِ حتى شعرَ بأنفاسِهِ تنتظم وحركتِه تنحسِر؛ فهمَّ بالشكوى "إلهي، ونوو أنت لا تدري كم ودِدتُ ضربَ ذلك المعتوه، بالكادِ تمالكتُ نفسي، ومقِتُّ نفسي لعدمِ الملاحظة قبلاً"..

تنهيدةٌ مهتزَّةٌ هربت من شفتيه "ونوو، عزيزي، جميلي، سُكري، حبُّك يفعلُ الكثير، أنا متعبٌ من النظرِ إليك ومعرفةِ أنَّ لا حقَّ لي بأن أكون إتقائِياً، فأنت لا تنتمي لي، لستُ سوى رفيق، ولكن ما باليدي حيلةٌ فاتِني؛ فأنا مغرمٌ بك" حَرَّكَ يدهُ لتمسحَ أنامِلُه النجومَ التي تهرُبُ من عينيه..

"أتعني ذلك؟" جفلَ من صوتٍ بجوارِه حيثُ فتحَ أدعجُ الشعرِ عينيه ناظراً للفتى الباكي..

عدَّلَ كلاهما جلستهُ ليُقابلا بعضاً، فأجابَ مينقيو بشيءٍ من السخط "أجل أعني كُلَّ ما قلته، وأعلم أنَّكَ ستُشَكِّكُ بالأمر، ولكني فعلتُ كلَّ ما أستطيعُ للتأكد، خرجتُ بمواعيد مدبَّرة، تعرفتُ على فناناتٍ وفنانين، وأخذتُ النصح من الجميع"..

أخذَ نفساً عميقاً قبل أن يُردِف "جيون ونوو إِنَّ كلمةَ الغرامِ مجحفةٌ بحقِّ الحبِّ الذي أكُنُّهُ لك، أهواكَ مِلئ السماواتِ والأرض، عدد رفاتِ النجومِ بهذا الكون" أنهى كلامهُ بإبتسامةٍ منكسِرةٍ بإستعدادٍ لتلقِّي الرفض وقليلاً ما كان يعلم..

ذو الشعرِ الحالِك لم يخطُر ببالِهِ ولو لمرَّةِ كون حبيبَ قلبِه مُتيمٌ به لهذهِ الدرجة، قلبُهُ الذي يكادُ ينبثِقُ من صدرِهِ جعلَ التفكيرَ مرتينَ أمراً محالاً فنطق بعينين مغمضتين وقبضتينِ محكمتين "أنا أيضاً"..

كأن دُبِّجَ وهجُ القمرِ بأسخمِ العينينِ التي فُتِحتا لتو مردِفاً "هائِمٌ بِكَ مِلئَ الكونِ وما فيه" بكلِماتِهِ تلك تسارعتِ الدُموعُ على وجنتي الأسمرِ الذي يطالِع به بأعينٍ متوسِّعة..

Along With You || MW°حيث تعيش القصص. اكتشف الآن