فضيحة

88 3 0
                                    

في صباح اليوم التالي استيقظت زينب فوجدت نفسها تنام على صدر علي فأبتسمت بخجل وتذكرت ما حدث امس وقامت سريعا قبل ان يستيقظ ، استحمت وحضرت الفطور ودخلت لتوقظ علي الذي غالبه النعاس ،فأقتربت منه بحرص وجلست على طرف السرير تهزه وتنادي بصوت رقيق : علي هيا استيقظ ،فتح عيونه ببطئ وهو يتمطى وابتسم ابتسامة عريضة وهو يقول: صباح الخير خطيبتي المزيفة ، فضربته زينب على صدره وقالت: لا تذكرني من فضلك ، فأنا اكره الخداع .
نظر لها علي بعمق في عينيها وقال : وهل اذا تقدمت لخطبتك فعلا ستتزوجينني ؟؟
تفاجأت زينب من كلامه وشعرت بالحزن وتذكرت ما مضى فردت قائلة : انت تركتني ارحل وعليك تحمل خياراتك ، وحاولت النهوض لكنه امسك يدها معترفا: لقد كنت خائفا ، انزل رأسه على صدره واكمل : تجربتي لم تكن تجربة عادية ، لقد افقدتني سيطرتي على حياتي واصبحت لا اثق بالنساء فخفت ان اضرك وتقعين ضحية خطأ لم ترتكبيه.
فقالت زينب بحزن : وما الذي تغير الان ، هل نسيت تجربتك ؟ هل محوت الماضي أم تجاوزته؟ اعرف انك ستجرحني ولذلك انا ارفض الزواج منك الى ان تثبت انك قادر على حمايتي من نفسك ، قامت ولم يمنعها هذه المرة وكم تمنت ان يمنعها ويخبرها بمدى حبه لها وانه لا يستطيع العيش بدونها .
بعد ان تمت الاستعدادات للمؤتمر الصحفي الذي سيعلن فيه علي خطوبته خرجا الى الصحافة والاعلام واعلن علي بكل هدوء عن خطوبته وكم مدحت زينب في شخصيته الجميلة امام الصحفيين لمحاولة محو صورة التشويه البشعة التي رسمتها ميمي للصحافة ، وبعد الانتهاء من المؤتمر قام علي بتقبيل يد زينب على الملأ والبسها خاتم به الماسه كبيرة ، تفاجات زينب ودمعت عيناها وهو يلبسها الخاتم وتمنت ان تتزوجه فعلا .
كانت ميمي تشاهد ذلك والغيظ يأكلها وهي تتحسر وتفكر كيف ستنتقم منه وتأخذ ما تريده.
وصل علي مع زينب الى شقتها وجلس يتحدث اليها بصورة رسمية قائلا: اعتقد انك تعرفين الان ما عليك فعله ، ففغرت فاها وهزت رأسها بلا ، مسح على وجهه قائلا : اولا انتي خطيبتي وعليكي الالتزام بتمثيليتنا امام الناس وخلفهم ... بمعنى انك لن تواعدي اي رجل او تتحدثي الى احد ... فعلى الجميع ان يعرفوا انك لي.
قالت زينب غير مصدقة : انا لست ملكك ولست ملك احد ، شدت شعرها وهي مغتاظة ، وقامت تتجول بعصبية وهي تقول : أنت استغلالي ولكن عليك انت ايضا عدم مواعدة احد خلال هذه الفترة .
فأبتسم علي وقال : اعتقد ان هذا سهل طالما انتي موجودة .
في هذه الأثناء كانت ميمي تحضر خطة محكمة للانتقام ومحاولة قلب الوضع للحصول على مبلغ كبير من المال فبدات بزيارة ابنتها بحجة انها تفتقدها وتكررت الزيارات الى أن ارتبطت الفتاة بأمها واصبحت دائمة السؤال عنها والبكاء .
اتصلت والدة على به ذات يوم واخبرته بأن ليلي لا تكف عن البكاء لانها تريد ان تنام مع امها ، تضايق على كثيرا وفكر في ان ميمي ليست تلك الام الحنون التي تدعي وانها بالتأكيد تحضر فخا جديدا ولكن ما حكمتها في تقييد نفسها بالفتاة التي تكرهها ، شعر علي بالحيرة وكان يرى زينب بالكاد ، فمنذ اعلان خطبتهم وهي تعمل طوال الوقت لتجنبه وهو يشعر بالحنين اليها فقرر ان يدعوها للعشاء في جو رومانسي ، رن هاتف زينب ووجدت الرقم الذي تخافه فأجابت بارتعاش: نعم ، قال لها : كيف حالك؟ فأجابت: بخير .
قال لها : اليوم سأمر عليكي في السابعة للعشاء ، كوني جاهزة .
اجابت بغضب : أنا لدي عمل ولا استطيع .... قاطعها بحدة : زينب لن اعيد كلامي ووفري حججك الفارغة وخذي اجازة من العمل ، كوني جاهزة في السابعة مساءا ، واغلق الهاتف .
زفرت زينب بحدة وهي تفكر سيدخل حياتك ويدمرك ، هو يعرف انكي تحبيه لكن هو لم يعترف مطلقا بحبه وهو متقلب جدا ومتحكم فماذا سأفعل ، سأحاول حماية قلبي منه واتخذت قرارها بعدم الازعان له ومواصلة الهروب بحجة العمل وعدم الرضوخ لرغبته وعليها تحمل العواقب .
عند السابعة مر علي على شقة زينب ولم يجدها فأغتاظ بشدة وعلم انها اعلنت العصيان ، فذهب الى المشفى الذي تعمل به ورآها تأكل بسعادة مع شاب وسيم وهي تضحك على حديثه .
فجأة وقع نظرها عليه وعيناه لا تبشر بالخير فاستأذنت من زميلها وقامت لتمنع الفضيحة التي يمكن ان تحدث من غضبه ، وقفت امامه وهي تقول : لماذا جئت ؟؟
اجاب بسخرية : لأراكي وانتي مستمتعة و تضحكين مع هذا الشاب ، امسك ذراعها بحدة وهو يقول : انسيتي اتفاقنا ، كان هناك شرط لعدم المواعدة ، حررت يدها بعصبية وقالت: انا لا اواعد هذا زميلي وكنا في استراحة داخل مقر عملي وليس في ملهى ليلي ، وبأي حق تفرض علي دعوة لا اريدها ، لن يجدي معي هذا الاسلوب ويجب أن تطلب مني وتنتظر موافقتي لا ان تغلق الهاتف بوجهي .
كان قلب زينب يدق بعنف من الغضب والحدة والخوف وانتظار ردة فعله على كلامها .
نزل على لمستوى اذنها والغضب بادي على ملامحه وانه سيفقد اعصابه في اي لحظة وهمس قائلا: إن لم تمشي  أمامي الأن سأجعلك تندمين على انك ولدتي من الاساس ، ارتعشت زينب من التهديد وفقدت السيطرة على تفكيرها وجسدها وسحبها من يدها الى السيارة وقاد بسرعة خطيرة جعلتها تصرخ فيه أن يبطئ السرعة ولكن لا احد يرد ، كان على مغتاظا بشدة ومشهد ضحكتها الجميلة لأحدا غيره يكاد أن يفقده عقله ، هل يغار عليها لهذه الدرجة ؟؟ لمست زينب يده التي تقبض على المقود بشدة ونادت عليه بصراخ : علي ارجوك اخفص السرعة ، ضغط على المكابح فجأة ووقف على جانب الطريق وهو يضرب على المقود وهو يصرخ بغضب : لماذا .. لماذا ؟؟ بكت زينب لرعبها منه وخوفها عليه في نفس الوقت وقالت له : اهدأ ارجوك انا خائفة منك ، نظر اليها بعيون حمراء وهو يمرر يده في شعره يكاد يخلعه وقال : لماذا تصعبين الامور لهذه الدرجة ؟ لماذا لم تلتزمي باتفاقنا ؟ الا تفكرين ؟ لماذا تضحكين مع الغرباء بتلك البساطة وتكونين كالوتر المشدود معي ،لماذا لماذا؟؟؟
صرخت بوجهه وهي تبكي قائلة : الا تعلم لماذا ! كل ما فعلته بي وتقول لماذا ؟ الضرب والاهانات والاوامر والبعد عني وتسأل ، انت شخص غير طبيعي ، أنا اخاف منك واخاف من نوبات غضبك ، اريد ان اعيش بسلام وان اجد شخص يحبني ولا يسبب لي الاذى وانت تؤذيني فأرجوك ابتعد عني وكف عن احراقي ، وفتحت زينب باب السيارة وركضت بعيدا عنه لا تعلم الى اين ولكن بعيدا لاي مكان تنفرد فيه بنفسها وتفرغ احزانها ، نزل من السيارة وركض خلفها ووصل اليها في ثواني وقام باحتضانها بشدة وهي تضربه على صدرة وهي تشهق من البكاء وهي تقول : اكرهك ، كف عن تعذيبي ارجوك ، حضنها بشدة اكبر وهو يمسح على رأسها وهو يهدئها : ششش شش اهدئي .
بقيا في تلك الوضعية الى ان خفت شهقاتها وارجعها الى السيارة وفتح الباب واجلسها وجلس بجانبها في مقعد السائق وبدأ بالقيادة ببطئ الى ان وصلا الى منزلها ، كانت نائمة كالطفلة فحملها وصعد بها ودخل بعد ان اخرج المفتاح من حقيبتها ونيمها على السرير ، خلع حذائها وفستانها وغطاها وجلس بغرفة الجلوس بعد أن خلع جاكيتته وحل ربطة عنقه وفكر بتعب : هل فعلا هي تكرهني أم انا ضغطت عليها بشدة ، انها فتاة رقيقة وصغيرة وكلامها كله صحيح فمنذ أن دخلت حياتها وهي كالقطة على صفيح ساخن ، تحملت نوبات غضبك وتحملتك وانت اعمى واخرجتك من ظلامك فلماذا اعذبها واعذب نفسي ، مسح على رأسه وفكر بأن عليه أن يتخذ قرار اما بتركها لتعيش حياتها أو أن يتزوجها ويعيش معها ومحاولة نسيان الماضي ، قرر أن يشاهد التلفاز لمحاولة تشتيت انتباهه وصعق مما رآى على جميع قنوات الاخبار .... وجد صورته متصدرة العناوين وفيديو غضبه في السيارة وخوفها وارتعابها منه وجلوسها وضحكها مع الطبيب وعنوان كبير يقول ( اكتشاف الخيانة للمرة الثانية لرجل الاعمال علي بدر الدين يدمره) رفع صوت التلفاز ليسمع المذيعة تقول أن : رؤية خطيبة رجل الاعمال علي وهي تخونه مما سبب له نوبة غضب عارمة ودفعه لضربها وفجاة سمع شهقة من خلفه وكانت صادرة من زينب قبل أن يغمى عليها .

الحب أعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن