أقرَّبُ الأشخاصِ مِنك، هو أوَّل مَن يؤذِيّك. خِلتُ أن هَذِه العِباره بَعيده كُل البُعد عَن الأشخاص المَوّجوده بِحَياتي، ولَكن للقَدر تَدابيرٌ أُخرى؛ فأَوَّلُ مَن حَطَمني هو أقرَّبُ رَجُلٌ إلى قَلبي، لَقد كَسَرني حَتى تَهشَّمت.
ظَننتُ أن يَوّم زِفافي مِن أوليفير حَبيبي سَيكون الأسعَد على الإطلاق، ولَكن مَن خِلتهُ مُتيَّم بي، طَعنَني غَدرًا. حاوَّلتُ تَضميمَ جِراحي، حاوَّلتُ الإتِصالَّ بِه لَعَلَّه يَعود إلى رُشدِه أو يُخبِرني أنها إحدى مَزحاته، ولَكنه لَم يُجيب. إحتَفظتُ بِكل ما يَخُصَنا في بَيّت الزَوجيه، كُنتُ أُصبِر قَلبي على ألَمه بِأنَها نَزوه وأنه سَيعود مُعتَذِرًا، بَلّ مُتَوسِلًا؛ ولَكنه لَم يَفعل! لَقد دَمرني، و وَضع أبي في مَوقِفٍ مُحرِج.
تشانيول كانَّ مَعهُ حَق، هَذا الحَقير مَكانه حاوية القُمامه، ولا يَستَحق أن أُفَكِر بِه ولَو لِلَحظه، أنا أنتَزعت إسمه مِن قَلبي قَسرًا.أشعُر بِتحسُن وطاقةً إيجابيه، رُبما أنا حَقًا كُنت بِحاجه لِمَحوّ كُل ما يَربُطني بِذاك الوَّغد.
يَبدوّ أن شُعوري كانَّ صادِقًا لِأول مَره في حَياتي؛ فَمُذُ عَرضه لِهذا الإتِفاق وأنا أشعُر بأني سَأجِد العِلاج لِقلبي في هَذهِ الرِحله. ومِثلما التآمَت جُروح قَلبي، سأسعَى لِمُداوَة عِلته.
لِذا، ودُونما تأجيل، إنتَقلتُ للسَبب الثامِن: إكتشاف أماكِن جَديده لَم يَسبق لَه رؤيَتها.طَلبتُ مِنه في اليَوم التالي أنّ يَنتَظِرني قُرب بَيّتي قَبل غُروب الشَمس بِساعَه ونِصف. إنتَقيّتُ مِن دولابي كَنزه سَوّداء مُجرده مِن الأكمام وَتراها يَتساقَطا على كَتِفي، وبِنطال مِن نَفس اللَّون. وأكتَفيّتُ بِأقراط الأُذن كَحُليه ومُستَحضرات تَجميل بَسيطه، وهَندمتُ شَعري على شاكِلةِ حِزمه. ومِن ثُم أنطَلقتُ لِوجهتي في سَيارّتي السَوّداء.
كُنت مُتحَمِسه جِدًا لِليَوّم، كَما أني جَهزتُ قائِمه بالأماكِن الَتي نادِرًا ما يَزورها أَحد، أو في الغالِب لا يَعرِفها هو. تَبيّنت لي هَيئَته الضَخمه، في بِنطاله الجينز المُمزق وكَنزه بَيّضاء مَنقوشه بِكلِماتٍ إنجليزيه على الصَدر. يَقف على مَقرِبه مِن قَصرّنا؛ لِذا ضَربتُ بِكفي مِزمار السَيّاره كَيّ أجذُب أنتِباهه. صَعد بِالمَقعد المُجاوِر، وتعابيِره يَتلبَسها الفَراغ كَعادَته."تَشعر بالحَماس لِتجربه اليَّوم؟"
إرتَفع طَرف شَفته العُليا بإزدِراء، وأحد حاجِباه يعلوّ الأخَر بِطابِق. وبِسخريةٍ لَفظ.
"في الوّاقِع، تَوّقُعاتي لَيّست عاليِه"
أطلقتُ قَهقةً ساخِره، وبِحده زَفرت.
"ماذا تَقصد؟! يارّجُل، أنتَّ حَقًا صَعب الإرضاء"
أشاح بِوجهه للجِهه الأماميه، يَنظُر للطَريق عَبر زُجاج سَيّارَتي، أدرتُ المُحرِك و وَضعتُ يَدايّ على عَجلة القيِاده بَعدما وَضعنا حِزاما الأمان، ثُم أنطَلقنا.
بَعد فَتره وَجيزه مِن الصَمت، بادَّر بالحَديث؛ إذ سإَلني بِهدوء عَن أوَّل مَكان نَنشُده.
أنت تقرأ
100 Reasons To Live
Storie breviداخِل كُل امرئٍ يَتظاهَر بالسَعاده؛ ألَمٌ عَميق يَنخُرُ في بَدَنِه، حَتى يَكاد يَتآكل بَنانه. مئه سبب للحياه. ظَهرت في: ٢٠ مِن رَبيع مايو ٢٠٢٢ غابَت في: ١٥ مِن شِتاء فِبراير ٢٠٢٣