الفَصل الثَاني|| صَغير للَأبَد

16 0 0
                                    

الحَياه مَنبعٌ للمُفاجآت، لا يُمكِنُنا أبدًا التَنبؤ بِأفعالّها. وكأنها امرأه حَسناء بَين دهاليزَها تَختبِئُ المخاطِر. ومِن مخاطِرها نَهبتُ أنا النَصيب الأكبَر، وكأنها لَيست تَواقةً لِسواي! وأنا رَجُلٌ ضَعيف لا يَملِكُ قُدره على المُقاوَمه، كُل ما أفعلهُ هو الإنصياعُ خَلف تَحرُكاتَها. حَتى عَزمتُ الإستِسلام والإنسِحاب مِن بَيّن مَكنوناتَها. فَفاجأتني بِعرضٍ مُغرٍ؛ عَرضتهُ امرأه تَفوقَها حُسنًا، فَقبِلتُ التَصالُح وإعلانّ الهُدنه.

طَوالّ اللَّيل وأنا أُفكِر؛ أكانّ قُبولي هو الصَواب؟! إنغمَستُ في أفكاريّ الخاصه، فَلم أشعُر كَم مَضى مِن الوَّقت حَتى أعلّمتني الشَمس أن الصَباح قَد أزهَر. إستقمتُ بِهدوء حَتى لا أزعِج الجَميله النائِمه، تَوجَهتُ للمِرحاض وأغتَسلت ولِأن في بَيتي أَنِسه؛ قَررتُ تَبديل مَلابِسي في المِرحاض خَشيةً أن أخرُج عارٍ كَعادَتي فَتراني، ويالَحظي؛ نَسيتُ أن أنتَقي كَنزَةٍ.
عَزمتُ التَسلل بِشكلٍ سَريع كالصارِق، فَهكذا يُمكنني سَرقُ كَنزَتي دونما أن تَراني.

يَكسوني بِنطالٌ قُطنيّ والمِنشَفه حَوّل عُنقي، فشَعري المُبلّل مُنتَثِر على جَبيني. فَتحتُ الباب وخَرجت، فوَقع بَصري عَليها؛ هي الَتي تَترّبع على سَريري وتَعبثُ بِهاتِفها، شَعرت بِحركه فَرصَدتني  وأنا عارِ الصَدر! كَم هَذا مُحرِج!!

خِلتُ أنها سَتُشيح بِوجهها خَجلًا ولَكِنها لَم تَفعل، ظَلت تَرمق صَدري المُعضَل حَتى كادَت حَدقتاها يَخترِقانني! حاوّلت كَبحُ إبتِسامَتها، فَتسائَلت بِهدوء.

"ما المُضحِك بِمظهَري؟!"

"لَست مُضحِكًا، تَبدو مُثيرًا وهَذا ما يَدفعني للضَحِك"

نَشذت بِجرأه بَينما تُقهقه. لَم يَسبق لي أن أخبرّتني فَتاةٍ أني مُثير، بَل لَم يَسبق لي النِقاش مَع شَخصٌ غَريب مِن غَيرِ جِنسي أصلًا! أسنَدت مِرفقها على فَخذِها وَ وضَعت وَجهها على كَفها، تُمعِن فيّ النَظر. رَمقتُها لِوهلةٍ ثُم سيرتُ نَحو دولابي آخُذ مِنه كَنزةً عَشوائيه تَستُر جُزئي الفاضِح. ما لَبِثت أن أرتَديها ونَطقت بِإنزِعاج بَيّنما تَذُم شَفتيّها.

"ألا تُريدَني أن أُعقِم عيّناي بِمَظهرَّك، يارَجُل؟!"

"هَذا يَكفي، حَسنًا؟!"

نَطقتُ بِنفاذِ صَبرٍ، لا أعرِفُ هَل لأن هَذا مُبتِذل؟ أم لأنني خَشيتُ أن يَتحرك جُزءًا مِن رجولَتي؟!
أتخَذتُ مَجلَسًا عَلى حافةِ السَرير، واجهت حَدقتايّ خاصَتها بِجديه ثُم نَبست.

"لَقد بَدأ وَقتكِ بالفِعل، قَدمي لي سَببًا مِن المِئه يُردِعني عَما بِرأسي"

100 Reasons To Liveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن