"ما تراه الآن هو المكان الذي يسطع فيه الضوء للحظة, ليس أكثر من ذلك. عندما تنظر إلى شخص ما, يجب أن تتدارس الجانب الآخر, حيث يكون الظل أعمق"
بعد إنتقال كونو، رجل متحفظ في ثلاثينياته، من ضوضاء طوكيو إلى ضواحي موريوكا النائية من أجل وظيفته الجديدة، يشك...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
بعد إنتهاء ماتسودا من غرز الطعم برأس السنارة خاصته وخاصة كونو, خلع حذائيه, نزل لمقدمة النهر, حيث بالكاد وصلت المياه لكاحليه, رمى سنارته بمنتصف العمق وأخذ ينتظر, بينما راقبه كونو من الخلف. فعل المثل, رفع طرفي بنطاله، خلع فردتا حذائه وأدخل قدميه بالماء.
كان بارد, بقي يداعب أصابعه تحت السائل حتى أعتادت البرودة, ثم رمى سنارته وأنتظر أيضًا.
بقيت عيني كونو معلّقة على ماتسودا, والذي كان نصف وجهه يقابل الآخر. يبتسم برضى, صامت كالصخر. أتت نسمة هواء عالية تلاعبت بأطراف قميصه الفضفاض وشعره الطويل, والذي كان بأعجوبة ما, مصفف بعناية ذلك اليوم. تسائل كونو عن إصرار الرجل أمامه بالظهور بمظهر قذر في العمل على الدوام.
وبينما كان يسرح بخياله, أنشدت سنارة صيده وكاد كونو أن يقع للأمام. جرّ الخيط وأمسك بالبكرة قبل أن تهرب السمكة, صاح على ماتسودا, أتى الآخر بخطوات متفاوتة.
"أدر البكرة للخلف, نعم أحسنت- أنتظر قليلًا" قال ماتسودا بكامل الهدوء, وضع سنارته جانبًا على الجرف بينما راقب كونو ينفذ ما قُيل له. حينما توقفت السمكة عن الصراع, ما على كونو الآن سوى أن يسحب البكرة لنهايتها حتى يمسك بالسمكة.
أحضر ماتسودا الدلو المملوء نصفه بالماء, وضعه بجانب ساق كونو والذي بدا متعبًا من السحب.
"لا بأس, فقط أسحب بكامل قوتك, أعد كتفيك للخلف" تمتم ماتسودا من وراء كتف الآخر وهو متخصر. "لابد وأنها ضخمة"
جرى ماتسودا للأمام حينما تقلبت السمكة بالقرب من قدمي كونو, أنحنى وأمسك بها بيديه العاريتين. أبتسم من الأسفل, "أنها سمكة القوس قزح" قال ماتسودا, خلع السنارة من طرف فمها بحذر. "إنها نادرة. لا أعلم كيف وصلت لهذا المجرى. إلا إذا هربت من إحدى الحضائر المربية في الأرجاء"
أنحنى كونو بجانب زميله, وأبتسم حالما ألتقت أعينهما. أشار ماتسودا للألوان المنعكسة على حراشفها, تلتمع كقشر فقاعة تحت ضوء الشمس. بقيت السمكة تصارع بأنفاسها بين الحياة والموت, تضائلت إبتسامة ماتسودا وتحولت إلى تكشيرة.
