الخاتمه.

431 32 9
                                    

دلف للشقة وبيدهِ بعض الحقائب ،فهو مرّ على السوق في طريقه ودلف للمطبخ مُباشرًا وقام بوضعها على الطاولة ورأى تلك الفوضي بها ،ليبتسم بشغف وهو يرىٰ بعينهِ محاولاتها رغم مرضها لصنع طعامٍ لهُ ،إبتسم بحب صادق نابع من أعماق قلبه المتيم بها وخرج مسرعًا متجهٍ لغرفة نومهم ليجدها مندثره بالغطاء جيدًا ،أقترب بخطوات ثابته نحوها ليجد إعيائها يظهر على قسمات وجها بشدة؛ مصاحب لشحوب بشرتها أبتسم بتروي وجلس أمام فراشها على ركبتيهِ؛ ورفع كف يدهِ يزيح تلك الخصلات الشارده عن عينها فهي حجبت عنهُ رؤية ملامح وجهها الذي بات مدمِنًا تأملهُ دون ملل لساعاتٍ طوال ،وضعٍ له خلف أذنها ،وأصابعهِ تسللت لتحسس وجنتيها برفق ليجد حرارتها مرتفعه ،وأردف بعدها بخفوت ونبرة صوته تحمل حنان ولطف العالم أجمع يناديها بأسمها لإيقاظها:
_"بتول" ..عامله اي دلوقت يا حبيبي ؟!

تسائل بعد أن فتحت عينيها لهُ ،ليرىٰ مدىٰ ارهاقهم وتلك الهالة السوداء المحيطه بهم، لتجيبهُ بوهن وهي تحاول التركيز وفهم ما يقول لتجيبهُ بتشدق ضعيف:
-الحمد لله !
وعادت تتسائل مره أخرى ومازال الوهن مسيطرًا عليها :
-جبت أكل ؟

أوما لها برأسهِ بهدوء وأتت إجابته مُنافيه لما يفعل:
_لأ !

إحتقن وجهها الشاحب بشدة وردت بشدق حادٍ غاضب:
-نعم ليه ؟ أنا مش كلمتك وعرفتك بتعبي ؟!

أجابها بمرح وهو يغمز بطرف عينيهِ محاولاً إخراجها من حالة الوهن وعدم التركيز هذهِ:
-شكلك كدا عايزة تقرأي على روحي الفاتحة مش كدَ ! قولي ...قولي... متتكسفيش !

لم تبادله مرحهِ هذا بل أردفت بغيظ وهي تحاول الجلوس أمامهُ بعد أن قامت بدفع يدهِ بعيدًا عن وجنتيها بعنف وتردف بعدها بغضب حادٍ:
-ممكن أعرف هتاكل اي دلوقت ؟!!!
بعدين أنا كلمتك وقولتلك تعبانة ليه مسمعتش الكلام ؟ أنا بجد مش قادرة أتحرك من مكاني ودايخه ! تقدر تفهمني هتاكل أي لما ما جبتش؟!

أجابها بهدوء متفهمًا لثورة غضبها تلك محاولاً توضيح الأمر لها:
-أهدي بس أنا كلمت ماما وزمانها طالعلنا بالأكل دلوقت انا لو كنت طلبت من برا كانت طردتنا من البيت سوا وغير كدا انتِ تعبانة وأكل بره غلط عليكِ !

اجابته بإرهاق وهي تحاول أخذ أنفاسها ف إنفعالها عليه جعلها تشعر بالإختناق ليهب هو يقف جوارها لعدلها في جلستها وجعلها أكثر راحه لتستطيع أخذ أنفاسها بشكلٍ طبيعي ويردف متسائلاً بقلق:
-نروح لدكتور؟!

اجابته بنهي وهي تهز رأسها دليلٍ على رفضها ،فيصمت هو فيعلم جيدًا مدى كرهها للأطباء .

.......
عم الصمت قليلاً قبل أن يقطعه رنين هاتفهِ وكانت المتصله هي والدتهُ تخبره بإحضارها والنزول من أجل تناول الغداء ولكن أخبرها أن بتول لن تستطيع الوقوف على قدمها من شدة تعبهُا فتصرخ بهِ بغضب وتأمرهُ بحملها وإنزالها مهما كلفه الأمر ! وقبل أن تغلق الخط هددته بأنه أن تأخر لن تدخله من باب المنزل ،ليساعدها بإرتداء ملابسها وبعدها حملها فهي حقًا غير قادرة على الحركة وينزلا سوياً لتستقبلهم والدته بترحيب حارٍ وتأمره بإدخالها لغرفته بعد أن رآت حالة الوهن المصابه بها وتلحق هي بهم داخل الغرفه وتردف بأمر :
-إطلع هات هدمتين "طقمين" ليها عشان هحميها وأغيرلها عشان السخونه دي تنزل شويه، وعشان كمان هتباتوا هنا !

لعلك تشتاق  فتعودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن