داخِل كُل امرئٍ يَتظاهَر بالسَعاده؛ ألَمٌ عَميق يَنخُرُ في بَدَنِه، حَتى يَكاد يَتآكل بَنانه. ما فلحتُ في تَخطي هَذا التَهتُك. لِذا؛ ما ان تَلقيتُ عَرضه، وافَقت. لَعلّني بِهذه التَجربه أجِدُ ما يَنشِلني مِن بَحر التَعاسه إلى يابِسةِ السَعاده. في خِلال الإسبوع المُنصَرم، أعطيتهُ سَبعة أسباب؛ ما أقتَنع بأيًّ مِنهم، ولا حَتى أنا! مَدينة المَلاهي، ركوب الخَيل، القَفز بالمِظلات.. وأشياءً أُخرى جَميعها غَيرُ مَنطِقيه! أعني، لِمَ سَيتراجَع عَن الإنتحار فَقط لِأنه غاصَ في المُحيط المَليئ بألأسماك القاتِله!
إستيقظتُ على أتِصالٍ مِنه وأتفَقنا على المَكان الِذي سَنتقابَل بِه؛ فاليَوم سأُعطيه السَبب الثامِن مِن أصلِ مائه سَبب، أينَّ كانَّ عقلي وانا أوافِقه على مِثل هذا الأمر!!
غادَرتُ سَريري الكَبير ذو المِلاءةِ البَيّضاء، ثُم تَوّجهتُ للمِرحاض. إغتسلت ومِن ثُم أنتقيت تَنوره سَوّداء، وكَنزه مِن نَفس اللَّون تَكشِفُ مَعِدتي، حَررتُ خُصلاتي مِن أيّ رَبطةٍ مَع القَليل مِن مُستحضراتِ التَجميل. أخذتُ هاتِفي وغادرت. نَزلتُ مِن السُلم إلى الطابِق الثاني، حُجرةَ المَعيشه الَتي تُساوي بَيتًا في الحَجم. في المُنتَصف يوجَد مائِدة طَعام كَبيره، والسَقف يُزينه ثَريا مِن الكريستال. لَمحتُ صوفيا، إمرأة أربعينيه يَكسوها زيّ الخَدم. كانَت تُمسِكُ بالمِقشه وتَنشِلُ الغِبار عَن التُحف الأثَريه بالقَصر."مَدام صوفيا"
قاطَعها صَوتي الَذي ناداها بإحتِرام، فَورًا تَركت ما بيَدها وأمتَثلت أمامي. إستفهَمتُ بِنبرةٍ مُهذَبه.
"لِمَ لا أرى أبي وأمي على مائِدةِ الطَعام؟!"
"السَيد سايمون يَحتَسي القَهوى بِحَديقةَ القَصر، والسَيده إيميليا خَرجت مَع رَفيقاتَها"
أومأتُ بِتفهَم وقَبل أن أخطوّ بَعيدًا عَنها سألت بِحنوّ.
"تُريدينني أن أضع لَكِ الإفطار؟"
"لا بأس، لَستُ جائِعه"
إنصَرفت، أعبُر بَوابةَ قَصرنا الكَبيره المَطليه باللَونِ الأبيض المَنقوش بِبعضٍ مِن الذَهبي. رأيتُ أبي بِحديقَتنا ما أن خَرجت، يَجلِس على مِقعده المُتأرجِح وأمامه على الطاوِله الصَغيره المُستَديره كوبٌ مِن القَهوه، وبَين يَديه صَحيفةَ اليَوم. كانَّ يُعطيني بِظهره؛ لِذا تسَللتُ على أطرافي كي لا يَصدِر دَعسي على الحَشائِش صَوت وفَورًا حاوَطُته بذِراعيّ في عِناقٍ دافِء، رَفع رأسه يواجِهني بَعدما رَبت على كَفي بِخفه.
"صَباحُ الخَير، بابا"
"صَباحُ الخَير، يا أثمَنُ ما أملُك"
أنت تقرأ
100 Reasons To Live
Short Storyداخِل كُل امرئٍ يَتظاهَر بالسَعاده؛ ألَمٌ عَميق يَنخُرُ في بَدَنِه، حَتى يَكاد يَتآكل بَنانه. مئه سبب للحياه. ظَهرت في: ٢٠ مِن رَبيع مايو ٢٠٢٢ غابَت في: ١٥ مِن شِتاء فِبراير ٢٠٢٣