الفصل الثامن

1.3K 67 22
                                    

خفقات قلبها تتعالي بشده ،ورعشه خفيفه إنتابتها وهي تسمع من والدهِ خبر عودتهُ وأخيراً من غربتهُ،فهي حقًا إشتاقت له،إشتاقت للحد الذي جلها تجلس كل يوم بغرفتها تُتابع أخباره من علي مواقع التواصل الإجتماعي ،فهم لم يتحدثَا منذ فتره كبيره، فهو بعد سفرهِ تحدث معاها للإطمئنان عليها عدة مرات متتاليه وبعدها إنقطعت إتصالتهُ لها وتحاولت لوالدها الذي كان يُهاتفهُ يوميًا للإطمئنان عليها..أزعجها الأمر وبشده وبعدها أظهرت اللامُباله وأن الأمر لا يعنيها رغم إحتراقها الشديد من الداخل ،وتلهفها لسماع صوته ،تشتاق لمرحهِ وتلل الدعابات التي كان يلقيها علي مسمعها ،تشتاق لمشاكستهِ لها، تشتاق لهُ حد الجنوان وحقًا سئمت من حديثها لنفسها بكم تشتاقهُ فدائمًا وككل ليله تجلس وتعبث بأورأقها وتبدأ بسرد حالتها وإخبارهُ عَبر الأوراق عن مدي حبها وإشتياقها لها وبعد وصفها لكل مشاعرها وأحسيسها تكتب أخر كل ورقه بخطٍ عريض " إلي عزيزي الراحل إشتاقككَ وسئمت من قول 'لعلك تشتاق فتعود' ".

......
دلفت لغرفتها تنتظر مجيأه علي أحر من الجمر فهي تعلم ان زيارتهُ لها إول ما سيفعله ،فوقفت تنتقي من ثيابها أجملهم ولكن ٱحتارت وبشده فهي إلي الأن ومنذ إكثر من ساعه تقف أمام خِزانتها تنظر لملابسها بحيره عاجزه عن إختيار إحداهم ،في هذهِ اللحظه فقط تمنت لو تمتلك "أخت" لكانت بكل تأكيد تساعدها الأن، فوالدها منذ قليل هاتفها وأخبرها أن يوسف هاتفه وأتفق معهُ أنه سيقوم بالمرور عليهم مساءًا لزيارتهم ،وسعدت هي كثيرًا بذلك .

٭...............................٭

تجلس بغرفة الضيوف أمامه تفرك كفيها بإرتباك شديد فمنذ إن دلفت لم يعيرها أي إهتمام فقط ألقي التحيه المعتاده وأكمل حديثهُ مع والدها ،ليجعل هذا دموعها تلمع بحدقتيها فلم يكن هذا اللقاء الذي حلمت بهِ فبعد كل تلك السنوات الثلاث يكن بتلك الجفاء معاها ! ،حبست دموعها وجلست تتابعهم بملل متمنيه إنتهاء ذلك والعوده لغرفتها من أجل الإنفراد بنفسها وإخراج كل ما بجبعتها.

........

أستأذن والدها ليتركهم قليلاً من أجل ترك له حرية الحديث وبعد صمت دامَ بعدة دقائق قاطعه هو متسائل بهدوء ورازنه متمتم بفتور:
-إخبارك ايه يا "بتول" وشغلك وحياتك اي ؟!، أتمني تكوني مرتاحه!

قال أخر كلماته بنبرة ذات مخزي هو تعمد تذكيرها بحديثها السابق .

لتجيبهُ هي بثبات أجادت تصنعه وهي تنظر له بثقه:
-الحمد لله تمام !،وطبعًا مرتاحه ؛وشغلي ماشي زي الفل ،أتمني تكون أنت كويس ..وأه صح ألف مبروك علي الدكتوراه يا دوكتور.!

جعد حاجبيه بضيق من طريقتها رغم أنه من بدأ ، ولكن هي لم تتغضي عن تلميحهُ لها وأجابه بجمود :
-الله يبارك فيكِ!

صمت لعدة ثواني يتناهد بقوه وهو يتسائل بعدها بنبره جافه بارده كأنه تعمد إيلامها وهو يريٰ نظراتها لهُ :
-أنا كنت كلمت عمي يشوفك ويشوف انتِ عايزه اي ! ،بس بلاها نستني وانتِ قدامي أهو ،فكنت حابب أعرف رأيك في الوضع اللي إحنا فيها أو هنوصل لفين كدا ؟...وعايزه تكملي الخطوبه وتبقي جواز ولا لأ لأني دلوقت مش هقدر أستني كفايه اللي ضاع ،فَ أي رأيك ؟!

لعلك تشتاق  فتعودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن