لقاء عاصف

105 2 0
                                    

استعدت زينب للسفر الى الغردقة بعد ان اتطلعت على الملف الكامل لعلي بدر الدين لقد اشفقت عليه قبل ان تراه.
جلس معها استاذها واخبرها: عليكي ان تكوني حريصة جدا لقد اخبرني والداه انه في حالة نفسية سيئة ويفكر بأذية نفسه وهو في مرحلة عميقة من الاكتئاب فتوقعي منه اي شئ وكوني حذرة .
شكرته زينب وقالت له : لا تقلق يا استاذي سأفعل ما بوسعي لاساعده .
كانت زينب ترى انها خطوة ممتازة في عملها وستكون مرجع هام اذا نجحت بهذه المهمة ، وحمدت الله على ان هذه الرحلة مدفوعة التكاليف وستحصل على مبلغ كبير من المال سيوفر لها سكن حال عودتها الى القاهرة .
ركبت زينب الحافلة وقررت الاستمتاع بالرحلة وعدم التفكير بشكل سلبي .
بعد اكثر من ٥ ساعات نزلت في موقف الباصات وكان من المفترض ان تجد سيارة بانتظارها وبالفعل جائت السيارة لكنها تأخرت حوالي ساعة جعلتها متعرقة نظرا لدرجة الحرارة وعندما رآها السائق اعجب بها بشدة وكان شابا في اواخر العشرينات اسمه احمد وبعد التعرف قال: اعتذر لتأخري لكن حصل شئ سئ في المنزل .
فسألته : ماذا حدث؟
قال لها : حاول علي بك الانتحار ولكنه لم ينجح .
فخافت زينب بشدة وقالت: وهل تأذى.
فقال السائق بحزن : لقد قطع وريده وفقد كثيرا من الدماء لكنه بخير الان
تنهدت زينب وقالت: هل تحكي لي قليلا عن على بك؟
قال احمد بمرح: انه مثلي الاعلى بالحياة،هو شخص وقور ومحب لعائلته ، رجل بما للكلمة من معنى ، اب حنون وزوج صادق ، ولكن تحدث بغضب قائلا: تلك المرأة اللعينة حولته الى وحش بخيانتها له انه لم يستحق ذلك ابدا.
سألته زينب : ماذا كان يحب قبل تلك الحادثة؟
قال السائق احمد بحزن : كان يحب الحياة .
هنا شعرت زينب بغصة في قلبها كيف لشخص بوصف (علي) فقدانه للامل بسهولة ،كان يجب عليه ان يحارب من اجل نفسه من اجل ابنته ،ستحاول بكل جهدها مساعدته واعادة البسمة له والاهم اعادة بصره.
وصلوا الى القصر ودخلوا من بوابة كبيرة وركن احمد السيارة امام البوابة الداخلية وجاءت سيدة خمسينية ورحبت بها واخذت حقائبها ودعتها الى الداخل قائلة: اهلا بكي يا بنيتي تفضلي.
قالت زينب بود : شكرا لكي ووقفت تنظر بهيبة لهذا المكان الرائع الذي لم ترى مثله من قبل.
دخلت وراء السيدة التي علمت فيما بعد انها كبيرة الخدم وانها مديرة المنزل
اوصلتها الى غرفتها التي تقع بالطابق الثاني بمصعد داخل القصر وكانت غرفة كغرف الاميرات وبها حمام خاص واخبرتها انها ستتركها ترتاح من السفر وستعود لها بالطعام.
بعد ان خرجت مدبرة المنزل تجولت زينب بالغرفة وشعرت بسعادة غامرة وقفزت على السرير الكبير وهي تضحك وقررت البدء فورا بأخذ حمام طويل تزيح عنها عناء السفر .
في الغرفة المجاورة كان هناك  رجل محطم نفسيا رافض للحياة وكره نفسه اكثر حين فشل في انهاء حياته،وظل مع ظلامه وحيد يرفض المساعدة ،اخبره والده اليوم ان هناك من سيأتي ليعتني به ويعطيه الادوية ويساعده ،فقرر ان يجعل مهمتها صعبة الى ان ترحل وتتركه مع الآمه ،وتوقع ان تكون كسابقيها من الممرضات الذين كانوا يطلبون وده ويحاولون اغرائه ، لكنهم لم يكونوا يعلموا انه فقد شغفه بالنساء ، وفقد الرغبة بالجنس ،فلم يعد شئ يثيره او يشعل فيه الرغبة كرجل ، وتذكر زوجته الخائنة كم كان يحبها ويعشقها ، لقد سافرا الى المالديف في شهر العسل وقضى معها شهرا من اروع ايام حياته كان كل هذا كذب بدأ يتذكر ويتذكر الى ان تذكر الليلة المشؤومة فصاح بصوت عالي يصرخ من الم قلبه وبدأ يحطم كل ما يصل الى يده .
كانت زينب تخرج من الحمام بعد ان انتهت من حمامها وهي تلف حول رأسها منشفة وحول جسدها تلبس رداء قصير للحمام فسمعت صوت الصراخ والتحطيم وجرت الى الغرفة المجاورة دون تفكير وكانت اول الواصلين له وحاولت الاقتراب منه وهي تحدثه بصوت رقيق وتقول : اهدأ يا سيدي من فضلك وهو يحطم كل ما في الغرفة من شدة الغضب وصرخ بها قائلا: اخرجي فورا من غرفتي ،قالت له : اهدأ وسوف اخرج وفجأة هجم عليها وامسكها من كتفيها وهزها بشدة وهو ينظر اليها بكره شديد وقال: سأقتلك ان لم تخرجي ،امسكت زينب يديه وقالت : اقتلني فلن اخرج ، شعرت زينب بالخوف الشديد لانه رماها ارضا وذهب للباب واغلقه بالمفتاح لمنع دخول اي انسان وكانت تنظر اليه بخوف شديد ولكنها حاولت السيطرة على خوفها كي لا يشعر به وقالت : ماذا تريد لكي تهدأ ، فأجاب بكره : اريدك انتي لكي اهدأ الم تحضري الى هنا للاعتناء بي فهيا اعتنى بي وبدأ بالاقتراب منها فأحكمت غلق رداء الحمام عليها وهي تحذره : لا تقترب مني ولا تلمسني ولكنه كان كالمجانين عماه غضبه واقترب منها وامسكها من كتفيها واوقفها فوقعت منشفة رأسها واشتم رائحة شعرها الجميل ولكنه كان غاضبا وبدأ في حل رداء الحمام الى ان وقع ارضا وهي تصرخ به ارجوك اتركني بدأ بتقبيلها بعنف شديد ولمس جسدها العاري بيديه وهو مندهش مما يحسه لقد هاجمته رغبة جسدية ملحة وبدأ بشد شعرها بعنف والقاها على السرير واعتلاها وبدأ بخلع قميصه ليشعر بها اكثر كل ذلك وهي تصرخ طالبة النجدة ممن في المنزل لكنه كان هائجا بشدة غير مدرك  لما حوله وبدأ بمداعبتها وتقبيلها وهي تحاول نفضه عنها الى ان استطاعت زحزحته عنها واوقعته ارضا وجرت على رداء الحمام وارتدته وفتحت الباب وهي تبكي وذهبت الى غرفتها ،اغلقت زينب الباب وهي غير مصدقة لما جرى كانت مصدومة وبشدة لم تتوقع ان يتجرأ ويتمادى الى هذه الدرجة خصوصا ان الطبيب اخبرها بفقدان رغبته الجنسية فما معنى ما فعله معها .
بعد ان هدأت قليلا سمعت احدا يطرق بابها فسالت بخوف : من بالباب ؟
سمعت صوت امرأة عجوز وقالت : انها انا يا بنيتي والدة علي.
فتحت زينب الباب بعد ان مشطت شعرها وارتدت فستان صيفي خفيف وقالت: اهلا بكي سيدتي .
كانت المرأة تمسك بعكاز وقد ترك الزمن علاماته عليها .
دخلت والدة علي واغلقت الباب وسألتها: هل انتي بخير يا بنيتي ؟
فقالت زينب والخجل على محياها والدموع بعينيها: اجل يا سيدتي انا بخير وانتي؟
فابتسمت السيدة العجوز وقالت : تسألين عن حالي وانتي المصابة .
ابتسمت زينب وقالت: انا بخير لا تقلقي علي لكن كيف هو الان ؟؟؟
قالت الام بابتسامة : انه غاضب وبشدة .
سألتها زينب : ولما الابتسام ؟
قالت : لأنني سعيدة .
سالت زينب مستغربة : ولما ؟
قالت الام: لقد فقد ولدي كل مشاعر حتى الغضب ،وانا سعيدة لانه ثار لاول مرة منذ سنة وبالرغم من انني سعيدة لذلك الا انني يجب ان اعتذر لكي لما بدر من ابني .
احمر وجه زينب حياء وحمدت الله انه لا يري لانه كان ليراها عارية ، انه اول انسان تخلع امامه ملابسها في كل حياتها وذلك كان بشكل غير متوقع .
تحدثت السيدة وقالت: ارجوكي لا تجعلي ما حدث يثنيكي عن مساعدته ، انه يحتاجك.
قالت زينب : لا تقلقي سيدتي سأساعده وسأفعل ما بوسعي لاعيد اليكي ابنك.
قامت السيدة وقبلتها من رأسها قائلة : اتمنى ان يعود نصف ما كان وسأكون ممتنة.
ساعدتها زينب للخروج من غرفتها واستعدت ليوم غد الحافل وكيف سيكون اللقاء بينهما بعد هذا اللقاء العاصف

الحب أعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن