«شفقة»

26 2 0
                                    

_12_




فِي إحدى ليال الشتاء، وعندما اضمحلت درجات الحرارة بشكل كبير
بعدما صَار عمرهُ عشرِين سَنة ،جائت أستر وهي تحمل البشرى بأن الوقت قد حان، للرحيل.

كان يستعد منذ زمن، رحاله مجهزة وهو يرتدي ملابس مناسبة مع اخفاء اجنحته لكيلا يثير الشكوك، خرج ليلا، وعند البوابة ظل يحدق في وجه عمته
عيناه تروي الكثير لكن فمه ما استطاع أن ينطق ببنت شفة

في النهاية عاش معها منذ مايتذكر ...هي بمثابة أمه التي لم يرها
تقدم وعانقها وهي بادلته بالطبع

بعد فترة من الوقت، تراجع وقال:
-الوداع ياعمة...

خرج أخيرا، من البوابة بمفرده وعبر الغابة.

بعد منتصف الليل كان الطريق خاليً  الطرق المعبدة الشاحبة، ذرات الثلج ، بيوت العامة
-معظمها مطفأ الأضواء النسيم الذي لامس وجهه كله اشعره بالحياة ، صوت خطواته هو أوضح ما يسمعه الآن، السكون يسيطر ع كل شيء -باستثناء صوت الرياح-

عَمهٌ الفرح، شَعَر بالحرية هذه كانت أول مرة له يخرج دون عمته ،او مراقبتها ع الاقل ، وكما هو متفق سار الى ان وصل الحصان الذي أعدته عمته له في مكان بجانب أحد الاسطبلات  انطلق.

،وجهته نيبور بلاد كبيرة ومعروفة ع نطاق واسع لكنها بعيدة من هنا، حاليا هو في الجنوب، عليه أن يتخطى الصحراء الغربية مرورا بالسهول لكي يصل أخيرا لحدود المملكة وثم يسير شمالا شرقي ليصل إلى العاصمة، حيث تقيم العائلة المالكة، ماهي الا مسألة وقت وهو يحمل كل القوت الذي يحتاج .

سافر قرابة الأسبوع، وقوته ينفذ بالطبع،-لربما لم يحسب للقوت حساب كبيرا كونه لا يموت وربما كان يخطط لتحمل الجوع فحسب مع أن ذلك يضعفه- كما انه صادف الكثير في محطات وقوفه ،مايفصل بينه وبين المملكة هو صحراء، فهو يسافر للشمال الشرقي، كان مكان إقامته مع عمته هو بعض التلال في الجنوب الغربي، لذلك لابد عليه تجاوز الصحراء الغربية، تلك الصحراء لم تكن بالحرارة التي توقع، لكن فراغها ارعبه، أن يكون في الأرض كل هذه المساحات ،وهي فارغة إلا من بعض الوحوش، لطالما تسائل وهو يقرأ تلك الكتب التي أعطته عمته لما قد يكون هناك الكثير من تلك المساحات عديمة الجدوى أو تلك المخلوقات،

عندما يصل لمعضلة لا حل لها او يغرق بتفكيره، يذهب لعمته ويسألها، اسئلة وجودية تافهة، وشيء من هذا الهراء ،توصيه الا يفكر لان التفكير يهلك صاحبه، وهذا لا يهم ع أي حال، لا معنى للحياة فما ضير ذلك، ان كنت حيً
فحيى المسألة بهذه البساطة، لا حاجة للتعقيد، في نظر استر لا اهمية لأي شيء.

تذكر هذا بينما هو يخيم، غط في النوم في النهاية

استفاق فجرا ع صوت ما ....
-يالهي ماذا تفعل؟!
-انتظر يا رجل انا قادم!!
-سيستيقظ ياغبي أسرع!
-يالـ تعجلك، ....اا!

انليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن