الفصل التاسع والعشرون

18.2K 870 62
                                    


#الدهاشنة2....(#صراع_السلطة_والكبرياء..)

#الفصل_التاسع_والعشرون.

(إهداء خاص للقارئة الجميلة"أمنية إسماعيل"، بشكرك على دعمك الدائم لي وبتمنى أكون دائماً عند حسن الظن.. 💙)

اليوم شهد منزل الكبير واجب ضيافة طال فقراء البلد وأهلها بأكملها، فاليوم هو حفل زفاف ابنه الوحيد ووريثه من بعده، فكان الجميع يستعد لتلك المناسبة الهامة وخاصة حينما أسدل الليل بجلبابه الأسود المعتم، فأنارت الأضواء المحاطة بالمنزل لتشع نور ببهجةٍ ألوانها، فنصبت خيمة الرجال أمام المنزل، وبالداخل كانت النساء تلتف حول منصة صغيرة وضع بها مقعدين للعروستين، وعلى أول أريكة جلست الحاجة "هنية" في إستقبالهن، ولجوارها نساء منزل الكبير..

أما بالأعلى..

فكانت "تالين" مشغولة للغاية بتزين "رؤى" و"تسنيم"، حتى "حور" عاونتهم على إرتداء الفستان الأبيض، فإبتسمت وهي تتأمل لمسات "تالين" الاخيرة لصديقتها ثم قالت بإعجابٍ:

_ما شاءالله قمر يا روح قلبي.

لاحظت توترها المتخفي خلف إبتسامتها المصطنعة، فشددت على يدها وهي تهمس لها جوار أذنيها:

_إهدي يا تسنيم، إنتي النهاردة عروسة وبتتزفي للإنسان اللي بتحبيه، إرمي كل حاجة ورا دهرك وإفرحي الليلة دي مش هتتعوض تاني يا حبيبتي..

حبست دمعاتها خلف قفص وحجبته بقفلٍ سميك، تمنت من كل قلبها أن يمر هذا اليوم بسلامٍ، فألتقطت نفساً مطولاً ثم زفرته على مهلٍ، وظلت تكرر ما تفعله علها تمنح الهدوء والسكينة لجسدها المسكين.

آنتهت "تالين" من وضع اللمسات الاخيرة لشقيقتها الصغرى، فأشارت لها على المرآة قائلة:

_خلصت قومي بصي كده.

نهضت عن محلها ثم وقفت مقابل المرآة المطولة لتلقي نظرة متفحصة على زينتها وفستانها الرقيق، فلمعت عينيها بالدموعٍ، لا تعلم دموع الفرح أم حزناً لأنها بنظرها لا تستحق فستان ولا زفاف هكذا ولا تستحقه هو، ولكنها تحاول تصديق حبه المخلص لها، أفاقت من شرودها على صوت "تسنيم" التي قالت بإبتسامتها الساحرة:

_قمورة يا "رؤى" ، الميكب رقيق وتحفة.

منحتها إبتسامة مشرقة ثم قالت:

_وإنتي كمان جميلة أوي يا حبيبتي.

إكتفت برسم ابتسامة صغيرة، فإنتبهوا سوياً لدقات باب الغرفة المزعجة، ففتحت "حور" الباب نصف فتحة حرصاً على عدم رؤية العروس في تلك اللحظة، فوجدت "ماسة" تقف من أمامها، ففتحت الباب وهي تشير لها بضحكة مشرقة:

_تعالي يا "ماسة".

ولجت للداخل سريعاً، فوزعت نظراتها بينهما بتفحص ثم قالت بحزنٍ:

الدهاشنة ..٢.. صراع السلطة و الكبرياء...للكاتبة أية محمد ملكة الإبداعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن