_14_
تجمد انليل في مكانه يحاول ان يستوعب الصورة امامة، استشاطت النيران وتصاعدت الى عنان السماء، الناس تركض وهي تحمل دلاء الماء ، يسكبها الرجال سريعا ع الحريق، يبدوا انهم لم يكتشفوا الامر بسرعة فالنار منتشرة في عدة خيام الان، هناك عدة أطفال تصرخ مرعوبة، تلك الخيمة هي خيمة عمرة بلا شك، خرج انليل من حيرته وركض بأقصى ما يستطيع بل انه لم يهتم بأي شيء آخر غير ان ينقذ عمرة التي كانت في الداخل صرخ بقوة :
-ابتعدوا ، سأطفيء النار!!طار الى هناك تحركت يداه بعدة حركات، رفع يده للأعلى ثم انفجر البئر عاليا لتخرج المياه منه وتذهب ناحية الحريق لإخماد النار، فأخفت في عدة لحظات فقط، تعالت أصوات الخوف والاستغراب من حوله، عندما اختفت النار كليا، لم ينتظر انليل اكثر ودخل الخيمة نادى بأعلى صوته
-عمرة!! عمرة!! اين انت؟!!
كان كالمجنون تقريبا، بحث في كل مكان لكنه ام يجدها ،تنبه ان هناك سهم ما ملفوف بتعويذة تحميه الاحتراق، حمله، واخذ الورقة الملفوفة هناك ، وأخذ يقرأها
من خلفه دخل الشيخ، وقال :
-عمرة!! ابنتي عمرة!! اين انت يافلذة كبدي؟!!
كان يبكي تقريبا تنبه ان هناك شيء بين يدي انليل فأخذه وقرأه بسرعة.
تغيرت تعبيرات الشيخ ، وقال:
-انهم بني عبيدة ! لم اعلم انهم سيبالغون الى هذا الحد!لم يكن انليل يعلم شيء من هذا، او ما يتعلق ببني عبيدة لكنه شعر بالغضب، التفت ناحية الشيخ وقال مستعجلًا:
-ارجوك شيخي اخبرني اين مكانهم، فلنذهب ونستعد عمرة، وللنتقم منهم شر انتقام جزاء فعلتهم الشنيعة!ظل الشيخ ساكنً، بينما دخل أحد الرجال من باب الخيمة،سئل:
- هل وجدتموها؟- فناوله الشيخ الرسالة، قرأها الرجل بتأن، التفت ناحية الشيخ بكامل جسده وهو يقول:
- ما الذي يأمره الشيخ؟
…………هناك ضغائن قديمة بين القبيلتين لم يهتم انليل بكل هذا، ماكان يهتم له فعلا هو أن ينقذ عمرة ،قرر الشيخ أن نهجم عليهم بعد يومين في ليلة الهلال الأول ،بداية الشهر القمري الأول من السنة الجديدة، ارتدى انليل رداء اسود والثم وجهه كما فعل البقية.
منتصف الليل هو الموعد، أرسل الشيخ بعض الرجالة ليسكتشفوا حول مقرهم، قبل الهجوم، عاد الرجال وقالو ان هناك حرس في كل الاتجاهات لابد من أنهم علموا بالأمر، فكر الشيخ قليلا وقال بلا أي تردد،
-لنهجم، حتى لو كانوا يعلمون بمجيئنا هذا لن يردعنا ، علاوة ع ذلك عددنا أكثر من عددهم، وقف انليل جنبا الى جنب مع الشيخ.تجهز الرجال، وتأهبوا أرسل الشيخ كل رجاله دفعة واحدة، بدأ الهجوم بعدة سهام قتلت عدد من الحرس بني عبيدة ،علم بقية الحرس بأمرهم فأرسلوا إشارة واعلموا البقية من قومهم والذين كانوا يخططون لكمين، أحاط بني عبيدة رجال الشيخ ابو عمرة وضيقوا الخناق عليهم من كل جانب، شعر انليل انهم يخسرون،بعد قتل عدد منهم، فأظهر أجنحته وطار ناحية القوم، وأرسل عددا من التعاويذ التي أحرقت البعض، ورمت البعض بعدًا صلب يداه وبكل كوة ضرب الارض، والتي نشرت الرمال في كل مكان، احترقت خيامهم وقتل عدد كبير من رجالهم
كان أكثر المقاتلين شراسة، ابادهم عن بكرة ابيهم ، انقلبت كفة المعركة لصالحهم، بشكل واضح،تعجب الرجال وصرخوا فارين، أما من كان في صالحهم قاتلوا بقوة أكبر بعد أن بدأ نصرهم، رفع احد الفرسان من بني عبيدة راية بيضاء وفر الميدان وهو يرفرف رايته، ويصيح:
-توقفوا! نحن نستسلم ،نحن نستسلم!عندها توقف انليل وحط قريبا، وتوقف كل الرجال، فخرج شيخ قبيلة عبيدة وتقدم، وهو شخص أشهب ذو لحية كشة، وقال:
-اطلب الهدنة من الشيخ الكبير ابو عمرة
حدق الشيخ فيه وقال:
-اريد ان اكلمك على انفراد،تراجع كلا الفريقين، الى جهتين متنافرتين، وذهب الشيخ الى خيمة مشتركة ، قضى بعض الوقت حتى انتهى النقاش
خرج الشيخ ابو عمرة. وبعده شيخ بني عبد الذي أوضح محياه ان المفاوضات سارت كما تمنى
كان انليل يراقب عن قرب، ابتسم ابو عمرة التفت الشيخ وقال :
-اقتلوه ايها الرجال!
عندها الرجل الذي كان بجانب الشيخ ابو عمرة ،استل سيفه وغرسة ببطن شيخ بني عبيدة، كان وجه شيخ عبيدة مندهشً، وهو يقع والدم يفيض من بطنه، نظر ناحية ابو عمره ، بادله الشيخ النظر، وقال له:
تخسأ، أن أقبل بأتفاق السخيف كهذا ، ثم بصق عليه
تمتم شيخ عبد ببعض الكلمات الغير مسموعة ثم هوى ع الأرض مضجع بدمه
ركب الشيخ ومن معه احصنتهم، وعادو وصاح بهم الشيخ:
-اقتلوا كل كلاب بني عبيدة !!وهكذا جرت المعركة الاخيرة، قُتل البقية من القوم وأُسر بعضهم، الوقت قرابة الفجر، توجه انليل يبحث في كل مكان عن عمرة، طار يستطلع جوً نظر فوجد أحدهم في مكان بعيد عن الخيام، وجد احدهم يقف هناك بدت كأنها عمرة …
ركض ناحيتها، نعم انها عمرة بلا شك ،اعتلت وجهه الابتسامة وهو يهبط قبالها، اندهشت قليلا، ولكنها ابتسمت
حيّته، فاحتضنها بشدة
وقال:
-عمرة، …كنت اظن اني فقدتك!بادلته عمرة العناق، أغمضت عينيها وقالت- انا ايضا -
ظلا يتبادلان العناق لفترة …ثم
فتح انليل عينيه بدهشة
ابتعد انليل بسرعة ،ونظر لعمرة باستغراب بعدها وقع ع الارض، وقد اضطجع بدمائه، لقد طعنته عمرة، ….
نظر لها وهو يستلقي هناك،وهو ممسك بجرحه الذي تدفق دمً، ضحكت عمرة ، مسحت الدم من ع الخنجر قالت :
-لا تحاول النهوض هذا سم مخدر ستضر عضلاتك
جلست قربه وهي تقول بابتسامة خبيثة:
-ثم …هذا هو طلبي ،
مت!
![](https://img.wattpad.com/cover/308998316-288-k526481.jpg)
أنت تقرأ
انليل
Ficção Históricaتَسرب بِيان مِن أحد الكهنة وهي مخطوطةٌ قَديمة، اثرية مفقُودة لأجيال فيها حَقيقة أن رماد العنقاء يهب المرء قوة عظيمة يقارع معها الجبابرة من الاقوياء..!! كان في المسألة شك كبير، شرط الاستخدام ان يستعمل ع طفل سيولد حديثا في مراحل تكونه، فقد كُتب ذلك ال...