الفصل الثالث والعشرون

17.4K 865 46
                                    


#الدهاشنة2....(#صراع_السلطة_والكبرياء..)...

#الفصل_الثالث_والعشرون...

(اهداء الفصل للقارئة الجميلة "علا بن حمزة"، بتمنى لكِ قضاء رحلة ممتعة مع ملحمة عائلة الدهاشنة والمغازية...)

صوته الصارم قيد حركة ابنه الذي لم يعتاد سوى على طاعته، نظراته بمثابةٍ إنذار له بالا يرتكب ما يمليه عليه عقله، لم يعتاد على مخالفة أمر حازم نبع من والده، لذا تراجع للخلف ثم وضع المقعد محله بهدوءٍ، كسر"فهد" تصلب حركته وتقدم بخطواتٍ منتظمة وبطيئة تليق بوقاره المحفوظ حتى بات أمامهما، إتكأ "أيان" بمعصمه على الأرضيةٍ ثم نهض ليقف أمام أكثر إنسان يبغضه على وجه الكرة الأرضية، تقابلت نظراتهم كصراعٍ قوي غير متكافئ الأوزنة، استطاع به "فهد" أن يرى حقداً مدفون بحدقتي هذا الشاب الذي يعد من عمر ابنه، فحرر كلماته التي خرجت باتزانٍ وعقلانية لا تليق سوى به:

_اسمع يا ابن المغازي، أني بعدت والدي عنيك المرادي بس المرة الجاية متلومش غير نفسك، بعد عنينا إحنا كيف النار اللي بيقرب منيها بيتحرق وأنت دوقت نارنا قبل اكده..

اقترب "أيان" منه حتى بات مقابله لا يفصلهما شيئاً، لم يبالي بدمائه المتصببة على عينيه، بل اهتم بقوله المنتقم:

_قولتهالك قبل كده يا فهد وهرجع اقولهالك تاني، مش هرتاح غير لما ادمرك أنت وعيلتك كلها..

أثار غضب "آسر"، فأسرع ليفصل بينه وبين أبيه كالحاجز البشري، ومن ثم رفع معصمه ليضعه على رقبته، ليخبره وعينيه تتحداه في نظراتٍ سافرة:

_لو راجل بجد والرجولة ناقحة عليك وريني اخرك..

كاد بأن يحرر ذاته منه، ولكنه تفاجئ بامرأة تراقب ما يحدث بينهما ببكاء شديد، ومن ثم قالت بخوفٍ:

_" آسر" ابني..

ما ان استمع لصوت والدته حتى أخفض يديه عنه، واستدار تجاهها، يعلم جيداً كيف يشكل التار حالة من الرهبة إليها، أسرعت "رواية" تجاهه لتندث بأحضانه وصوتها يخفق بضعفٍ:

_ابني...

انقبض قلب "فهد" وبات ناقماً على من تسبب ببكائها، فتدخل على الفور حينما واجه "أيان" قائلاً:

_أعلى ما في خيلك اركبه..

منحه ابتسامة غامضة، قبل أن يعدل من جاكيته الغير منظم، فتطلع تجاه "آسر" بنظرةٍ أخيرة قبل أن يغادر المطعم، وفور مغادرته اتجه "فهد" تجاه صاحب المطعم الذي أتى سريعاً ليرى حالة الشغب الحادثة بمطعمه، فقال بثباتٍ:

_أني بعتذر على سوء التفاهم اللي حصل، ومش عايزك تقلق أني هتكفل بكل الخساير اللي حصلت بالمكان...

لخص الرجل مظهره الآنيق وطريقته اللبقة بالحديث بكونه رجلاً من كبار عائلات الصعيد،فيكفيه اعترافه بالخطأ وتحمل نتائجه، لذا بصدرٍ رحب قال:

الدهاشنة ..٢.. صراع السلطة و الكبرياء...للكاتبة أية محمد ملكة الإبداعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن