الفَصل الرابِع|| ذِكرى كَئيبه

5 1 0
                                    

كانَت حَيّاتي بِمَثابة حَلبة صِراع، والقَدّر وأنا خِصمانِ فيها، في كُلِ جَولةٍ مِنها سَدد لي لَكماتٍ مُفاجِأة ما عَرِفتُ رَدعَها، التَملُص كانَّ مُستَحيلًا. لِذا، عَزِمت عَلى هَدم خِطَته في الجَوله الخِتاميّه؛ سأُحيي المَوّت كَرَفيق قَديم، وسأسخَر مِن قَدري؛ فالإنتِحار أهوّن مِن المَوّت على يَدِ العَدوّ، لَن أدعه يَنالّ شَرف القَضاء عَليّ.

تَرجَلتُ مِن السَياره عازِمًا على أتِخاذ هَذهِ الخَطوه حينَما أستَمعتُ لِصوت مُحرِكات شاحِنه تَقتَرِبُ مِنا، إنتَصفتُ الطَريق بِلا حَركه تَحت نَظرات الأنِسه المَصعوقه. صَدح صَوتُ بوق الشاحِنه مُحَذِرًا، فَلَم أمتَثل للتَحذير الَذي راوَّدني. على حينِ غرةٍ شَعرتُ بِكف تَجتَذِبني للجِهه الأماميه، وما أن سَحبتني كانَت الشاحِنه قَد عَبرت النُقطه الَتي كُنت أشغَلها. كانَت أليكسا؛ عَرَّضت حَياتَها للخَطر وأنقَذتني للمَرةِ الثانيه!

"ماذا تَخالُ نَفسكَ فاعِلًا، ها؟!"

إمتثَلنا أمام سَيّارَتها في مَوقِع آمِن ثُم بَصقت ما بِجعبَتها بِغضب وصوت مُرتَفع، فَورًا إستأنَفت بِعنف دونَ أنتِظار رَدي.

"أتَظُن أنّ هَذا مُمتِع!! أتخالُ أن حَياتَك مُجرّد مَزحه؟! مَع مَن تَتصارَّع؟ أخبِرني!"

"لِمَ لا تَفهمين أني أُفضِل أن أُدفن تَحتَ التُراب على عَيّش حَياتي تِلك؟!!"

دَفعتَها للخَلف بِقوه، فأرتَطم جَسدَها بِسيارّتها. إنكَمشت مَلامِحها دَلالةً على أني ألحقتُ بِها أذى. ولَكني أكمَلت حِواري بِنبرةً تَعلوها دونما أهتِمام.

"القَدر يَتحَكمُ بي وكأني رُقعه في لُعبةِ الشَطرنج، وأنا سَئِمتُ هَذا. ماذا سأخسَر بَعد كُل ما خَسرته؟!"

"تَتحَدث وكأنك الوّحيد بِذي الدِنيا الَذي تأذى! وكأنَك الوّحيد الَذي تَتألَم!!"

نَطقَت بِحده، تَصرُخ عَليّ. والماره يَرمقونَنا وكأنَنا ثُنائي يَتشاجَر لأن الطَرف الآخر تَعرَض للخِيانه. إستَفهمتُ بِسُخريه ويَداي تَتحرَكان مَع كُل حَرفِ ألفُظه.

"ماذا تَعرفين أنتِ عَن الألَم؟! تَعيشِين حَياةَ الرّفاهيه بِأموالّ والِدك، بَلّ تَعيشين مَع والِديك الَذان يَرعانَكِ، إذًا ما الَذي يَنقُصِك؟؟"

تَجَمعت العَبرات بِحدقَتاها، تُحارِبها لِكي تَنهَمر على وِجنتيّها. زَفرت الكَلِم بِحسره بَيّنما تُشير بِسبابَتها نَحوّي.

"أنتَ لا تَعرِف شَيئًا، لِذا لا تَفصِل شَفتيّك عَن بَعضِهما بِما يَخُصني"

100 Reasons To Liveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن