٧- مَوعِد

1K 44 11
                                    


- إستمتعوا 3>

لا تنسوا تتفقدوا فيك سوكسو..

-----------------------


Wonwoo


مرَّت أكثَرُ من أربعينَ دقيقةٍ قبل أن نجِدَ أنفُسنا قد غادرنا المُجمَّع السكني تماماً، ونظراً لتأخُّرِ الوقت فقد باتَ عدد المارَّةِ من المُشاةِ والسياراتِ يُحصى..

بطريقِنا نحو النهرِ القريب خلا الطريقُ من الناسِ فصدحَ حِسُّنا بالأرجاء، ثم بيَّتَ الوجومُ قبل أن ينطقَ مينقيو "إلهي، الجو حقاً بارد" كلماتُه تزامنت مع كفِّهِ التي أنسابت أنامِلُهُا الدافِئةُ بين خاصتي البارِدة ساحباً أيدينا لجيبِ سُترتِهِ..

هذا الرجُلُ لا ينفَكُ يُفاجِئُني بأفعالِه..

إلتفتُ إليهِ لأراهُ يُحدِّقُ بعيداً وقليلٌ من الحمُرةِ قد وُكِّفَ لوجنتيه، كم هو لطيف!!..

لم أتخيَّل قَطُّ أن مينقيو من النوعِ الخجولِ والنَّاعمِ بالعلاقات وها هو ذا، يحمرُّ خجلاً لإمساكِهِ يدي بأوَّلِ موعدٍ لنا، قلبي سيذوبُ بسببه..


Wonwoo


شعرَ بالحماقة..
وقد دجَّت هذه الفكرةُ بخاطِرِه 'حقاً من الأفضل لي إغلاقُ فمي؛ فلا شيء جيد يحدث بفتحه' ولكن انتهى به الأمرُ بمبادلةِ أطرافِ الحديثِ مع خليله..

أخرجَ كيس التدفئةِ من جيبه يناوِلُهُ للأكبرِ "أراهِنُ أن يدكَ الأُخرى متجمِّدة، خذ هذا، وأرجو أن لا تنساه حين لا أكون بالجوار، خاصةً كونك تبرد سريعاً" ونوو صدقاً بالكادِ يتمالكُ نفسه من الصراخِ لظرافةِ فتاهُ وهو يهتمُّ به..

لم ينقضي الكثيرُ من الوقتِ وإذا بهما يبلُغانِ وجهتهما، المجرى المائي..

كانا ينويانِ الجلوس على المقاعِدِ المُطلٌّةِ على النهرِ لولا عربةُ الكريب التي حازت انتباهَ ونوو..

أطال الأصغرُ بنظرِه نحو من كان يطَّلِعُ على قائمةِ الطعامِ قبل محادثةِ الشيخ "أُريدُ كريب بالفراولةِ والشوكولا، بالإضافة إلى مثلجاتِ الفانيلا"، ابتسم المُسنُّ له "لك ذلك"..

"ونوو عزيزي، يداك بالفعلِ مُتجمِّدان وتريد تناولَ المُثلَّجات؟" تفوَّهَ بنبرةٍ هادِئةٍ غلَّفها شيءٌ من القلقِ الخفيِّ، حين استجابَ له الأكبر "لابئس، فلديَّ أنت" قال يحكِمُ القبضَ على يد الأطول التي تعانِقُ خاصته، بينما مينقيو كان سيُعضُهُ لولا أنهم بمكانٍ عام..

كسَتِ البشاشةُ وجهَ من كان يستمِعُ لهما ليُعلِّق "لديك حبيبٌ لطيف، فلتعتنيا ببعضكُما" ختمَ جُملتَهُ بإعطاءِ ونوو طلبهُ بينما اعتذر الأصغرُ منه مفارٍقاً يدهُ لبُرهةٍ حتى يدفع ملقياً كلماتِ الشُكرِ للكهلِ أمامهم..

أناخا على المِقعدِ الخشبيِّ مطلِّينَ على الماءِ المِدرارِ مُنصِتينَ إلى خريرهِ الذي يبعثُ الراحةَ بهم بعدَ ذلك اليَومِ الطويل..

"البارِحة، لم يتسنى لنا الحديثُ جيداً" قطعَ الصمتَ المُخيِّمَ على المكانِ بجُملةٍ لم يبدو له وكأنهُ صاغها بشكلٍ حسن..

فإسترسل "أتعلم قيو، أنا لم أتخيَّل بتاتاً أن تكونَ معجباً بي بهذه الطريقة فما بالك بإخبارِكَ لي أنك تهواني! لطالما سمعتُهم يقولون بأن العلاقاتَ وقتٌ جميل وليس مكاناً تناقِشُ به همومك، لذا ظننتُ أن شخصاً مثلُكَ والذي يراني بأسوء أحوالي لم يكونَ ليضعني احتمالاً حتى كحبيبٍ له"..

أخذ قضمةً ثم أردف "أنت تعلمُ أنني لستُ حقاً محباً لمشاركةِ ليلي مع أحدهم حتى حين كُنت مع كوبس بنفسِ الغُرفةِ بقيتُ أنامُ على أريكة الصالة، ولكن حين انتقلتُ معكَ وكُنتُ أمُرُّ بيومٍ سيِّءٍ بدوتَ وكأنكَ رأيتَ ذلك فيني فاحتضنتني بهدوءٍ كاسراً رباطَ جأشي وقعتُ لك ألف مرةٍ أكثر بتلكَ اللحظة، 'آه هو يستطيعُ قراءتي' هذا ما فكرتُ به، كُنتُ ولازلتُ وسأظلُّ شاكراً لوجودك بجواري حُلوي"..

أراحَ رأسهُ على كتفِ الأصغرِ الذي طبعَ قبلةً برأسِ ونوو بعد سماعِ مشاعِرِ آسِرِ فؤادِه "وضعي لا يختلفُ عنكَ جميلي، لطالما حسبتُ أن لا أحدَ سيحبني حين يرى الجوانِبَ المُتعدِدةَ من كيم مينقيو، الفتى الجبان، الأخرق الذي سيدمِّرُ جُلَّ ما يلمِسُه، طفلٌ بجسدِ بالغ، على الأقل لم أتصوَّر أن أحداً سيرغبُ بمُواعدتي بعد رؤيةِ كُلِّ جوانِبي، ولكن ها أنا ذا، مع حُبِّ حياتي، مُرِّي" ختمَ حديثَهُ بوضعِ رأسهِ فوق الذي على كتِفِه..

ابتسامةٌ كبيرةٌ استلقت على ثغرِهِ بينما لمعت عيناهُ خلف نظارتِه، هو حقاً محَبٌ من مينقيو قدر ما يهواه، إِنَّها لهِبَةٌ يود صونها سرمدياً..

"ونوو، هل هناك شيءٌ تودُّ فِعلهُ أو رغِبتَ بفعلِهِ حين تواعد؟" تسآئل رغبةً منه بتلبيَةِ كُلِّ ما يُريدُ فتاهُ فِعله..

همهم الأكبرُ بتفكير قبل أن يجاوِب "ليس حقاً.. لحظة هنالك شيء، أتعلمُ كيف يحتفلون بالشهر والمئةِ يومٍ وما إلى ذلك، أُريدُ الإعتزازَ بمواعدتنا هكذا، ألا بئس بذلك؟" إلتفت لمينقيو ينتظِرُ ردَّه "كُلُّ شيء من أجل حبيبي الوسيم" أنهى جملتهُ بنهبِ قبلةٍ من شفتي المبتسم قِبالته..


----------

حيِّزٌ لآراءكم..

ملاحظة: حلوي ومري = بيتري وسويتي

Hope u enjoyed..

Along With You || MW°حيث تعيش القصص. اكتشف الآن