الفصل الأول: الخريف

552 13 72
                                    




"لا تتصرف وكأنك تعرف كل شيء. ما تراه الآن هو المكان الذي يسطع فيه الضوء للحظة, ليس أكثر من ذلك. عندما تنظر إلى شخص ما, يجب أن تتدارس الجانب الآخر, حيث يكون الظل أعمق"

أظلمّت السماء على حين غرة بلون كحلي باهت, وبعد نصف ساعة تجمعت الغيوم ومطرت بغزارة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



أظلمّت السماء على حين غرة بلون كحلي باهت, وبعد نصف ساعة تجمعت الغيوم ومطرت بغزارة. بعينين متعبتين نظر للأعلى بإنعدام حيلة. هو لم يجلب شمسية معه وأيضًا لم يكترث بالإستماع للنشرة الجوية يوم أمس, لذلك لم يملك خيار سوى الجري تحت المطر نحو سيارته.

قبل إقراره بالمباشرة، بقى لبضع دقائق يستمع للمطر. دوى صوت الرعد وحكم السماء بأزير قوي, وأختفى بعد بضع ثواني.

الخطة كانت لا تزال قيد التطوير على الرغم من سهولتها, كل ما عليه فعله هو الإلتفات حول المبنى وتجنب أي عائق في طريقه قد يجعله يتعرض للمطر لمدّة أطول. هو فقط أستغرق مدّة بإستجماع شجاعته قبل المخاطرة بتلك الخطوة.



كل شيء تقريبًا أصبح يتطلب خطة محكمة قبل أن يباشر به, ذلك الخوف لا يزال معلّق, لا ينزاح عن أكتافه.


أدرك أنه كلما بقي أطول عند باب المبنى كلما إزداد تردده.

تحول هذا التردد إلى قلق ثم فجأة أختفى صوت المطر. ليس حرفيًا, كانت لا تزال تمطر بغزارة, ربما حتى أكثر من قبل دقائق خلال إستغراقه كل ذلك الوقت بالتفكير. المطر توقف في أذنيه فقط, وأستبدله طنين قوي, كصوت صفارة القطار.

هذا اليوم سيبدو مألوفًا, فكر لنفسه. ليس وكأنه مرّ به سابقًا, بل شعر كأنه سيمر به في المستقبل. شيء معاكس للديجاڤو. هذا اليوم سيتكرر عدّة مرات. لا, بل ربما كل أيامه القادمة ستحمل اليوم ذاته, بقدر حمل تلك الغيمة الغاضبة فوقه قطرات أمطار شتوية. هذا اليوم لن ينتهي.


حط كف يد على كتفه, رطب ودافئ, أنتشله من عتمة رأسه.

أستدرار لليسار حيثما وقف رجل يكبره بعقد, تعرف عليه بعد لحظات. ها هو آندو بملامحه الحيادية, لم يبدو عليها الغضب ولا السعادة من رؤية المطر, كأنه توقع الطقس, لذلك كان يحمل شمسية بيده الأخرى.

أشار بها دون كلمة لتُقال للآخر. فتح آندو الشمسية داعيًا أياه لداخلها, سارا مبتعدين عن تلك البناية.


Hiasaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن