6

129 7 2
                                    





"يُقال أن الرئيس آندو قد خرج من المشفى, ألم يسمع أحدكم شيئًا عنه؟" سألت السيدة ريكو وهي تلصق حافات الصناديق بالشريط اللاصق بميكانيكية.

كان كلًا من ماتسودا وكونو يساعداها هي وزميلتيها مانامي وناو في التغليف بالورشة, فقد أنتهى عمل كلا الرجلان بوقت متزامن ومبكر وفكرا بقضائه في المساعدة.

النساء كنّ مغتبطات لكن حالما فتحت ريكو موضوع آندو, أختفت بسماتهن لتكشيرة حزينة.


عمّ الصمت لمدّة أشعرت كونو بعدم الإرتياح, رغب بإراحة فضوله بأمر السيد آندو الذي أحاط به الغموض بالفترة الأخيرة من خلال سماع أسمه يتردد بين زملائه.

"لم هو بالمشفى؟" نظر بين ريكو وماتسودا الذي بادله النظر للحظات وأعاد الإهتمام بعمله.

"أوه ألم تسمع عنه قبل؟ قبل أن تبدأ مباشرتك بأشهر نشب حريق في المخزن الخلفي, كاد أن يلتهم المبنى بأكمله إلا أن الرئيس آندو تصرف بسرعة مع عدّة رجال كي يخمدوه"

قالت ريكو بطريقة آلية, كأنها قصّت الحكاية أكثر من مرة سابقًا.
"لسوء الحظ السيد كوروساوا كان مصاب بالربو, لكن ذلك الحادث أنساه مرضه وهمّ راكضًا للمساعدة. إلا أنه وقع خائرًا ولم ينتبه أحد له حتى سقط نصف السطح حوله"


"ذاك المبنى لطالما أقلقني, مبني من الخشب العتيق كأن لابد منه أن يبلينا بمصيبة كتلك!" قالت ناو بسخط. أعاد كونو تركيزه لـ ريكو طالبًا منها أن تكمل.


"أضطر الرئيس للتقدم كي يساعده, وبينما كان يسحب كوروساوا, ألتقطت ملابسه النار وأحترق. آه حتى الحديث عن الأمر يشعرني بالقشعريرة! صدقًا, كان شخص يُعتمد عليه أنا سعيدة لكونه رئيسي. المسكين ما كان يستحق هذا! حتى السيد كوروساوا يعود للمشفى كل يومين.. لم أره منذ أشهر"

"سمعت أن وجه السيد آندو أحترق بالكامل" قالت مانامي بإقتباض. أقشعر كونو على حين غرة.

"كلا لا تقوليها!" وبختها ريكو وهي تهز رأسها بنفي ثم عاودت النظر لـ كونو مبررة, "أنا لم أكن هنا في يومها لقد كان يوم عطلتي, لكنّي لا أصدق أيًا من تلك الإشاعات السخيفة! لا سبيل لذلك أن يحدث"

"عندما أتت الأسعاف كان وجهه مغطى بالكامل بقطعة قماش! لذلك لم نستطع الجزم" أجابت مانامي بدفاع مما جعل الأخرى تفرق شفتاها بغير دراية عن كيفية التعبير.


"السيد آندو.. شخص متحفظ وجدّي لذلك كان من الصعب عليه أن يكوّن علاقات عفوية مع الموظفين. كثير منّا نتردد بشأن زيارته للمشفى حتى. سمعت من أحد الموظفين أنه حاول زيارته لكن الأطباء منعوه, مدعين إنها رغبة المريض بعدم رؤية أحد" بررت ناو لـ كونو والذي هز رأسه بتفهم. "السيد كوروساوا كان أكثر من تقرب له, لكن هو الآخر مرمي بالمستشفيات" أضافت بسوء.


"السيد آندو, ألا يمتلك عائلة؟" سأل ماتسودا.

"أوه, لا أعتقد. حتى إن أمتلك فمن كان سيعرف؟" أجابت ناو بإبتسامة وتنهدت, "هنالك شيء لطالما أعجبني بأمره, كان دائمًا يبدو كأنه على دراية بما سيحدث لاحقًا. حتى عندما حدثت الواقعة, كان أول من يلتقط مطفئة الحريق ويركض بها. كنت أجلس بجانبه ذلك اليوم في الكافتيريا, لم يبدي أي تردد أو تفاجئ, كأنه توقع الأمر ببساطة"

"لابد وأنه يمتلك حاسة سادسة" قالت ريكو وأبتسمت لها ناو بإيجاب.


"والسيد كوروساوا, كيف حاله؟" سألت ناو ماتسودا مجددًا.

كانت تنظر إليه منتظرة إجابة مما جعل كونو يستدير بإستغراب أيضًا نحو زميله. لم تسأل ماتسودا أصلًا؟ فكر كونو لنفسه.

"لم أره منذ مدّة" قال ماتسودا متجنبًا النظر بالعيون المتفاجئة حوله. "سمعت أن زوجته قد عادت للإعتناء به, لذا توقفت عن الزيارة"

"أوه أرجو أن يعودا سويًا" قالت ريكو بتحصر. "حظ ذاك الرجل حقًا مزري"

"سيد ماتسودا, لطالما تسائلت عن هذا الأمر أرجو ألّا تمانع سؤالي.." بدأت ناو حديثها بحرج.
بدا لـ كونو أن ماتسودا أنزعج مما على وشك أن تسأله أياه قبل أن تتحدث حتى.

"هل يحب السيد كوروساوا الحلويات الغربية؟ أريد أن أعد له الماكرون لكنّي لست متأكدة إن كانت ستعجبه!" قالت ناو متحججة بطفولية وضحكت الأخرتان عليها.

كل ذلك الوقت كان كونو صامت، يحاول التركيز خارج المحادثة.

أبتسم ماتسودا ببساطة. "آه نعم, يحب الحلويات بكل أنواعها"


عاد الجميع لعمله بصمت. بقي كونو يعتريه فضول بأمر الرئيس آندو, سوى أنه يرغب بفتح الموضوع مرّة أخرى.

أما بالنسبة لعلاقة كوروساوا رئيس قسم التسويق بماتسودا فقد كانت أكثر غرابة. أخذ الفضول يتراكم فوق كونو, رغمًا عن ذلك, حاول بجهد عدم إظهاره.


"سيد ماتسودا, أنت كنت حاضر يوم الحريق, أليس كذلك؟" سألت ناو بعد تفكير, مجابهة عيني ماتسودا بوساعتهما. هزّ ماتسودا رأسه بأيجاب وصمتّ.
"آه نعم. لكن كان شعرك أقصر!" أضافت ناو بنبرة أكثر حماسة.

"ألا تفكر بقصه؟ تمتلك وجهًا جميلًا أنت تحرمنا منه بشعرك الطويل!" أضافت ريكو وأيدتها زميلتيها.
"ألا توافقني الرأي, سيد كونو؟"

أرتفع حاجبا كونو, ما كان يتوقع أن يُسأل عن رأيه بخصوص موضوع كهذا, أبتسم بحرج وتجاهل سؤالها.


"سأقصه حالما يخبرني كونو أن أفعل"

أستدار كونو نحو ماتسودا, أكثر ما اثار إنتباهه كان ثغره المُبتسم. أطرق كونو رأسه للأسفل وأمتنع عن الكلام.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 25, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Hiasaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن