"ما تراه الآن هو المكان الذي يسطع فيه الضوء للحظة, ليس أكثر من ذلك. عندما تنظر إلى شخص ما, يجب أن تتدارس الجانب الآخر, حيث يكون الظل أعمق"
بعد إنتقال كونو، رجل متحفظ في ثلاثينياته، من ضوضاء طوكيو إلى ضواحي موريوكا النائية من أجل وظيفته الجديدة، يشك...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
"مرحبًا؟" قال خلال سماعة الهاتف.
لا إجابة.
"من معي؟" رفع نبرته، "كوتا..؟"
أُغلِق الخط من الجهة الأخرى. بقى محدقًا بالسماعة, يستمع للطنين المتقطع.
أعاد السماعة لمكانها, حمل حقيبة العمل وغادر مسكنه.
لم يبدأ اليوم بالأعتيادية التي توقعها كونو, مدير قسم التسويق الجديد, حينما دخل مكان عمله ووجد الفوضى تعمّ المكان.
تراكض الموظفون والعمّال على نفس الوتيرة, أستمرت الهواتف بالرنين والأبواب تتصارع للأمام والخلف دون هوادة.
رأى كونو أشخاص لم يستطع التعرف عليهم أو معرفة من هم أصلًا, كل شيء كان يحدث بسرعة وأراد من الوقت أن يتوقف لثانية كي يفهم ولو شقفة من مقتطفات ذاك اليوم.
وبالحديث عن الساعة, نظر لمعصم يده كي يتفقد الوقت ووجدها الساعة الثامنة بالضبط.
منذ متى وأصبح موظفوا التسويق الكسالى يأتون من الثامنة صباحًا؟ سأل نفسه. في الأيام المنصرمة كان أول من يصل للقسم, ولم يقدر على أستيعاب التغير السريع للأحداث في آخر يوم بالأسبوع.
"أين كنت سيد كونو؟ لقد كنت أتصل بك منذ السابعة!" قالت ميتسوشي، زميلته في القسم، وهي تمر راكضة يمينًا ويسارًا تحمل أوراق وتوزعها على الجالسين والذين بدورهم أنشغلوا بأوراق أخرى كانت بيدهم أصلًا.
"عذرًا لكن... لا أفهم" لم يستطع كونو شرح ما يريد التحدث به, واجه صعوبة بمعرفة من أين يبدأ.
"لقد وافقوا على الصفقة!" توقفت ميتسوشي أمامه بعد انتهائها من واجبها. لم يفهم كونو الأمر بعد,
"الشركة! أشتراها أحد رجال الأعمال من طوكيو البارحة, ألم تسمع؟ لقد أتفقنا على القدوم مبكرًا اليوم كي ننهي أعمالنا قبل قدومهم" نظر لها كونو بنفس الحيرة, دفعه شخص من الخلف كان يهرول للباب وهو يحمل صندوق كبير, بقي ينظر إليه بحاجبين معقودين حتى دفع الباب وأختفى ورائها.
