حطام

72 2 0
                                    

نزل على ببطئ ليتأخر قليلا على ميمي ويجعلها تتوتر ودخل مكتبه وهو يتدعي العمى ، لاحظ نظراتها اليه المليئة بالحقد واقتربت منه وهي تمثل الاشتياق واحتضنته قائلة : حبيبي علي لقد افتقدتك كثيرا ،لم يتحرك علي او يبدي اي رد فعل فتراجعت قليلا تنظر لعينيه وكرمشت وجهها بامتعاض وهي تقول برقة مصطنعة : اعرف انك غاضب عليا لكن حين احكي لك الحقيقة ستسامحني ، مشى علي وجلس وراء مكتبه وجلست هي امامه ولم تكن مسرورة بذلك ، فقد كان تأثيرها عليه في الماضي كبير ،لم يكن يرفض لها طلب وهي ماذا فعلت خانته ، اما الان اكتشف مدى حقارتها وان حبه لها اعماه عن طمعها وعهرها ،قال بهدوء : ماذا تريدين؟ اجابت : اريد العودة لحياتك وحياة ابنتي.
ضحك بسخرية وهو يقول: ابنتك ! هل تذكرت الان ابنتك ؟ ابنتك التي تنازلتي عن حضانتها لدي المحامي مقابل المال ،ابنتك التي لم تسألي عليها طوال السنة الماضية، لا اعتقد انك دخلتي من الجهه الصحيحة اختاري بابا اخر للدخول.
ارتبكت واتتضح على ملامحها الغل والكره وهي لا تعلم انه يراها ويستمتع برؤية تعابير وجهها الذي خدع به في الماضي.
قالت بصوت رقيق : خفت ان اطلب رؤيتها فترفض ،فجئت لك اولا استأذن واروي لك ما حدث . فتسائل بصوت ساخر : وماذا حدث يا ترى ؟
بلعت ريقها وتنحنحت استعدادا للمشهد التمثيلي القادم وقالت ببكاء مصطنع : أنت السبب لقد تركتني وحدي في المنزل ايام عديدة وكنت تتجاهل وجودي وبدأ مدير شركتك التقرب مني فمنعته وقلت اني احب زوجي فهددني بانه يمسك عليك اوراق تدينك في قضية مع الدولة وابتزني بك وكنت اريد ان اخبرك لكنك رأيتني ذلك اليوم في مكتبه وهو يتهجم علي ، صفق لها بشدة وهو يبتسم بغل وقال: اداء تمثيلي رائع الم تفكري بدخول مجال السنيما ؟ ادعت البكاء بصوت عالي وهي تقول : تلك هي الحقيقة وبعد ذلك وقع الحادث وقررت الا اظهر امامك الا حين تتعافى .
قام من مكانه والتف حول المكتب وهي تنتظر ردة فعله ، جلس امامها على الكرسي المقابل وقال بنبرة غاضبة : هل تعتقدين انني سأصدق تلك الخرافات ؟ نظرت له وهي تكاد تقتله بنظراتها وقالت بمسكنة: تلك هي الحقيقة ، فسأل وهو يسند ظهره ليرتاح اكثر : حقا ميمي ماذا تريدين ؟ عضت على شفتها السفلى وقالت : اريد العودة والمسامحة ، قال: طلبك مرفوض ولا اريد رؤيتك مرة اخرى وقام واقفا استعدادا للرحيل ، فامسكت به وحاولت تقبيله فابعدها بعنف ووقعت ارضا ،فقال بغضب : انتي مجرد عاهرة فلا تتطاولي على اسيادك واذا كنتي تريدين المال فاطلبيه وابتعدي ، فقامت وهي تقول : نعم اريد المال ، منذ البداية لا احبك مثاليتك وحبك للاخرين ولعملك كانوا يقتلوني ، كانت نقطة ضعفك هي الجنس ، كنت تعشق النوم معي فلما لا نكمل على ذلك المنوال، اقترب منها وصفعها صفعة قوية اوقعتها ارضا وقال: كنت امارس الجنس مع زوجتي ولم اذهب لعاهرات ، كنت رجل محب وليس شهواني ،انتي من رأيتي انني انسان آلي لكني كنت حقا احبك وكنت اعمل لاجعلك اميرة ،لكن القمامة تظل في القمامة وبعد طردك من حياتي كرهت ضعفي نحوك وعرفت اني كنت اعمى عن عيوبك الرهيبة ،لكنك حيوانة لم تفهمي مشاعري النبيلة فتعاملتي كما تتعامل العاهرات مع ذبائنهم ونسيتي انك زوجة وام وعليكي واجبات ، لكن بماذا يفيد ؟ عليكي الان الخروج من هذا الباب وان رأيتك مرة اخرى اقسم انني سأقتلك ، قالت بتهكم : حسنا يا مثالي اريد مليون جنيها لاعيش وعليك ان تدفع والا سأشوه صورتك امام الصحافة واقول انك كنت تضربني وتعذبني وانك خنتني .
ابتسم بسخرية وقال: أتعلمين ميمي ان القمامة انظف منك ، اذا كنتي طلبتي بأدب كان ممكنا لأجل ابنتي ان استجيب لكن الان عليكي الخروج خاوية اليدين ، ورفع سماعة الهاتف الداخلي وطلب الامن فعدلت هندامها وهي تقول : ستندم ورحلت اخيرا، بعد رحيلها دخلت زينب عليه لتجده يضع يديه على راسه وهو جالس فنزلت على ركبتها وسالته بحنان وهي ترفع رأسه : ماذا بك يا وسيم ؟ فابتسم رغما عنه لكلمتها وقال: عرفت الان انك ملاكي الحارس وامسك يديها وقبلها ، ورفعها من الارض واجلسها على قدميه فخجلت لتصرفه ذلك ، قال باندهاش : اماذلت تحمرين خجلا بعد ما جرى ، قامت بسرعة من على قدميه فأمسكها وقال بلهجة أمرة : اجلسي والا قبلتك حتى تتورم شفتاكي ، فوضعت يدها على فمها وجلست وهي تعرف انه سيحقق تهديده ، ضمها اليه ووضع رأسه على صدرها الحنون وسمع دقات قلبها كسمفونية وهي مسحت على شعره واغمضت عينيها .
سألها فجأة قائلا: لماذا لا اعرف عنكي شيئا ؟ فتنهدت وهي تسأل : وماذا تريد ان تعرف ؟
قال: كل شيئ
قالت : انها قصة كئيبة عن ابوين ماتا في حادث ورباني عمي في بيته وكانت تفتقر تربيته الى الحنان والعطف وها انا ذا ليس لي ملجأ غير عملي .
قال بحنان : سأعوضك وقبل يديها مرة اخرى وقرر العودة الى الغردقة اليوم ، فضبت اغراضهما وركبا الطائرة وعادا معا الى البيت.
بدأ على في لملمة شتات نفسه ولم يطلع أحدا ان بصره عاد اليه ، تقدم في العلاج النفسي الى ان قال له الطبيب انه شفي ولا داعي للجلسات النفسية بدأ في سؤال والده عن احوال الشركة ومتابعتها وكان سعيد مرة اخرى ولا يعكر صفو حياته غير ابنته التي ماذال الشك يأكل قلبه انها ليست ابنته .
مر على عودة علي وزينب شهر كانت العلاقة بينهم حميمية لا تخلو من القبلات واللمسات البريئة ولم تتطور لتخوف زينب من عدم تقبل علي لها عند عودة بصره فحاولت الحفاظ على مسافة آمنة لعدم كسر قلبها ، وعلى كان يتعرف اكثر على شخصيتها الخجولة فلا يريد الضغط عليها من الناحية العاطفية ويعاملها كصديقة في اغلب الاحيان ، وحان وقت تنفيذ خطة زينب في كسر الحاجز بين على وابنته ليلي .
اتفقت مع على ذلك اليوم على الجلوس على المسبح لقضاء يوم عائلي مع ليلي وارتدت مايوه اسود يغلفها برقة لتجنب غضب على واتفقت مع ليلي على تمثيلها الغرق ليلين قلب علي ويكف عن تجنب ابنته ، لعل عاطفة الابوة تتحرك بقلبه .... كانت ليلي تلعب مع زينب في الماء وكانت الخطة ان ترتدي ليلي عوامة وتذهب الى المكان العميق بالمسبح وتصرخ زينب ان لا تخاف ليلي وتلفت انتباه على ويأخذ رد فعل سواء الخوف على ابنته او محاولة انقاذها ، وبدأت الخطة ان دفعت زينب ليلي وهي تغمز لها الى الجزء العميق وبدأت ليلي تصرخ: زينب انا خائفة من أن اغرق وصرخا زينب على علي الذي كان يتابع المشهد التمثيلي في صمت ولم يقرر ماذا يفعل بعد ، لكن زينب بدات تشعر ان ليلي خائفة بالفعل وبدات تبكي وزينب ليست ماهرة في السباحة ونادت على علي بغضب وقالت : افعل شيئا البنت خائفة ، فجلس وهو يجز على اسنانه قائلا : انقذيها انتي فانا لا ابصر ، بعد بكاء ليلي المستمر حاولت زينب الاقتراب من ليلي بحذر وهي ممسكة بحرف المسبح الى ان وصلت لها وهنا تعلقت ليلي بها فتركت حرف المسبح وبدأت في الغرق وهي تحاول ان تنقذ نفسها لكن لا فائدة ، وهنا قفز على لانقاذها وابنته وبدأ يصرخ بغضب : ءأنتي غبية أم ماذا !! في البداية تدعين ان الفتاة تغرق وبعد ذاك تحاولين قتل نفسك بصورة غبية ، سعلت زينب كثيرا لتخرج الماء من رئتيها وقالت بخوف ووهن : كيف علمت اننا كنا نمثل في البداية ؟ وكيف حددت مكاننا وانقذتنا ؟ ووضعت يدها على فمها تصرخ: أنت ترى !!!!
اغمض على عينيه وانزعج حين علمت الحقيقة لكنه حاول الانكار قائلا: حددت مكانكما من الصراخ وخمنت انكما حاولتما استدراجي لمقلب .
قامت زينب تجري لتخبئ جسدها بالمنشفة قائلة وهي تبكي انت كاذب لعين وجريت من امامه بعد ان تركته مع ليلي ليواجهها .

الحب أعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن